"يا أيها اللذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم".. بهذه الآية القرآنية غرد الحساب الرسمي لما يسمى بـ"إسرائيل بالعربية"، وهو حساب يعبر عن الدولة العبرية باللغة العربية، وجاء ذلك رداً على موجة السعادة التي إجتاحت العالم العربي في العالمين الواقعي والإفتراضي "عبر حسابات السوشيال ميديا"، وهو ما أطلق عليه البعض "الشماتة العربية" في حرائق إسرائيل.
وكان العرب قد سبقوا إسرائيل في إستخدام التفسير الديني لما يحدث، حيث أكد قطاع كبير منهم أن ما يحدث في إسرائيل هو عقاب إلهي على محاولاتها منع الآذان في مساجد القدس، ويبدو أن إسرائيل وجدت أن العزف على الوتر الديني سيكون له تأثير كبير في الشارع العربي، فكانت التغريدة بالآية القرآنية التي تحرم السخرية.
شماتة عربية
وقد أثارت موجة الحرائق التي تجتاح إسرائيل لليوم الثالث على التوالي، والتي أسفرت عن 130 إصابة وحالة إختناق من الدخان دون وقوع خسائر في الأرواح، موجة من الجدل، فقد كانت غالبية التفاعلات العربية على المستوى الشعبي تظهر سعادتها بموجة الحرائق التي تجتاح إسرائيل، وفي المقابل واجه البعض ذلك بالإعتراض على إعتبار أن الإسلام دين الرحمة والسلام، ومن ثم لا يجب أن تكون هناك شماتة في مصائب الآخر، حتى لو كان عدواً.
تركيا تطفئ النار
وإحتج "الشامتون" على مشاركة تركيا في إطفاء الحرائق، مؤكدين أنه لا يتوجب على أي دولة إسلامية المشاركة في إطفاء حريق إسرائيل، وكان الإهتمام الشعبي المصري بمشاركة تركيا في إطفاء الحرائق لافتاً، فقد استغل أنصار الرئيس عبد الفتاح السيسي هذه المشاركة بطريقة سياسية، حيث أكدوا أن تركيا التي تتعاطف مع الإخوان وتعارض حكم السيسي تقف الآن مع إسرائيل في خندق واحد.
عقاب إلهي
وارتكزت غالبية التفاعلات العربية على الربط بين منع إسرائيل للآذان في مساجد القدس وبين العقاب السماوي الذي أسفر عن موجة حرائق بدأت ولا يمكن معرفة نهايتها، بل إن بعض المشاهير من رجال الدين الإسلامي باركوا موجة الحرائق في إسرائيل، وأكدوا أنه العقاب الأسرع رداً على محاولات منع الآذان في المساجد.
إحراج وسخرية
وجاءت الآيات القرآنية التي بثها الحساب الإسرائيلي الرسمي لتثير موجة جديدة من الجدل لا تقل حدة عن موجات الحرائق التي تجتاح إسرائيل، فقد تسببت هذه الآيات في سخرية العرب من إسرائيل، فيما أكد البعض أن الإستشهاد الإسرائيلي بالقرآن هدفه إحراج العرب والمسلمين الذين لم يتعاطفوا مع إسرائيل في مواجهة موجة الحرائق التي تجتاحها.
مشاركة فلسطينية
وعلى صعيد متصل، أشارت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية إلى أن الحكومة الإسرائيلية قررت قبول العرض الفلسطيني بالمشاركة في إخماد الحرائق، وهو العرض الذي تقدمت به السلطة الفلسطينية للحكومة الإسرائيلية منذ إندلاع الحرائق، وسوف تشارك 4 فرق فلسطينية في مقاومة هذه الحرائق.
سوبر تانكر
وتشارك تركيا، و روسيا، و كرواتيا، واليونان، وإيطاليا، وقبرص في جهود إسرائيل لمكافحة الحرائق، وقد أرسلت هذه الدول بالفعل طائرات وفرق عمل للمشاركة في وقف إمتداد موجة الحرائق، وسوف ترسل الولايات المتحدة اليوم طائرة الإطفاء الكبيرة "سوبر تانكر" للمشاركة في عمليات الإطفاء، وهو ما حدث من قبل في حرائق عام 2010.
التعليقات