إيلاف من عدن: أحيا عشرات الآلاف من جنوبيي اليمن –الأربعاء - الذكرى 49 لنيل الاستقلال الوطني عن بريطانيا.

وتوافد إلى مدينة عدن الآلاف من ابناء محافظات لحج وابين والضالع وشبوة وحضرموت والمهرة للاحتفاء بهذه المناسبة التي اطلقوا عليها (مليونية مطلبنا عودة دولتنا)، رافعين شعارات تطالب باستقلال الجنوب عن شماله واستعادة دولتهم السابقة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، التي اتحدت في عام 1990م مع الجمهورية العربية اليمنية (الشمال) في دولة جمهورية اليمن.

كما رفع المشاركون في الفعالية شعارات مؤيدة لدول التحالف العربي، ومنددة بالجماعات الانقلابية والرئيس السابق علي صالح.
&
نقاط اتفاق واختلاف

قال الناشط السياسي الجنوبي سالم ثابت العولقي إن ابناء الجنوب المحتفلين بالذكرى 49 لاستقلال الجنوب في العاصمة الجنوبية عدن، وجهوا عدة رسائل لمختلف الأطراف السياسية محليًا وإقليميًا ودوليًا، أهمها التأكيد على حق شعب الجنوب المشروع في الاستقلال عن الشمال بعد ربع قرن من الوحدة التي لم لم تنتج سوى الفساد والحروب، بحسب قوله.

وأضاف العولقي في حديث خاص لـ "إيلاف" ان الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية يرون ان حرب مارس 2015– الحرب التي شنتها ميليشيات الحوثي وعلي عبدالله صالح - انتجت واقعًا مختلفًا تمكن فيه الجنوبيون من إدارة بلادهم إلى حد ما، وان أي محاولات لإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، وإعادة انتاج هيمنة القوى الشمالية على الجنوب، لن تؤدي إلى استقرار، بل ستؤدي إلى حالة من الصراع المستمر الذي تمتد آثاره على دول الجوار والمنطقة.

واستطرد قائلاً: "يتفق الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية من جهة مع الحكومة الشرعية من جهة أخرى في العمل على مواجهة الانقلابيين وهزيمتهم، والعمل على تثبيت الأمن والاستقرار في الجنوب، وتفعيل مؤسسات الدولة، ودمج عناصر المقاومة الجنوبية في أجهزة الأمن والجيش، ونختلف مع الحكومة الشرعية حول أصرارها على فرض مخرجات الحوار اليمني، لأنها في نظرنا ليست قابلة للتطبيق لأسباب سياسية ومنطقية، يضاف إلى ذلك سوء نوايا بعض الأطراف تجاه الشرعية في ما يتعلق بتمكين الجنوبيين من بلادهم مدنيًا وأمنيًا وعسكريًا".

دحر الانقلاب والتكامل مع الخليج

ولفت العولقي إلى أن الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية يتفقان على دحر الانقلابيين والحفاظ على الأمن القومي ودول الجوار والمنطقة وصون المصالح المشتركة كخطوط الملاحة الدولية ومكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى أن الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية سيظلان ملتزمين بهذه الثوابت لتحقيق التناغم والتكامل مع دول الخليج العربي خاصة، معبرًا عن امله في حدوث مواقف متقدمة من الاشقاء في دول الخليج والدول العربية والمجتمع الدولي تجاه قضية الجنوب وحق شعب الجنوب في نيل حريته واستقلاله كضمان لأمن المنطقة واستقرارها، ملفتًا إلى أن صنعاء تاريخياً لم يكن لها إلا مشروعها الخاص الذي لا يتناغم مع دول الجوار وبالذات السعودية، وما يحدث اليوم خير دليل إضافة إلى موقف قوى صنعاء من غزو الكويت عام 1990م.
&
تسجيل حضور

يرى رئيس تحرير موقع جولدن نيوز الاخباري انور التميمي، ان الاحتفال بذكرى استقلال الجنوب،&يأتي في ظل تسارع وتيرة المبادرات الدولية للوصول الى اتفاق لوقف اطلاق النار، بعد أن بلغت المعاناة الانسانية حد المجاعة.&

ويشير التميمي في حديث خاص لـ "إيلاف"، الى أن الحل السياسي بات على الابواب، &وان فعالية نوفمبر في عدن يراد منها تسجيل حضور جنوبي على الطاولة.

واستدرك التميمي قائلا: "تسجيل الحضور والفعالية مرتبط بنوعية الفعالية والخطاب السياسي المتمخض عنها، والأهم من كل ذلك الاشتغال السياسي على نتائجها، اما اذا اقتصرت الفعالية على الجانب الشعاراتي فقط، وتوجيه رسائل كيدية بين المتباينين الجنوبيين، فإن العائد السياسي منها سيكون ضعيفًا جداً، بل ومعدومًا."

ولفت رئيس تحرير جولدن نيوز الى ان هناك &نقاط اتفاق تجمع القوى الجنوبية مع التحالف العربي، وهي وحدة الهدف الاستراتيجي، وهو ان الجنوبيين والخليجيين يتربص بهم جار مؤذٍ (إيران) وجد له موطئ قدم في صنعاء، اضافة الى مشتركات الجغرافيا والتاريخ والمصير والمشترك، مشيرًا الى ان نقطة الاختلاف الرئيسية الموقتة، هي اصرار الخليجيين على تأجيل النظر في مسألة التعاطي الجدي مع مطالب الجنوبيين باستعادة دولتهم.

فخ الوحدة

وهاجم البيان السياسي لمليونية (مطلبنا عودة دولتنا) &ما اسماه (فخ الوحدة) في اشارة الى وحدة الجنوب والشمال في مايو 1990م، مشيرًا الى ان ذلك الحدث وما تلى ذلك من حرب في عام 1994م وفرض احتلال عسكري شمالي صريح على كامل أراضي دولة الجنوب، كانت كافية لولود صحوة شعبية عارمة في الوعي المجتمعي لشعب الجنوب وضعته من جديد على أعتاب نهوض وطني شامل لاستعادة منجزاته الوطنية الكبرى التي سلبت منه على غفلة من الزمن).

مؤامرة الهوية

&وتطرق البيان – اطلعت "إيلاف" على صورة منه – الى ما اسماه اخطر مؤامرة لم يتعرض لها اي شعب على الارض تتمثل بهويته الوطنية، قائلاً :"تعرض إنجاز الهوية والسيادة والدولة في الجنوب لأخطر مؤامرة لم يتعرض لمثلها أي شعب على الأرض، استخدمت فيها أدوات الجهوية الجغرافية والأيدلوجيات على اختلاف اتجاهاتها القومية والدينية والتوجه اليساري وأدوات الحرب الباردة والحروب المباشرة وأدوات تزييف وتظليل الوعي وتشويش وعي الذات الوطنية، فعبر أربع مراحل تم فيها تغيير مسمى الهوية عبرت عن الإلغاء التدريجي للسيادة الوطنية وبموازاتها حدث الاستيلاء التدريجي على القرار السيادي الجنوبي، حيث تم سحبه نهائياً بخطوة تذويب الشعبين والدولتين في هوية واحدة ودمجها في شخصية دولية واحدة في مايو عام 1990م في اتفاق وقعته الأحزاب الحاكمة في الدولتين في ظل تغييب كلي لإرادة الشعب في الجنوب وعمدت كل ذلك أربع حروب خاضها الشمال مع الجنوب فحلت الصدمة والانكسار محل الفرحة والانتصار".