إيلاف من لندن: بدأ زعيم التحالف العراقي الشيعي عمار الحكيم اليوم من العاصمة الاردنية جولة اقليمية يلتقي بمسؤوليها وبشخصيات سياسية عراقية لشرح أبعاد مشروع التحالف لـ"التسوية الوطنية التاريخية" بين المكونات العراقية حيث اجتمع مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني داعيا لدور أردني في تعزيز الدعم العربي لمشروع التسوية في العراق.
الحكيم يبحث مشروع التسوية مع الملك عبد الله
وبدأ الحكيم الذي يترأس وفدا يضم ممثلي التحالف الشيعي في عمان الاربعاء مباحثات مع كبار المسؤولين العراقيين حيث اجتمع مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني موضحًا أن التسوية الوطنية تعتمد على التنازلات والضمانات والطمأنة المتبادلة . وبحث مع الملك سبل تعزيز العلاقات بين البلدين وآليات تطويرها في جميع المجالات والعمليات العسكرية ضد تنظيم داعش.
ودعا الحكيم الى دعم مشروع التسوية د من قبل الدول العربية وان يكون للاردن دور في هذا المجال خصوصا خلال مؤتمر القمة العربية المقبل الذي تستضيفه المملكة الاردنية الربيع المقبل خصوصا دعم استقرار العراق وتحقيق المصالحة الوطنية وتمكينه من استعادة دوره في إطار منظومة العمل العربي المشترك.&
وشدد على ضرورة تأمين المنافذ الحدودية والطريق الدولي الواصل بين البلدين بأسرع وقت وكذلك أهمية المضي قدما في تنفيذ خط أنبوب النفط من مدينة البصرة العراقية إلى ميناء العقبة.
وأكد ضرورة تقديم دعم اكبر من قبل الدول العربية باعتبار العراق عضو مؤسس في جامعة الدول العربية كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان تسلمته "أيلاف". كما استعرض الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة الوطنية في العراق .. مشيدا بأهمية الدور الأردني في دعم العراق لما تحظى به المملكة بقيادة الملك عبد الله الثاني من احترام ومصداقية وتقدير لدى جميع مكونات الشعب العراقي.
وومن جهته أكد العاهل الاردني أن أمن واستقرار وازدهار العراق مصلحة أردنية.. مشددا على دعم المملكة لجهود العراق في التصدي لمختلف التحديات التي تواجهه لا سيما محاربة العصابات الإرهابية.
وقبل ذلك اجتمع الحكيم اجتمع برئيس الوزراء الاردني هاني المقلي عارضا عليه الخطوط العريضة لمشروع التسوية المقترح. كما اجتمع مع رئيس مجلس الاعيان الاردني فيصل الفايز وقال عقب ذلك أن العراق ينظر باحترام كبير للأردن مشيرا الى وجود محطات أساسية يتصدى فيها البلدان لتنظيم داعش .&
واشار الى ان هناك تحسنا وتطورا نوعيا في مواجهة الدواعش بعد أن كانوا يحتلون 40 بالمئة من الاراضي العراقية منوها الى ان العراق اليوم يخوض بالمرحلة الأخيرة لتحرير الموصل مركز الخلافة المزعومة للتنظيم. واضاف ان العراق يحصل على مكتسبات مهمة وينسق ويتعاون مع الأردن لمكافحة الإرهاب. ومن جهته اكد الفايز أن "الأردن اكثر تفهما لطبيعة النظام السياسي والديموغرافي للعراق".. مشددا على أن "الأردن بلد داعم وساند للعراق في محاربة الإرهاب". &
وكان الحكيم وصل الى عمان مساء امس على راس وفد يضم سياسيين ونواب شيعة. &&
الحكيم واللقاءات مع معارضين عراقيين
ولا يعرف بعد فيما اذا كان الحكيم سيلتقي مع شخصيات عراقية معارضة للعملية السياسية مقيمة في عمان لعرض مشروع التسوية عليها ومعرفة مواقفها منه على اعتبار انها المعنية ايضا بهذا المشروع.
وجاءت مباحثات الحكيم في عمان بعد ايام من لقاءات اجراها هناك يان كوبيش رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق "يونامي" مع شخصيات عراقية معارضة حول هذا المشروع الذي اطلعت على مضمونه "إيلاف" وهو ينص على ان تطرح بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق الصيغة النهائية لهذه التسوية الوطنية وتكون ملزمة لجميع الأطراف العراقية ويتم إقرارها في مجلس النواب والحكومة بعد مباركة المرجعيات الدينية ودعم وضمان المنظمات والمؤسسات الدولية والإقليمية وفي مقدمها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وستعمل بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق على تحشيد الدعم اللازم من الدول الإقليمية المجاورة لإنجاح خطة التسوية المتفق عليها.
كوبيش مهد لمباحثات الحكيم
ففي عمان سلم كوبيش نسخًا من مشروع التسوية إلى شخصيتين معارضتين من خارج العملية السياسية واستمع إلى أرائهما في امكانية تحقيق مصالحة حقيقية في العراق وشروطها ومطالباتها كما عرضه على وزير الخارجية الأردني.
وخلال اجتماع كوبيش مع امين عام "المشروع العربي في العراق" الشيخ خميس الخنجر فقد اوضح هذا الاخير وجهة نظر المشروع العربي في مبادرة التسوية المطروحة مشددا على أهمية التسوية السياسية والحاجة اليها طريقا للمصالحة الوطنية وقال إن "المضي بمشروع التسوية سيكون صعباً في الوقت الحاضر بسبب اهتزاز الثقة بين الاطراف السياسية ولاسيما بعد اصرار التحالف على اقرار قانون الحشد الشعبي بدون توافق وطني وبخطوات متعجلة".
كما بحث كوبيش مع الشيخ جمال الضاري رئيس اللجنة المركزية للمشروع الوطني العراقي الاوضاع في العراق بشكل عام ومبادرة التسوية التاريخية بشكل خاص حيث أكد المبعوث الاممي على أن الأمم المتحدة لاتتبنى وجهة نظر أي طرف من الأطراف المتنازعة في العراق وإنما تعمل على التقريب بينها وهي من تحدد المسار الإستراتيجي للتسوية. ومن جهته طالب الشيخ الضاري من بعثة الأمم المتحدة بالتعامل بايجابية مع جميع الاطراف وخاصة من هم خارج العملية السياسية الحالية..ثم ناقش كوبيش مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني ناصر جودة الجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار من خلال إطلاق عملية سياسية تؤدي إلى مصالحة تاريخية بمشاركة كل مكونات الشعب العراقي وضمان حقوق الجميع.
طرح مشروع التسوية على السيسي وخامنئي
ومن المنتظر ان يقوم صاحب مشروع التسوية عمار الحكيم بزيارة إلى القاهرة بعد ذلك لإطلاع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على بنود التسوية ثم يتجه إلى إيران لتدارس النتائج مع المرشد الأعلى علي خامنئي.
وكان الحكيم اكد السبت الماضي ان مشروع التسوية الذي اعده التحالف سيطرح على القوى السياسية العراقية موضحا انه مشروع مطمئن وجامع للعراقيين بعيدا عن سياسة الانتقام والتجريح وهو ضروري لايقاف نزيف الدم واعادة العراق كبلد آمن كسائر البلدان. وحذر من خطورة عدم ذهاب العراقيين إلى تسوية وطنية تنقذ بلدهم.. مشيرا إلى أنّ توقيت اطلاق مشروع التسوية سيكون بعد تحرير الموصل.. مشددا بالقول "لا تفاوض مع داعش او حزب البعث".
ويشير مشروع التسوية التاريخية إلى أنّه يهدف إلى "الحفاظ على العراق وتقويته كدولة مستقلة ذات سيادة وموحدة وفدرالية وديمقراطية تجمع كافة أبنائها ومكوناتها معاً.. ويؤكد انه "لا عودة ولا حوار ولا تسويات مع حزب البعث أو داعش أو أي كيان إرهابي أو تكفيري أو عنصري". وتؤكد التسوية على سيادة القانون وحصر السلاح بيد الدولة وعدم السماح بوجود كيانات مسلحة أو ميليشيات خارج إطار الدولة ومواجهة الخارجين على القانون دون تمييز ومحاسبة المتهاونين والمقصرين بمن في ذلك منتسبي القوات الأمنية وفقاً للقانون وإقرار قانون الخدمة العسكرية. &
وكانت القوى السنية رفضت الاسبوع الماضي تسلم مشروع "التسوية التاريخية" من مكتب الامم المتحدة في العراق الاسبوع الماضي معتبرة ان الموافقة على قانون الحشد يصب بالضد منها.. ومتسائلة بالقول: اي تسوية تاريخية يمكن انجازها في ظل اصرار الاكثرية على ممارسة دكتاتوريتها على القوى الاخرى في العملية السياسية منهية بذلك مبدأ التوافق السياسي المعمول به في البلاد منذ عام 2003.&
التعليقات