حذر زعيم التحالف الشيعي العراقي من مواجهة بلاده لمرحلة ستعقب تحرير مدينة الموصل وستكون أصعب من قبلها، مشيرًا إلى أن معركتها سترسم مستقبل البلاد، منوهًا إلى قرب عقد اجتماع للهيئة العامة للتحالف للمرة الاولى.&
إيلاف من لندن: رجح زعيم التحالف الشيعي العراقي عمار الحكيم، خلال احتفال ديني بمقر المجلس الاعلى الاسلامي الذي يتزعمه في بغداد الليلة الماضية، قرب حسم معركة مدينة الموصل الشمالية، التي يسيطر عليها تنظيم داعش منذ يونيو عام 2014، وتحرير كامل الارض العراقية من براثن المغتصبين.. واصفًا المعركة مع داعش بالمصيرية والتاريخية وسيتحدد على ضوئها نتائج ترسم شكل العراق الجديد.&
وأكد ثقته بقدرة العراقيين على تحقيق النصر العسكري في المعركة مع الارهاب كاشفًا عن عمل دؤوب وجديّ لضمان الانتصار السياسي والاجتماعي قائلاً إن "المعركة متنوعة الجبهات ونتائجها ستخلق ردات فعل في كل الاتجاهات"، داعيًا الى وحدة الكل تحت راية العراق، والقتال من اجل طرد الظلاميين من ارضه، وتقديم التضحيات، لأننا سننتصر في النهاية سننتصر".&
تحذير من مرحلة ما بعد تحرير الموصل
وشدد الحكيم على كون العراق لجميع ابنائه، وليس لدين أو مذهب أو قومية محددة، مشدداً بقوله "لننتصر لإنسانيتنا أولاً، وعندها سننتصر للعراق، وأن تكون اخوتنا نابعة من شعورنا بقيمتنا وانسانيتنا، وأن ندافع عن وجودنا وارضنا ووطننا ومستقبل أطفالنا".
وأكد الحكيم على ضرورة تحقيق العراقيين لوحدتهم قائلاً: "اليوم نحن نؤمن بمشروع دولة ووطن فهل يمكن أن يكتمل المشروع من دون أن نكمل مشروع وحدتنا"، مؤكدًا أن لا "وطن من دون وحدة ولا مشروع من دون تآلف، وعلينا ان نتعلم من اخطائنا، وألا نضيع المزيد من الوقت".&
وحذر رئيس التحالف الشيعي الحاكم من مرحلة ما بعد تحرير الموصل، منوهًا الى "اننا امام تحدٍ كبير، ولن يكون التحدي الأخير، وما بعد الموصل قد يكون اصعب مما قبلها".. داعيًا الى العمل بجد وصدق ووحدة تحت راية العراق لإكمال مشروع التحرير والتفرغ لمشروع بناء الدولة للوصول الى مشروع العراق الأكبر والاهم ألا وهو حماية الوطن وتأمينه".. مشيرًا الى أن مشروع الوطن يكتمل بمشروع بناء الدولة ومشروع بناء الدولة يكتمل بمشروع التحرير، ومشروع التحرير يكتمل بمشروع الوحدة.&
الارهاب لم يأتِ من فراغ
واضاف الحكيم في معرض حديثه عن الواقع السياسي العراقي أن "الإرهاب الذي نخوض معه معركتنا الوجودية لم يأتِ من فراغ، ولم يكن وليد الصدفة".. محذرًا من الجذور الموغلة في التاريخ، التي ينمو عليها الانحراف، مستدركًا "لكنه يتسع ويتمدد كلما سنحت له الظروف وساعدته الاحداث".
واعتبر "الفكر المنحرف في العقيدة وفي تفسير الامور بطريقة معوجة بإسم الاسلام انما هو اخطر بكثير من الالحاد أو اللاإيمان".. واوضح أن المشروع الحضاري والإنساني للإسلام يشوه من خلال هذه الأفكار المنحرفة والسلوك الوحشي والدموي".
وقال الحكيم إن قصة العراق مع الإرهاب والأفكار المنحرفة ليست وليدة اليوم.. مشيرًا الى غزوات إرهابية عديدة حدثت وتوغلت في العراق وتعاملت بوحشية، ولكن الانتصار النهائي كان للعراق والعراقيين على اختلاف العناوين والاسماء، التي حملوها على طول مسيرتهم التاريخية والحضارية.
وتم الاعلان الاثنين الماضي عن اتفاق تعاون عراقي اميركي كردي حول معركة مدينة الموصل، التي ينتظر أن تنطلق الشهر المقبل، حيث توصل اجتماع عسكري سياسي لممثلين عن الاطراف الثلاثة، عقد في اربيل، الى اتفاق توحيد الخطاب الاعلامي للمعركة ووضع خطط حول كيفية التعامل مع النازحين ومناطق الايواء.&
وأمس قدم 100 نائب طلبًا الى رئاسة البرلمان لرفض مشروع تقسيم محافظة نينوى الشمالية وعاصمتها الموصل. وقال سليم الجبوري رئيس البرلمان إن النواب يطالبون باصدار قرار برفض هذا المشروع والتصويت على توصيات مقدمة بهذا الخصوص، مشيرًا الى انه تمت احالة التوصيات الى اللجنة القانونية لصياغتها وتقديمها للتصويت عليها.
ومن جهتهم، رفض نواب محافظة نينوى في بيان لهم بجلسة البرلمان أي تقسيم للمحافظة، وقرأ النائب عبد الرحمن اللويزي بيانًا للنواب أكد رفض مشروع تقسيم محافظة نينوى، واعتبار ذلك تجزئة للمنطقة برمتها". وشدد على ضرورة ارجاء موضوع تقسيم المحافظة الى ما بعد تحريرها وعودة النازحين والاستقرار فيها.
وأكد النواب احترام الخصوصية اﻻجتماعية والدينية لجميع اﻻقليات في محافظة نينوى، ودعوتهم الى أﻻ يكونوا دعاة لتقسيم المحافظة، ومطالبة مجلس النواب برفض أي مشروع بهذا الصدد.&
يذكر أن سياسيين عراقيين يتداولون معلومات عن امكانية تقسيم نينوى الى عدة محافظات، الاولى للعرب السنة والثانية للاقليات المرتبطة بالاكراد والثالثة للمسيحيين والرابعة في سنجار التي تقطنها اغلبية ايزيدية.
التعليقات