نتنياهو

وبخ رئيس الحكومة الاسرائيلية سفراء الدول التي صوتت لصالح القرار في مجلس الامن

رحبت الصحف العربية بنسختيها الورقية والإلكترونية بقرار مجلس الأمن الدولي بإدانة الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية.

وفيما وصفت بعض الصحف القرار بأنه "تاريخي"، ركزت صحف أخرى على أبعاد "الغضبة الإسرائيلية" المتمثلة في قيام الخارجية الإسرائيلية بإعادة تقييم العلاقات مع الأمم المتحدة وعلى معضلة تنفيذ القرار.

وقد وافق مجلس الأمن الدولي، المؤلف من 15 عضواً، على مشروع القرار بعد أن تخلت الولايات المتحدة عن نهجها الذي تتبناه منذ فترة طويلة في حماية إسرائيل دبلوماسياً، ولم تستخدم حق النقض (الفيتو) وامتنعت عن التصويت.

"قرار تاريخي"

رحبت جريدة الرياض السعودية في افتتاحيتها بالقرار الأممي ووصفته قي افتتاحيتها بأنه "قرار تاريخي".

وأضافت الجريدة: "رغم أن القرار لا يتضمن أي عقوبات، إلا أن مسؤولين إسرائيليين يخشون أن يزيد من احتمال مقاضاة (إسرائيل) في المحكمة الجنائية الدولية. كما يخشون من أن يشجع بعض الدول على فرض عقوبات ضد المستوطنين الإسرائيليين والسلع التي تنتجها المستوطنات".

ويقول محمد خروب في جريدة الرأي الأردنية: "القرار صدر وعَكَسَ - ضمن أمور اخرى - مدى العزلة السياسية والدبلوماسية التي يمكن ان تلحق بإسرائيل، إذا ما كان توفّرَ جهد عربي وفلسطيني صادق وجاد ومبدئي، يستطيع أن يأخذ الصراع إلى مرحلة ووجهة مختلفتين عما هو سائد الآن من تهميش للقضية الفلسطينية".

أما جريدة الوطن السعودية فأبرزت رسماً كاريكاتيرياً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعلى وجهه آثار صفعة كتب عليها رقم 2334 وهو رقم القرار الأممي.

وعلى نفس المنوال، وصف جاسر عبد العزيز الجاسر في جريدة الجزيرة السعودية القرار بأنه "صفعة أوباما لنتنياهو"، مؤكداً أنه "سواء كان الأول من نوعه أو تكراراً لما سبق أن أقره مجلس الأمن الدولي يعد فعلاً قراراً تاريخياً، لأنه أظهر أن المجتمع الدولي قادر على التصدي لإسرائيل وأيضاً قادر على إجبارها على تنفيذ القرارات الدولية بشرط أن تتخلى أمريكا عن دعمها ومساندة ظلمها للشعب الفلسطيني وحمايتها من العقوبات التي تفرض على منتهكي حقوق الإنسانية والتي تمادى الإسرائيليون كثيراً في ارتكابها نتيجة ما وفرته الإدارات الأمريكية المختلفة من تحصين لأعمالهم التي يرتكبونها ضد البشر".

وتقول فوزية رشيد في جريدة أخبار الخليج البحرينية: "إن هذا الكيان المغتصب الذي مر على تأسيسه عبر الأساطير الزائفة (سبعة عقود فقط)، سيأتي اليوم الذي فيه سيزول، فما بُني على باطل فهو باطل مهما طال الزمن، وليس من شيء على الله ببعيد، حتى إن اعتقدت الصهيونية العالمية أنها اليوم قد انتصرت على العالم كله وهيمنت عليه! فلسطين كلها عربية وستبقى كذلك، حتى يعود الحق إلى أصحابه ولن ننسى مهما فعلتم، ولا تفرحوا كثيرا بمرض الأمة العربية اليوم!"

وعن القرار يقول عبد الرحمن الطريري في جريدة عكاظ السعودية: "هذا القرار يمر بعد أن استخدمت الولايات المتحدة الفيتو 30 مرة ضد مشاريع تتعلق بالخلاف الإسرائيلي الفلسطيني، هذا القرار يعد خسارة كبيرة لإسرائيل واعترافاً ضمنياً بأن المستوطنات تبنى على أراض تعتبر جزءاً من دولة فلسطين المستقبلية".

ويضيف الكاتب أن القرار تسبب في "الغضبة الإسرائيلية" قائلاً: "كانت المفاجأة الحقيقية لإسرائيل عدم استخدام الولايات المتحدة للفيتو".

معضلة تنفيذ القرار

من جانبه، يتساءل عبد الله السويجي في جريدة الخليج الإماراتية: "من ينفذ القرار الأممي؟"

ويحذر من إمكانية عدم تنفيذ إسرائيل للقرار 2334، قائلاً:" الكيان الصهيوني لم يلتزم باتفاقيات أوسلو، ومنذ توقيع الاتفاقية حتى اليوم زاد عدد المستوطنين في الضفة الغربية ستين ضعفاً، في حين كانت الولايات المتحدة تستخدم حق النقض (الفيتو) في كل مرة تتم فيها مناقشة الاستيطان في فلسطين، الذي أكد القرار الأخير لمجلس الأمن بأنه غير قانوني. الآن، وبعد صدور قرار مجلس الأمن بإيقاف الاستيطان في فلسطين المحتلة، ماذا ستكون الخطوة التالية؟ ومن الذي سيجبر الكيان الصهيوني لوقف اعتداءاته على الأراضي الفلسطينية؟"

كما شكك طارق مصاروة في جريدة الرأي الأردنية في النوايا الأمريكية، مشيراً إلى أن امتناع الولايات المتحدة عن التصويت بالفيتو "ليس تغييراً".

ويقول: "الذين اعتبروا الامتناع الأمريكي عن التصويت في إقرار وقف الاستيطان الاسرائيلي في فلسطين بانه ظاهرة جديدة في السياسة الاميركية لمجرد عدم التصويت بالفيتو، هم لا يتذكرون مجموعة قرارات صدرت عن مجلس الأمن وتتعلق بالمستوطنات والقدس وقفت فيها واشنطن الموقف ذاته، وبقيت تتعامل مع الاستيطان باعتباره غير شرعي حتى جاء رونالد ريغان ونفى أنه غير شرعي، وإنما هو لا يساعد جهود السلام".

ويضيف: "هذا السلوك الأمريكي منذ البداية هو الذي شجع المحتل الإسرائيلي على الاستمرار في الاستيطان، وفي محاولة خلق قدس لا علاقة لها بالقدس، فالوجود الصهيوني في أحشاء الإدارة الأمريكية جعل من القوة العظمى ذيلاً للعدوان على فلسطين وشعبها، وتشريده، واغتصاب أرضه".

ويحذو ياسر الزعاترة حذوه، مشيراً في جريدة الدستور الأردنية إلى أنه "يجب التذكير أيضاً بأن القرار لم يتضمن أية آلية للتنفيذ، وبالتالي، فهو لا يمثل خطراً على برنامج الاستيطان الذي سيتواصل. وقد لخص وزير الإسكان الإسرائيلي الموقف بالقول: على الأمم المتحدة مواصلة الإدانة لأننا سنواصل البناء وتثبيت وترسيخ المستوطنات".