نيويورك: طالب مجلس الامن الدولي الجمعة اسرائيل بوقف الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة في قرار تبناه بعدما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت عليه.
وفي خطوة نادرة، ادى امتناع واشنطن الى تبني القرار الذي ايده 14 عضوا في المجلس من اصل 15.
وعلا التصفيق في قاعة المجلس بعد تبني القرار، وهو الاول الذي يصدره المجلس حيال النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين في ثمانية اعوام.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الجمعة أن إسرائيل لن تمتثل للقرار، معتبرا أنه "معاد لإسرائيل ومخزٍ".
وجاء التصويت بمبادرة من اربع دول هي نيوزيلندا وماليزيا والسنغال وفنزويلا، وتناول مشروع قرار كانت اقترحته مصر الخميس قبل ان تتراجع بضغط من الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب.
وسبق ان استخدمت واشنطن الفيتو ثلاثين مرة للحؤول دون إصدار قرارات دولية تتصل باسرائيل والفلسطينيين، بحسب منظمة "سيكيوريتي كاونسل ريبورت".
وفي 2011 لجأت الولايات المتحدة الى الفيتو ضد مشروع قرار مماثل قدمته مصر، علما بأنها امتنعت في 2009 عن التصويت على قرار يطلب وقفا لإطلاق النار في غزة.
وقال السفير الاسرائيلي لدى المنظمة الدولية داني دانون اثر تبني القرار ان بلاده توقعت ان تلجأ واشنطن الى الفيتو "ضد هذا القرار المشين".
واضاف "انا واثق بان الادارة الاميركية الجديدة والامين العام الجديد (للامم المتحدة) سيبدآن مرحلة جديدة على صعيد العلاقة بين الامم المتحدة واسرائيل".
وقال وزير الطاقة يوفال شتاينيتز للقناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي "ليس هذا قرارا ضد المستوطنات، بل ضد اسرائيل، ضد الشعب اليهودي".
واضاف "هذا المساء، تخلت الولايات المتحدة عن حليفها، عن صديقها الوحيد في الشرق الاوسط (...) من المؤلم انه بعد ثمانية اعوام من الصداقة مع الحكومة (الاميركية لباراك) اوباما، ثمانية اعوام شهدت ايضا خلافات وخصوصا حول الملف الايراني، ولكن ثمانية اعوام من الصداقة والتعاون، ان نصل الى هذا العمل العدائي".
ويطلب القرار ان "توقف اسرائيل فورا وفي شكل تام كل الانشطة الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية".
ويعتبر ان المستوطنات الاسرائيلية "ليس لها اي اساس قانوني" و"تعوق في شكل خطير فرصة حل الدولتين" الذي يقضي باقامة دولة فلسطينية مستقلة الى جانب اسرائيل.&
وفي وقت سابق، اعلنت مصر انها وافقت على تأجيل التصويت على مشروع قرار ضد الاستيطان الاسرائيلي في مجلس الامن بعد اتصال تلقاه الرئيس عبد الفتاح السيسي من الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب.
وذكر مسؤول اسرائيلي كبير ان الحكومة الاسرائيلية اتصلت بفريق ترامب مباشرة عندما ادركت ان الولايات المتحدة لن تستخدم الفيتو ضد مشروع القرار.&
وكانت شبكة "سي ان ان" نقلت عن مسؤول اسرائيلي لم تكشف عن هويته ان اسرائيل "تمنت على البيت الابيض عدم السير قدما (في عملية التصويت) وقلنا لهم انهم اذا فعلوا ذلك فانه لن يكون لدينا خيار آخر سوى الالتفات الى الرئيس المنتخب ترامب". واضاف "التفتنا الى الرئيس المنتخب ونحن ممتنون له لتدخله ولم يكن الامر سهلا".
واصدر ترامب الخميس بيانا طالب فيه واشنطن بالتصويت بالنقض على مشروع القرار. واتصل بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.&
واثر تبني القرار الجمعة، اكتفى ترامب بالقول ان "الامور ستكون مختلفة في الامم المتحدة" بعد دخوله البيت الابيض في 20 يناير.
تحرك مشين
من جهته، اتهم مسؤول اسرائيلي الجمعة باراك اوباما ووزير الخارجية جون كيري بالوقوف خلف مشروع القرار.
وقال المسؤول رافضا كشف هويته لفرانس برس ان "الرئيس اوباما والوزير كيري يقفان خلف التحرك المشين ضد اسرائيل في الامم المتحدة".
واضاف ان "الادارة الاميركية دبرت سرا مع الفلسطينيين ومن خلف ظهر اسرائيل قرارا متطرفا معاديا لاسرائيل، سيفيد الارهاب وحركة المقاطعة ويؤثر في شكل فاعل على جعل الحائط الغربي (حائط المبكى-البراق) جزءا من الاراضي الفلسطينية".
وتعليقا على القرار الدولي، اكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة لفرانس برس ان القرار هو "صفعة كبيرة للسياسة الاسرائيلية وادانة باجماع دولي كامل للاستيطان ودعم قوي لحل الدولتين".
بدوره، قال امين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات لفرانس برس ان "يوم 23 ديسمبر هو يوم تاريخي وهو انتصار للشرعية الدولية والقانون الدولي والمواثيق الدولية خاصة انه يعتبر الاستيطان لاغيا وباطلا وغير شرعي".
من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى "خلق بيئة مؤاتية للعودة إلى مفاوصات جادة".
وتعتبر اسرائيل القدس بشطريها عاصمتها "الابدية والموحدة" في حين يطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.
ويعيش قرابة 400 الف شخص في المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، بحسب السلطات الاسرائيلية وسط 2,6 مليون فلسطيني.
ويعتبر المجتمع الدولي كل المستوطنات غير قانونية سواء اقيمت بموافقة الحكومة الاسرائيلية او لا وعقبة كبيرة امام تحقيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين اذ ان البناء يجري على اراض يمكن ان تصبح جزءا من دولة فلسطينية مقبلة.
وعلى الرغم من ذلك، لاحظ مسؤولو الامم المتحدة زيادة في وتيرة البناء الاستيطاني في الاشهر الماضية، بينما يعتبر مسؤولون اسرائيليون انتخاب ترامب فرصة لتوسيع الاستيطان.
وعملية السلام في الشرق الاوسط متوقفة منذ انهيار المبادرة الاميركية لاعادة اطلاق عملية السلام في ابريل 2014.&
واعلنت فرنسا نيتها استضافة مؤتمر دولي في 15 يناير لمحاولة اعادة اطلاق محادثات السلام على اساس حل الدولتين.
التعليقات