اعلن رئيس الوزراء العراقي اتفاقه مع المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل على تعزيز التعاون الاستخباري المشترك وتدريب القوات العراقية ودعم الاقتصاد العراقي وتقديم المساعدات لأعمار المناطق المحررة ومساعدة النازحين للعودة الى مناطقهم.
&
أسامة مهدي: خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الاميركية انجيلا ميركل في برلين اليوم قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ان بلاده تقوم بخطة إصلاح شاملة لأوضاع البلاد السياسية والاقتصادية وخاصة في ظل انهيار سعر النفط الذي تعتمد عليه الموازنة العامة بنسبة 90 بالمائة .. واوضح ان حكومته خصصت 6 مليارات دولار لدعم القطاع الخاص وصناعات الشباب . وقال ان بلاده تحتاج الى مساعدة المانيا والدول الصناعية الكبرى الاخرى لتنويع مصادرها المالية للخروج من ازمتها الاقتصادية .
&
ودعا الشركات الالمانية للاستثمار في العراق منوها بأن هناك 16 محافظة امنة تحتاج الى الكثير من المشاريع الخدمية. واوضح ان المانيا قدمت نصف مليار دولار لدعم النازحين العراقيين الذين وصل عددهم الى 3 ملايين نسمة. واكد ان الحل الوحيد لازمة المهاجرين الى اوروبا هو دعمهم في داخل بلدانهم بدل ان يشكلوا ضغطا اقتصاديا على الدول الاوروبية وكذلك دعم العراق عسكريا لمواجهة الارهاب الذي يهدد الجميع.
&
واشار الى ان ايرادات العراق لامست الخطر وانخفضت الى 15 بالمائة عما كانت عليه سابقا ولذلك فإن العراق يواصل جهوده لايجاد موارد بديلة عن النفط.
&
واشار العبادي الى انه اتفق مع ميركل على تعزيز التعاون الاستخباري المشترك وقيام القوات الالمانية بتدريب الجيش والشرطة العراقية ومساعدتها في إزالة المتفجرات والعبوات الناسفة التي زرعها تنظيم "داعش" في المناطق التي سيطر عليها... منوها بان القوات العراقية وصلت المرحلة الاخيرة من تحرير كامل الاراضي العراقية من سيطرة داعش .. واكد ان القوات العراقية بدأت بالوصول الى شرق الموصل بانتظار تحريرها قريبا.
&
واشار الى ضرورة التوصل الى حل سياسي في سوريا منوها بأن الحرب فيها دخلت عامها الخامس من دون حل واستطاع تنظيم داعش الدفع بمقاتليه منها الى العراق ليخربوا مدنه ويهجروا سكانها.&
&
وحول العلاقات بين بغداد واربيل عبر العبادي عن استغرابه من عدم قدرة حكومة كردستان من دفع مرتبات موظفيها وقال انها تصدر 3200 برميل من النفط يوميا داعيا اياها الى مراقبة شفافة لهذه الواردات مؤكدا ضرورة التعاون بين الطرفين لانجاز اصلاحات مشتركة.
&
ورأى عدم الحاجة الى اجراء الاقليم استفتاء حول تقرير المصير منوها بأن جميع القادة الذين يجتمع معهم يؤكدون له عدم رغبتهم بالانفصال عن العراق داعيا اياهم إلى ضرورة مصارحة المواطنين بذلك .. متسائلا بالقول: ما فائدة الاستفتاء اذا لم تتم تنفيذ نتائجه مؤكدا ان الاقليم لن يتقدم بدون تقدم العراق.
&
وحول التغيير الوزاري المنتظر الذي يتجه لاجرائه قريبا قال العبادي انه يهدف من خلاله الى زج اختصاصيين مهنيين وتكنوقراط في حكومته للمساعدة على الخروج من الازمة التي يمر بها العراق حاليا.
&
دعم إيطالي
&
وامس اكد رئيس الوزراء الايطالي لنظيره العراقي العبادي دعم بلاده عسكريا لدحر الارهاب واقتصاديا لحل ازمته المالية فيما اكد المسؤول العراقي للبابا فرنسيس حرص بلاده على رعاية وحماية المسيحيين في العراق حيث وصل الى روما اليوم ومنها الى برلين لبحث الحرب على الارهاب والازمة المالية التي تواجهها بلاده وتلبية حاجة القوات العراقية للسلاح والمعدات العسكرية والتدريب لتعزيز قدراتها في مواجهة الارهاب.
&
وخلال اجتماعه مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في روما اليوم فقد اكد نظيره الايطالي ماتيو رينزي وقوف بلاده مع العراق لمواصلة انتصارات قواته المسلحة ضد تنظيم "داعش" ومساندة جهود الحكومة العراقية في مواجهة الارهاب ومعالجة الازمة الاقتصادية التي يمر بها العراق. وشدد على التزام ايطاليا التام بتعزيز التعاون مع بغداد في المجالات الاقتصادية والامنية والثقافية ومشاريع التنمية .. مؤكدا دعمه والدول الصناعية الكبرى ومساعدة العراق لاستعادة وضعه وقوته الاقتصادية واستعادة المناطق التي يسيطر عليها "داعش" وتحقيق الاستقرار.
&
ومن جانبه قال العبادي ان العراق يتجه لهيكلة اقتصاده وتنويع مصادره بالاستفادة من الخبرات الدولية مثمنًا موقف ايطاليا الداعم للقوات العراقية في حربها ضد داعش في تدريب القوات الامنية والتعاون الاستخباري لمواجهة الخطر المشترك الذي يمثله الارهاب الى جانب تدريب الشرطة العراقية وتأهيلها للقيام بواجباتها ولمسك ملف الأمن في المدن المحررة على وجه الخصوص .
&
وحول سد الموصل اكد العبادي"انه مهم للعراقيين وان وضعه جيد ونحن نعمل على تخفيض منسوب المياه لكن مسؤوليتنا الوطنية تتطلب اتخاذ الاجراءات والاحتياطات اللازمة وتم احالة عقد صيانته من قبل مجلس الوزراء على شركة ايطالية متخصصة ونأمل في تأمين منطقة السد والاسراع في اعمال الصيانة". وكان العراق تعاقد مع شركة ايطالية على معالجة التخدشات في السد وتعزيز بنائه واتخاذ جميع الاجراءات المطلوبة التي تمنع خطر انهياره.
&
وابلغ العبادي"نظيره الايطالي "ان العراقيين يحققون انتصارات باهرة على داعش ولاتوجد قوات برية قتالية غير عراقية على الارض وبدأنا إرسال قواتنا لتحرير الموصل وبالتعاون مع ابنائها". ودعا الى حل سياسي للأزمة السورية وعدم ارسال قوات برية اليها لأن ذلك سيؤدي الى تصعيد خطير للأزمة.
&
حماية مسيحيي العراق
&
وقبل ذلك اكد العبادي خلال لقائه البابا فرنسيس في الفاتيكان الاربعاء ان العراقيين بجميع مكوناتهم يقفون موحدين للدفاع عن بلدهم ضد الارهاب الذي لايمثل الاسلام ويستهدف جميع الاديان والطوائف بما فيها المسلمون والمسيحيون.. مضيفا "ان الاخوة المسيحيين في العراق هم محط اعتزازنا ومحبتنا ونحن حريصون على رعايتهم وحمايتهم وتأمين حريتهم في ممارسة طقوسهم الدينية" كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف" ..معربا عن تقديره مواقف البابا في الدعوة للوحدة ونبذ الارهاب والتطرف وحث المسيحيين على البقاء في بلدهم العراق والدفاع عنه.
&
من جهته "بارك البابا جهود الحكومة العراقية في دعم التعايش السلمي بين مكونات الشعب العراقي وتصديها للارهاب الذي يستهدف الانسانية ويهدد الامن والاستقرار، معربا عن امنياته بأن يتخلص العراق من الارهاب ويعم السلام في جميع انحاء العراق والعالم" كما قال البيان .
&
وخلال لقائه مع السكرتير العام ورئيس وزراء الفاتيكان نيافة الكاردينال بيترو بارواين قال العبادي ان العراقيين يحققون انتصارات كبيرة ضد داعش وقد حرروا مساحات واسعة من ارضهم ومدنهم "ونتجه لتحرير مدينة الموصل التي تملك تاريخا عريقا وتمثل منطقة تعايش لجميع اديان وقوميات ومكونات الشعب العراقي وبالاخص المسيحيين الذين سكنوا هذه المدينة منذ القدم وتعرضوا مع بقية المكونات الى الاضطهاد والتهجير من قبل داعش . ومن جهته اكد رئيس وزراء الفاتيكان دعم الحكومة والشعب العراقي ومساندته في تحقيق الامن والاستقرار وتجاوز الأزمة الانسانية التي خلفها الارهاب.
&
وكانت المرجعيات المسيحية في العراق قد اعلنت الاحد الماضي مقاطعتها مؤتمرات التعايش السلمي الذي بدأ اعماله في بغداد احتجاجًا على الغبن والاجحاف ضد المسيحيين اعتبر بطريرك الكلدان في العالم لويس رفائيل ساكو الهجرة الجماعية للمسيحيين كارثة جماعية وخطيئة مميتة .. وقال في بيان صحافي انه رفض استقبال الجهات السياسية العراقية.. وقال: "إننا مللنا من الكلام المعسول والخطابات الرنانة التي تفتقر الى أفعال على ارض الواقع حيث سئمنا من سماعهم، ولذلك رفضت استقبال تهنئتهم لنا بمناسبة اعياد ميلاد سيدنا المسيح ورأس السنة بسبب انتهاك حقوقنا الطبيعية والشرعية والوطنية ومعاملتهم ايانا كمواطنين من درجة أدنى وفي حوزتي شواهد من الواقع اليومي".
&
ونفى ان يكون قد منع هجرة المسيحيين لخارج العراق، وقال إن هذه اشاعات من المؤسف ان يكون بعض القسس وراء اطلاقها.. وأضاف: "أنني لم أقف يوماً بوجه من قرر الهجرة هذا حق مشروع له وهو يتحمل مسؤولية قراره لكن الكنيسة صارت شماعة يعلقون عليها مشاكلهم، فنحن لا نقدر صنع معجزات وننقل الناس حيث يريدون ومن يرغب الهجرة ليسافر لكني شخصيًا أفضل البقاء لان هذه البلاد هي بلادنا وارضنا والغرب ليس بالفردوس، ولابد ان يأتي السلام في النهاية لان الحرب لن تدوم، ثم هناك بطاركة للطوائف الأخرى لهم موقفهم وتوجيهاتهم".
&
دعم تسليحي ومالي
&
وسيبحث رئيس الوزراء العراقي مع المسؤولين الايطاليين والالمان تطوير علاقات التعاون الاقتصادي والأمني "وتلبية حاجة القوات العراقية للسلاح والمعدات العسكرية والتدريب لتعزيز انتصاراتها ضد عصابة داعش الارهابية" .
&
واشار مكتب العبادي في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف" الى ان المباحثات ستتركز في شقها الاقتصادي على دعم الدول الصناعية السبع للعراق في تطوير اقتصاده والاستفادة من خبراتها في المجالات كافة .. كما سيشارك العبادي في مؤتمر ميونخ للأمن الذي سيحضره ممثلو مختلف دول العالم لبحث سبل التعاون والتنسيق لتعزيز الأمن ومواجهة الارهاب الذي يشكل تهديدا للعالم أجمع.
&
وكان العبادي بحث الاحد الماضي سفراء الدول الصناعية الكبرى (G7) مع ممثل الامم المتحدة يان كوبيتش العلاقات بين دولهم والعراق مشددا على ضرورة دعم بلاده في حربها ضد الارهاب الذي قال انه يأتي نيابة عن العالم المعرض لخطر الجماعات الارهابية.
&
واشار الى ان العراق يمر بتحديات وظروف صعبة وهي فرصة لإعادة هيكلة الاقتصاد العراقي بطريقة اكثر فاعلية من خلال تعدد موارده .. وقال "بدأنا بالمستلزمات الاساسية للاصلاح من اجل بناء دولة مؤسسات ليس هدفها عبور الازمة فقط انما بناء اقتصاد سليم معافى تسير عليه الدولة العراقية".
&
ومن جانبهم اعرب سفراء الدول عن دعم بلادهم الكامل للعراق في الازمة المالية نتيجة انهيار اسعار النفط وايجاد السبل والبدائل والحلول لتجاوزها وتوفير رصانة للاقتصاد العراقي . واكدوا موقف بلدانهم الداعمة للعراق في حربه ضد الارهاب.. كما ابدوا دعمهم للاصلاحات التي يقوم بها رئيس الوزراء العراقي ومساندتهم لها من خلال تزويد العراق بالخبرات والتدريب للكوادر العراقية.
&
يذكر ان العبادي اعلن الليلة الماضية توجهه لاجراء تغيير وزاري جوهري يضم الى حكومته شخصيات مهنية من التكنوقراط والاكاديميين وقال في كلمة متلفزة الى العراقيين مساء امس انه "منذ أن تشرفنا بتحمل المسؤولية برئاسة الحكومة ورغم التحديات الأمنية الخطيرة واحتلال داعش لثلث مساحة العراق، فقد وضعنا ضمن برنامجنا أهدافاً أساسية، كان موضوع الإصلاح الإقتصادي والماليّ والإداري في مقدمها، إضافة إلى مكافحة الفساد".&
&
وقال ان الامر يقتضي ايضا "اعادة النظر بمنظومة القوانين التي تنظم الاقتصاد والمال وادارة الدولة من خلال مراجعة شاملة تساند رؤيتنا في أن نجعل من خدمة المواطنين وتنمية قدراتهم وتوفير ظروف عيش مناسبة أهدافاً اساسية في برنامجنا وبرنامج هذه الحكومة".
&
&

&