فيما أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى الاتحاد الأوروبي أنه لن يتراجع عن إصلاحاته التي باشر بها، فقد شددت واشنطن على دعمها لها.. بينما أجّل زيارته المقررة إلى الصين غدًا نظرًا إلى تطورات الأوضاع الأمنية في الأنبار وبيجي، ومتابعة تنفيذ حزمة الإصلاحات التي أعلنها أخيرًا.


أسامة مهدي: أبلغ العبادي رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في العراق يانا هيباشكوفا خلال اجتماعه بها في بغداد الليلة الماضية انه لا عودة عن طريق الإصلاح الذي بدأ به، مشددا على "أهمية وفاعلية وجود بعثة الاتحاد الأوروبي في العراق".. مشيرا بالقول إلى انه "لا عودة عن طريق الإصلاح الذي بدأنا به، وان هذا الطريق سنمضي به مع كل العراقيين للسير بالبلد إلى الطريق الصحيح"، كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان.

من جهتها أبدت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي استعداد الاتحاد للمساعدة على نقل تجارب وخبرات العديد من الدول التي شهدت تحولًا سياسيًا واقتصاديًا في الإصلاح الى العراق. واشارت الى استمرار البعثة في تقديم الدعم إلى الحكومة العراقية بما يخص تدريب القوات الأمنية وإزالة الألغام والعبوات الناسفة.

على الصعيد نفسه اكدت الولايات المتحدة اشادتها بالخطوات الإصلاحية الاخيرة لرئيس الوزراء العراقي، مشددة على دعمها الكامل لتلك الاصلاحات، مبدية استعدادها لارسال الخبراء للمساهمة في زيادة كفاءة وانتاج الكهرباء.

جاء ذلك خلال اجتماع عقده العبادي مساء امس مع بريت مكورك مساعد وزير الخارجية الاميركية مبعوث الرئيس الاميركي باراك اوباما، الذي ثمن الحزم الاصلاحية لرئيس الوزراء والدعم الكامل لها، واستعداد واشنطن للوقوف مع العراق، وخاصة في موضوع ملف الطاقة الكهربائية وارسال الخبراء للمساهمة في زيادة كفاءة وانتاج المنظومة الكهربائية.

وناقش المسؤولان العراقي والاميركي تدريب وتسليح وزيادة قابلية القوات المسلحة العراقية اضافة الى تطور العمليات العسكرية في قواطع العمليات ضد تنظيم "داعش" والمساعدة على اعمار المناطق المحررة من سيطرته واعادة النازحين.

وكان العبادي قد اعلن في التاسع من الشهر الحالي اطلاق الحزمة الاولى من اصلاحاته، وتضمنت ستة قرارات، تم فيها إلغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية الثلاثة ونواب رئيس مجلس الوزراء الثلاثة وتقليص شامل وفوري في عدد الحمايات للمسؤولين في الدولة، من ضمنهم حمايات الرئاسات الثلاث والوزراء والنواب والدرجات الخاصة والمديرون العامون والمحافظون وأعضاء مجالس المحافظات ومن بدرجاتهم.

كما وجه بإبعاد جميع المناصب العليا عن المحاصصة الحزبية والطائفية وإلغاء المخصصات الاستثنائية لكل الرئاسات والهيئات ومؤسسات الدولة والمتقاعدين منهم.. وفتح ملفات الفساد السابقة والحالية تحت إشراف لجنة عليا لمكافحة الفساد تتشكل من المختصين وتعمل بمبدأ (من أين لك هذا).. ودعا كذلك القضاء إلى اعتماد عدد من القضاة المختصين المعروفين بالنزاهة التامة للتحقيق فيها ومحاكمة الفاسدين وترشيق الوزارات والهيئات لرفع الكفاءة في العمل الحكومي وتخفيض النفقات.

كما قرر العبادي في الحزمة الثانية من اصلاحاته الاحد الماضي إلغاء 11 منصبًا وحقيبة وزارية ليقلص عدد أعضاء طاقم حكومته إلى 22 بدلا من 33. فقد قرر إلغاء مناصب نواب رئيس الوزراء (ثلاثة) وإلغاء المناصب الوزارية لوزارات حقوق الانسان، والدولة لشؤون المرأة، والدولة لشؤون المحافظات وشؤون مجلس النواب ووزارة الدولة.. كما اعاد هيكلة وزارات بدمج وزارة العلوم والتكنولوجيا في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ودمج وزارة البيئة بوزارة الصحة، ودمج وزارة البلديات بوزارة الاعمار والاسكان، ودمج وزارة السياحة والآثار بوزارة الثقافة.
&
داعش والإصلاحات تؤجلان زيارة الصين
من جهة أخرى قرر رئيس الوزراء حيدر العبادي تأجيل سفره الصين إلى إشعار آخر، عازيًا مكتبه سبب ذلك إلى تطورات الأوضاع الأمنية في الانبار وبيجي ومتابعة تنفيذ حزمة الاصلاحات التي اعلنها أخيرا.

وقال مكتب العبادي في بيان صحافي إن "رئيس الوزراء حيدر العبادي قرر تأجيل سفره إلى الصين، والذي كان مقررا في 19 من الشهر الحالي، إلى إشعار آخر". وعزا المكتب سبب ذلك إلى "تطورات الأوضاع الأمنية وبدء الصفحة الثانية لعمليات تحرير الانبار والعمليات في القواطع الأخرى، ومنها بيجي، إضافة إلى حزم الإصلاحات التي أطلقها والحاجة الملحّة إلى متابعة تنفيذها".

وكان من المفترض ان يبحث العبادي في الصين دعمها للعراق في المجالات التسليحية والاقتصادية، حيث سبق لوزير الخارجي الصيني وانغ يي ان بحث خلال زيارته الى العراق في اواخر العام الماضي سبل تعزيز العلاقات في مختلف المجالات وتبادل الآراء حول القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك. كما تناولت مباحثات يانغ يي مع المسؤولين العراقيين امكانية مساهمة الصين في تسليح العراق لدعم قواته الأمنية في مواجهة الجماعات الارهابية.

وتعتبر الصين حاليًا ثالث أقوى وأضخم منتج للسلاح في العالم بعد الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، لذلك يسعى العراق الى بناء علاقة جادة معها في مختلف الاتجاهات في المجالات العسكرية والاقتصادية والثقافية.

وشهدت العلاقات الصينية العراقية تطوراً سلسًا منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية في 25 آب (أغسطس) عام 1958، وأوقفت الصين التبادلات الاقتصادية والعسكرية مع العراق وفقاً لقرار الأمم المتحدة منذ اندلاع أزمة الخليج في عام 1990 اثر احتلال العراق للكويت، ثم أقامت بعض التبادلات الاقتصادية والتجارية مع العراق وفقًا لخطة تبادلات النفط مقابل الغذاء المقررة من مجلس الأمن.

والقى اندلاع حرب العراق في عام 2003& تأثيرًا سلبيًا على العلاقات الثنائية بين الصين والعراق، لكن عادت التبادلات بين البلدين إلى مرحلة طبيعية بعدها، حيث كان شهر كانون الاول ( ديسمبر) عام 2012 قد شهد اعادة الأعمال القنصلية في سفارة الصين لدى العراق.

ويعتبر العراق رابع أكبر شريك تجاري للصين في الدول العربية، وفي عام 2012 بلغت قيمة التبادل التجاري بين البلدين 17.569 مليار دولار، بزيادة 23.13% عن العام السابق.. فيما استوردت الصين 15.68 مليون طن من النفط الخام من العراق بزيادة 13.87% عن العام السابق.
&

&
&