باريس: يزيد اعتداء انقرة الذي اوقع الاربعاء 28 قتيلا ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عنه في حين اتهمت الحكومة التركية المقاتلين الاكراد الذين نفوا ذلك، من تعقيد النزاع في سوريا حيث تتقاطع مصالح مختلفة وتحالفات غير متوقعة.

سؤال: اتهمت حكومة انقرة حزب العمال الكردستاني المتمرد ومقاتلين اكرادا سوريين بتنفيذ الاعتداء الذي يضاف الى اعتداءات اخرى لم تعلن اي جهة مسؤوليتها عنها. وفي حين نفى الاكراد مسؤوليتهم تماما، هل سيعرف يوما من ارتكبه؟

جواب: هناك فرضيتان الاولى ان يكون الاكراد نفذوا الاعتداء ردا على قصف الجيش التركي مواقعهم في سوريا او ان يكون تنظيم الدولة الاسلامية ارتكبه بعد ان توقفت الحكومة التركية عن مساعدة الجهاديين بطلب من الولايات المتحدة التي تحاربهم، بحسب مارك بيريني سفير الاتحاد الاوروبي السابق في انقرة والمحلل لدى مؤسسة كارنيغي اوروبا في بروكسل.

وتقول دوروتي شميت من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية ان "هذا الاعتداء يبرهن لحلفاء (تركيا) انه يستحيل العمل مع الاكراد" لكن الولايات المتحدة تزود اكراد سوريا بالمساعدات لمقاتلة تنظيم الدولة الاسلامية.

اما الفرضية الثالثة فهي ان الاعتداء ارتكبته "الدولة الخفية" او القوى السرية القريبة من السلطة او من الحركات القومية التي يتكرر الحديث عنها في تركيا.

سؤال: ما هي الاهداف التي تسعى تركيا لتحقيقها على المدى البعيد؟

جواب: يقول مارك بيريني ان "الكابوس الذي يؤرق الاتراك على الدوام" هو ان يتمكن الاكراد من الجمع بين المنطقتين اللتين يسيطرون عليهما في شمال سوريا لانهم بذلك سيسيطرون تقريبا على كامل الحدود السورية التركية الممتدة على 900 كلم. ولهذا السبب يقصف الاتراك المواقع الكردية داخل سوريا.

ويضيف "لو حصل ذلك سيقيم الاكراد كردستان سوريا وسيقع الاتراك في فكي كماشة لانهم يواجهون حزب العمال الكردستاني في الداخل".

ويقول الصحافي والمحلل التركي قدري غورسل ان الاكراد في جانبي الحدود مجتمعون حول "شخصية القائد التاريخي عبدالله اوجلان"

وعلى المدى البعيد، فان خطر "التطويق" الكردي لتركيا قد يحدث من الشرق اذ ان زعيم كردستان العراق مسعود بارزاني اعلن استفتاء حول استقلال الاقليم عن العراق.

والهدف الاخر للنظام الاسلامي التركي المحافظ في بلد غالبية سكانه من السنة هو التحكم بمصير سوريا من خلال اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد المدعوم من ايران وحزب الله اللبناني الشيعيين.

ويقول قدري غورسل ان "اردوغان يظن ان بلاده يجب ان تكون حاضرة على الارض والا فانها لن تكون حاضرة عل طاولة المفاوضات"

سؤال: هل يمكن ان تحصل مواجهة بين تركيا وروسيا؟

جواب: تتحدث تركيا صراحة عن احتمال القيام بتوغل بري في سوريا وخصوصا مع قوات من السعودية التي تدعم على غرارها المجموعات المقاتلة السورية التي تعتبر "معتدلة". مثل هذا الالتزام التركي يضع البلد العضو في حلف شمال الاطلسي في مواجهة مباشرة مع القوات الروسية.

وعدا عن هذا التهديد، فان انقرة عادت لتطالب باقامة "منطقة آمنة" على حدودها داخل اراضي سوريا.

ويقول مارك بيريني ان مثل هذه المنطقة العازلة التي سيتم استقبال السوريين الهاربين من الحرب فيها واحتواء تدفق اللاجئين الى اوروبا او تركيا، لها اهمية بالنسبة للاتراك لانها ستؤدي الى منع الاكراد من السيطرة على كامل الحدود الشمالية لسوريا.

ولكن قدري غورسل يرى ان هذه الفكرة لم تعد ممكنة منذ ان اسقطت تركيا طائرة مقاتلة روسية على الحدود مع سوريا في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر لان روسيا باتت اليوم تسيطر عمليا "على كل المجال الجوي" في شمال سوريا بعد نشر صواريخ ارض جو اس-400 وطائرات الاستطلاع توبوليف 214 أر وتفاقم التوتر في العلاقات بين البلدين.

ويقول مارك بيريني ان روسيا لن تردد في الرد على اي توغل تركي في هذه المنطقة.