موسكو: اعتبر المبعوث الروسي الى الامم المتحدة ان تصريحات الرئيس السوري بشار الاسد حول نيته استعادة السيطرة على كامل الاراضي السورية تسيء الى الجهود الدبلوماسية المبذولة للتوصل الى تسوية سلمية.
وقال فيتالي تشوركين لصحيفة "كومرزانت" الروسية "روسيا انخرطت بجدية كبرى في هذه الازمة، سياسيا ودبلوماسيا والان عسكريا"، و"بالتالي نريد، بالطبع، ان يأخذ بشار الاسد هذا بالاعتبار".
واشار تشوركين الى ان كلامه يعكس "وجهة نظر شخصية". واضاف ان موقف الرئيس السوري "لا يتوافق مع الجهود الدبلوماسية التي تبذلها روسيا".
وشاركت روسيا، حليفة دمشق، الاسبوع الماضي في اجتماع ضم الدول الخمس الكبرى في مجلس الامن وتركيا ودولا عربية في ميونيخ، وتقرر خلاله "وقف الاعمال العدائية" في سوريا خلال اسبوع، لكن المهلة انقضت من دون ان يكون في الامكان تنفيذ الاتفاق على الارض.
كما اتفقت مجموعة الدعم الدولية لسوريا المؤلفة من 17 بلدا في ميونيخ على مواصلة السعي الى حل سياسي للنزاع& المستمر في سوريا منذ خمس سنوات والذي حصد اكثر من 260 الف قتيل، والتركيز على وقف اطلاق النار ورفع حصارات المناطق التي تتسبب بمجاعات واستئناف المفاوضات بين الحكومة والمعارضة السوريتين.
وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس الاسبوع الفائت تعهد الاسد استعادة كامل اراضي سوريا.
وقال ردا على سؤال حول قدرته على استعادة الاراضي السورية كافة، قال "سواء كان لدينا استطاعة أو لم يكن، فهذا هدف سنعمل عليه من دون تردّد"، موضحا انه "من غير المنطقي أن نقول ان هناك جزءا سنتخلى عنه".
وقال تشوركين انه في حال سارت سوريا "خلف قيادة روسيا في حل هذه الازمة، فستكون هناك فرصة للخروج منها بكرامة". لكن "ان ابتعدت بطريقة ما عن هذا السبيل، وهذا رايي الخاص، فقد ينجم عن ذلك وضع صعب جدا، وضمنا بالنسبة لهم".
وتابع "اذا واصلوا على اساس ان لا حاجة الى اي وقف لاطلاق النار وانهم بحاجة للقتال من اجل انتصار نهائي، فسيستمر هذا النزاع فترة طويلة جدا ومن المروع تخيل ذلك".
غير انه اشار الى ان تصريحات الاسد تهدف الى احداث اثر سياسي.
وقال "لا يستحق الامر تحميل تصريح ما او غيره معاني مفرطة وتصويره بصبغة درامية"، مضيفا "ينبغي ان نستدل لا بما يقول مع كل الاحترام لتصريحات شخص في منصب رفيع كهذا، بل بما يفعل في النهاية".
كما علق تشوركين على اتفاق ميونيخ بالقول ان "دمشق، على ما آمل، تدرك ان هذه فرصة فريدة لسوريا بعد خمس سنوات من الدمار المتواصل".
وبدأت روسيا في ايلول/سبتمبر حملة غارات جوية في سوريا دعما لقوات الاسد ومكافحة "للارهابيين"، بحسب ما تعلن. لكن الغرب يتهمها باستهداف فصائل المعارضة "المعتدلة" اكثر من استهداف الجهاديين.
التعليقات