صدر تصريح رسمي من موسكو، اعتبره المراقبون خطوة متقدمة لملامسة الموقف السعودي في شأن مصير الرئيس السوري بشّار الأسد.

نصر المجالي: قالت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الأربعاء، إن موسكو لا تؤيد أشخاصاً معينين في سوريا، وإنما تؤيد جهود المحافظة على الدولة السورية.

وقالت زاخاروفا: "نسمع دائمًا الكلام القائل بأن على روسيا ألا تؤيد الأسد لأنه سبب نمو النشاط الإرهابي في سوريا. وقد قلنا بشأن تأييد الأسد إننا لا نؤيد الأسد، ولكننا نرى أهمية المحافظة على الدولة السورية".
وتابعت: "يقولون لنا إن النشاط الإرهابي سينحسر إذا رحل الأسد، لأن "داعش" يحارب الأسد بالذات".

لا استجابة لمطالب الإرهابيين

وترى المتحدثة باسم الخارجية الروسية أن منطق كلام كهذا مؤداه "تنفيذ مطالب الإرهابيين"، مشيرة إلى أن لا أحد قال من قبل دعنا نستجيب لمطالب الإرهابيين حتى يتضاءل نفوذهم، بل على العكس دعا الجميع إلى ضرورة تعزيز الكفاح ضد هذه المجموعات.

ويشار إلى أن الأزمة السورية كانت تصدرت أجندة المحادثات التي أجراها الأحد 11 تشرين الأول (أكتوبر) الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي ولي العهد السعودي، وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان آل سعود.

وكان الهدف المشترك للمحادثات، كما صرح وزير الخارجية سيرغي لافروف، يتلخص في اهتمام البلدين في تحقيق مصالحة وطنية في سوريا والإسراع في إطلاق عملية سياسية من شأنها أن تقود إلى أن يشعر جميع السوريين على اختلاف عرقهم ودينهم بأنهم المالكون لبلادهم، مضيفًا أن الرئيس بوتين وولي ولي العهد السعودي ناقشا بصورة صريحة "الخطوات التي يمكن أن تقربنا من بدء هذه العملية السياسية".

الخلاف ليس عائقاً

أما مسألة المصير السياسي للرئيس السوري بشار الأسد، فاكتفى الطرفان بتبادل الآراء حولها، دون أن تسجل المحادثات أي تقارب في مواقف موسكو والرياض إزاءها، ففي الوقت الذي قال فيه الوزير السعودي إن الرياض أكدت تمسكها برحيل بشار الأسد، ذكر لافروف أن روسيا جددت موقفها المعروف إزاء هذه المسألة، لكن بقاء الخلاف حول هذا الموضوع "ليس عائقًا أمام تقدمنا، بما في ذلك مشاركة دول أخرى، نحو خلق ظروف مواتية لإطلاق العملية السياسية (في سوريا) في أسرع وقت ممكن"، مشيرًا إلى أن الوفاق السوري السوري المنشود يجب أن يحظى بدعم المجتمع الدولي.

وفي المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيره، أكد وزير الخارجية السعودية عادل الجبير أن السعودية "تسعى لإيجاد أرضية مشتركة مع روسيا للحفاظ على وحدة الدولة السورية"، وأنه على الرغم من تمسك المملكة برحيل الأسد ومواصلتها دعم "المعارضة المعتدلة" في سوريا، فإن البلدين متفقان في سعيهما لإيجاد سبل تفعيل التسوية من أجل الحفاظ على وحدة الدولة السورية".

وأكد الجبير أن لا مستقبل للرئيس الأسد، وقال إن الحل الممكن للتسوية في سوريا يتمثل بتشكيل حكومة انتقالية، مؤكدًا رغبة الرياض في أن تتحول هذه العملية إلى مرحلة انتقالية سياسية يشارك فيها ممثلو كل من النظام والمعارضة، وتجري خلالها تعديلات دستورية، ما سيقود برأيه إلى تنحي الأسد في نهاية المطاف.