اعترفت موسكو والرياض بوجود (بعض) الاختلافات في مواقفهما في ما يتعلق بتسوية الأزمة السورية، وبالدرجة الأولى في ما يختص بمصير بشّار الأسد.


نصر المجالي: بعد محادثات مع نظيره السعودي عادل الجبير في موسكو، الثلاثاء، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه يتوقع أن تعطي زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز المرتقبة إلى روسيا دفعا قويا لتطوير التعاون بين الدولتين.

بحث وزيرا الخارجية الروسي والسعودي خلال لقائهما في موسكو اليوم العلاقات الروسية السعودية القائمة، وتبادلا الآراء حول الخطوات المطلوب القيام بها لتحقيق ما تم الاتفاق عليه خلال زيارة ولي ولي العهد السعودي إلى روسيا في شهر حزيران (يونيو) الماضي لتطوير التعاون المشترك، وبالأخص في صناعة الطاقة والاستخدامات السلمية للطاقة النووية والمشاريع الاستثمارية.

تفعيل العلاقات

وقال لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السعودي: "نرى أن مستوى علاقاتنا القائمة خاصة العلاقات الاقتصادية، لا يتناسب مع وزن بلدينا في الساحة الدولية. لذلك قررت قيادتا بلدينا تنشيط وتفعيل التعاون المشترك في كافة المجالات بما فيها المجال الأمني والمجال العسكري والمجال السياسي".

وأكد وزير الخارجية الروسي أنه تم تحقيق بعض النتائج الأولية في ما يتعلق بمبادرة الرئيس بوتين الخاصة بإنشاء تحالف إقليمي لمحاربة (داعش).

وقال: "أنا واثق من أننا سنواصل بحث المبادرة، وقد تم تحقيق نتائج أولية محددة". وأضاف: "لدينا موقف متطابق من ضرورة توحيد الجهود في مكافحة الخطر الذي يهدد الجميع والمتمثل في تنظيم "داعش" وجماعات إرهابية أخرى. إنه خطر واقعي على روسيا وعلى المملكة العربية السعودية على حد سواء".

مصير الأسد&

وأكد وزيرا الخارجية الروسي والسعودي أن بعض الاختلافات في مواقف موسكو والرياض لا تزال قائمة في ما يتعلق بتسوية الأزمة السورية، وبالدرجة الأولى في ما يخص مصير الأسد.

وشدد لافروف على أن السوريين أنفسهم يجب أن يقرروا مصير الأسد، وذلك من خلال حوار شامل بمشاركة جميع الأطراف المعنية من أجل تحديد ملامح المرحلة الانتقالية.

وقال: "لدينا اختلافات حول مصير الرئيس بشار الأسد. ويكمن موقفنا في ضرورة تقرير جميع مسائل المرحلة الانتقالية من قبل السوريين أنفسهم على أساس الحوار".

موقف ثابت

من جهته، قال الجبير إن موقف الرياض ثابت في ما يخص الحل في سوريا لا سيما لجهة وجود سلطة انتقالية وحكومة مستقبلية لا مكان للأسد فيها.

وتابع أن السعودية تعتبر بشار الأسد جزءا من المشكلة لا جزءا من الحل، وتعتبر أنه تسبب بظهور "داعش" في سوريا عندما وجه الأسلحة ضد شعبه.

وأكد وزير الخارجية السعودي في الختام: "نؤمن أن بشار الأسد انتهى ولا مكان له في مستقبل سوريا"، موضحا أنه إما سيرحل عبر عملية سياسية من أجل حقن دماء السوريين وإما في سياق العمليات العسكرية.