قسم المتابعة الإعلامية
بي بي سي
تواصل الصحف العربية التركيز على تناول الأوضاع في سوريا وسط تباين في رؤيتها لحلول الأزمة السورية بين انتقاد لتوسع الدور الروسي، وبين مطالبة بحل سياسي منصف، بينما تحذر صحف أخرى الرئيس بشار الأسد من مغبة تحالفاته.
وتنتقد جريدة الراية القطرية ما وصفته بإخفاق الدور الأممي والأمريكي في فرض حلول سياسية للأزمة السورية والتصدي للتدخل الروسي.
ويصف رئيس التحرير صالح بن عفصان الكواري الدور الأمريكي بأنه أصبح "للأسف رهناً لسيد الكرملين" مدشناً بذلك مرحلة "السطوة الروسية في هذا الملف".
ويضيف الكاتب "بلا شك فإن العنجهية الروسية التي فرضت واقعاً جديداً على الأزمة منذ تدخل موسكو المباشر وغزوها للأراضي السورية في سبتمبر/أيلول الماضي بحجة محاربة الإرهاب، قد أوجدت واقعاً جديداً من الصراع لصالح النظام في هذا البلد المنكوب".
ويحذر الكواري من مآل الأمر إلى الخيار الروسي وهو الحل العسكري، مطالباً الرئيس الأمريكي أوباما بالتحرك قبل فوات الأوان وإثبات أنه "ند للرئيس الروسي وليس تابعاً له".
الحل السياسي
وتؤيد جريدة الوطن القطرية الحل السياسي في سوريا حقناً للدماء شريطة أن يحترم هذا الحل مطالب الشعب.
وتقول الصحيفة في افتتاحيتها "وسط ما يتم حالياً من حراك سياسي ودبلوماسي متواصل بشأن معالجة الأزمة السورية فإننا نقول بأنه من المهم أن يتأسس الحل المنشود على تلبية كافة التطلعات والآمال المشروعة للسوريين في طي ملف الصراع بأسلوب مناسب وحكيم يحقق حقن الدماء بشرط أن يحترم الحل المرتقب أساسيات مطالب الشعب في الحرية والديمقراطية والكرامة والعدل والاستقرار".
وفي جريدة السفير اللبنانية، يصف سمير العيطة الوضع في سوريا بأنه يعطي الانطباع "أنّ الحرب العالميّة الثالثة توشك أن تنطلق من أرضها، وأنّ ويلات أكبر وأكثر شدّة ووقعاً ستلي خمس سنوات من الدمار والمآسي".
ويُرجِع العيطة تفاقم الأمر إلى "تزايد التدخلات الأجنبية في سوريا وتزايد مخططات التقسيم التي تتربص بها"، ولذلك يطالب الكاتب السوريين بـ"وقفة صريحة" مع ذاتهم لفرض حل سياسي، "احتراماً لذاتهم ولتاريخهم ولتضحيات شهدائهم وجرحاهم، واستبعادا للذلّ والحرمان اللذين يعيشهما نصف شعبهم المهجّر وللمعاناة التي يعيشها النصف الآخر، من كلّ الأطراف".
من جانبه، يحذر داود البصري في جريدة الشرق القطرية ما وصفه بـ"النظام الفاشي" في دمشق من الاعتماد على "حلفائه التاريخيين"، و من أن "ينقلب السحر على الساحر" الذي أدت سياساته لاستدعاء التحرك "السعودي- القطري- التركي".
وعلى المنوال نفسه، يحذر عريب الرنتاوي في جريدة الدستور الأردنية نظام بشار الأسد وحلفاءه الذين "يستشعرون فائض قوة" و"تذوقوا طعم الانتصارات" على بعض جبهات القتال، وانتعشت لديهم "أوهام الحسم العسكري" من مغبة سياساتهم.
"من يأتي إذا رحل الأسد؟"
في الوقت ذاته، يدافع بعض الكتّاب عن النظام السوري، حيث يشيد جمال العلوي في جريدة الدستور الأردنية برجال الجيش السوري قائلاً: "شكراً لكم يا رجال الجيش العربي السوري الذين تسطرون كل يوم بطولات ولا أروع دفاعاً عن الأمة العربية، وفي مواجهة الحقبة الظلامية التي صنعتها أجهزة استخبارات لتفكيك طوق الأمة لحماية الكيان الصهيوني لسنوات وسنوات بلا خوف ولا ردع".
وفي جريدة أخبار الخليج البحرينية يتساءل سيد عبد القادر قائلاً: "السؤال المهم: من يأتي إذا رحل الأسد اليوم أو غدا؟ هل هناك اسم واحد مطروح لخلافته؟ أليس التفكير في هذا الأمر ضرورة جوهرية، أم سنتركها تواجه مصيرًا أسوأ من مصير العراق؟".
&
التعليقات