بروكسل: عبرت المفوضية الاوروبية والرئاسة الهولندية للاتحاد الاوروبي الثلاثاء عن "قلقهما" ازاء الوضع الفوضوي على طريق الهجرة في البلقان حيث هناك مخاوف من "ازمة انسانية" محتملة في بعض الدول ولا سيما اليونان.
&
وكتب المفوض المكلف شؤون الهجرة ديمتريس افراموبولوس والوزير الهولندي المكلف هذا الملف كلاس ديكهوف في بيان مشترك "نحن قلقون ازاء التطورات على طول طريق البلقان والازمة الانسانية التي يمكن ان تحصل في بعض الدول وخصوصا اليونان".
&
وياتي البيان قبل مؤتمر يعقد في فيينا الاربعاء للدول الواقعة في البلقان على طريق المهاجرين الراغبين في الوصول الى اوروبا الشمالية، لكنه اثار جدلا بسبب عدم دعوة اليونان اليه.
&
وبدأت هذه الازمة الجديدة في نهاية الاسبوع بعدما اغلقت مقدونيا حدودها امام المهاجرين الافغان لان الدول الاخرى الواقعة على طريق المهاجرين تقوم باعادة مجموعات من ذلك البلد. والثلاثاء بدأت اليونان نقل مئات من الافغان الذين كانوا عالقين منذ الاحد على الحدود اليونانية المقدونية، الى اثينا لايوائهم في مراكز موقتة.
&
واليونان تعتبر بوابة العبور الرئيسية للمهاجرين الهاربين من الحرب والفقر الذين يصلون الى اوروبا عبر تركيا، في اسوأ ازمة هجرة تشهدها القارة منذ اكثر من نصف قرن. وقال افراموبولوس وديكهوف في البيان "ندعو كل الدول والاطراف الواقعة على تلك الطريق ان تحضر خطط الطوارىء اللازمة للتمكن من تلبية الاحتياجات الانسانية بما يشمل قدرات استقبال" مهاجرين.
&
واضاف البيان ان المفوضية الاوروبية تعد في موازاة ذلك خطة طارئة "لتقديم الدعم في حال وقوع ازمة انسانية خارج الاتحاد الاوروبي او ضمن دوله، وكذلك التنسيق بشكل اضافي حول مسالة ادارة الحدود".
&
تسيبراس غاضب
وعبر رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس الثلاثاء عن استيائه لنظيره الهولندي مارك روتي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدولية للاتحاد الاوروبي ازاء "عجز" الاتحاد عن منع الدول الواقعة على طريق البلقان من تشديد رقابتها على المهاجرين.
&
واحتج تسيبراس ايضا كما فعلت وزارة الخارجية اليونانية في وقت سابق على تنظيم النمسا اجتماعا وزاريا الاربعاء للدول الواقعة على طريق البلقان لبحث ازمة الهجرة دون دعوة اليونان. وقال تسيبراس ان تشديد الرقابة على تدفق المهاجرين يتعارض "مع ما تقرر بالاجماع خلال القمة الاوروبية" في الاسبوع الماضي.
&
وقد احتجت الخارجية اليونانية في وقت سابق على مبادرة النمسا تنظيم اجتماع لبحث ازمة الهجرة، في انتقادات رفضتها فيينا. وجاء في بيان صادر من وزارة الخارجية اليونانية "مع هذا التحرك الاحادي الجانب والخطوة غير الودية على الاطلاق، هناك اتجاه لاعتماد قرارات تتعلق بشكل مباشر بحدود اليونان لكن في غيابها".
&
وقد دعت وزيرة الداخلية النمساوية يوهانا ميكل-ليتنر وزراء خارجية وداخلية الدول الواقعة على طريق البلقان التي يسلكها المهاجرون في طريقهم الى اوروبا الشمالية (البانيا والبوسنة وبلغاريا وكوسوفو وكرواتيا ومقدونيا ومونتينغرو وصربيا وسلوفينيا) الى اجتماع تنسيق الاربعاء في فيينا حول ادارة ازمة الهجرة.
&
جاءت الدعوة لهذا الاجتماع قبل لقاء يعقده وزراء الداخلية الاوروبيون الخميس. وهدف هذا الاجتماع كما يبدو تحديد موقف موحد لهذه الدول قبل اجتماع الخميس المرتقب في بروكسل. لكن الحكومة النمساوية رفضت الثلاثاء انتقادات اثينا معتبرة ان هذا الاجتماع ليس الاول من نوعه وان صيغته محددة مسبقا.
&
وقال كارل هاينز غروندبك الناطق باسم وزارة الداخلية النمساوية ان "هذه اللقاءات (لدول غرب البلقان) تجري في اطار محدد ومع مشاركين محددين. انها صيغة ثابتة".
&
واتهمت اليونان في الايام الماضية النمسا بنسف جهود الاتحاد الاوروبي للقيام بعمل مشترك في مواجهة ازمة الهجرة وانتقدت بعض الدول الاعضاء لقيامها بتحركات احادية الجانب في ادارتها لهذه الازمة.
&