أكد دبلوماسي سعودي أن بلاده تحث مستثمريها وأصحاب رؤوس الأموال فيها على الإستثمار والمشاركة في تعزيز العلاقات التجارية والإقتصادية مع إقليم كردستان - العراق، منوهًا بأن هناك رغبة كبيرة لديهم في العمل في الإقليم، ومؤكدًا أن المملكة ستقدم مساعدات إلى مليون نازح يقيمون في الإقليم.

&
أسامة مهدي: خلال اجتماع في اربيل عاصمة إقليم كردستان العراق عقده رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني مع القنصل العام السعودي في أربيل عبد المنعم عبد الرحمن محمود، بحث الجانبان الأوضاع والتطورات في الإقليم والعراق.
&
وقد ثمّن القنصل السعودي دور قوات البيشمركة في مكافحة "الارهاب"، واصفًا إياها برأس الرمح في الحرب ضد تنظيم داعش ودحره والحاق الهزيمة به.. مؤكداً ان قوات البيشمركة وبطولاتها مبعث فخر لكردستان وللتحالف الدولي في الحرب ضد التنظيم. وأكد القنصل أن بلاده تنوي تقديم الدعم والمساعدة إلى النازحين العراقيين في إقليم كردستان في إطار برنامج للتعاون مع الجهات ذات العلاقة في حكومة الإقليم، مشيرًا الى اتصالات بين الرياض وأربيل لهذا الغرض. وكانت السعودية قد افتتحت قنصلية عامة لها في اربيل في 22 من الشهر الماضي.
&
وأضاف القنصل السعودي ان من المهام الرئيسة للقنصلية ستكون حث المستثمرين واصحاب رؤوس الأموال السعوديين على الإستثمار والمشاركة في تعزيز العلاقات التجارية والإقتصادية مع الإقليم "خاصة وان إقليم كردستان أرضية مناسبة في مجال السياحة، وان هناك رغبة كبيرة لدى المستثمرين السعوديين في العمل في الاقليم"، كما نقل عنه بيان صحافي عن حكومة الاقليم في اعقاب الاجماع الليلة الماضية، واطلعت على نصه "إيلاف".
&
من جهته، رحب رئيس حكومة إقليم كردستان بإفتتاح القنصلية السعودية في الاقليم.. مؤكدًا أن "أبواب الإقليم مفتوحة أمام الاستثمارات السعودية وخصوصا التي ستساهم في تطوير البنية التحتية في مختلف المجالات الزراعية والصناعية والسياحية".
&
وفي الرابع والعشرين من الشهر الحالي، بحث رئيس الإقليم مسعود بارزاني مع القنصل السعودي في المخاطر التي يشكلها "الإرهاب" وتهديدات الفكر المتشدد على الأمن والإستقرار في المنطقة والتعايش بين الشعوب.
&
وعبّر القنصل عن سعادته لبدء مهام عمله قنصلاً عاماً لبلاده في اربيل، كما نقل تحيات العاهل السعودي الملك سلمان ووليّي العهد ووزير الخارجية السعودي الى بارزاني وشعب الاقليم، مؤكداً على انه سيبذل ما في وسعه من اجل توسيع وتعزيز العلاقات بين الجانبين وترسيخ آفاق الصداقة بينهما. في المقابل، رحب بارزاني بالقنصل السعودي، وتمنى له النجاح في مهام عمله الجديد، مؤكدًا على الرغبة في تعزيز العلاقات التاريخية بين الجانبين. وجرى خلال الاجتماع تبادل الآراء بشأن مخاطر "الإرهاب" وتهديدات الفكر المتشدد على الأمن والإستقرار في المنطقة والتعايش بين الشعوب.
&
الرياض: لن نتخلى عن كردستان بأي شكل
وكانت السعودية قد افتتحت أول قنصلية لها في إقليم كردستان العراق بعد شهر واحد من افتتاح الرياض لسفارتها في بغداد بعد قطيعة استمرت 25 عامًا، حيث اكد القنصل ان بلاده لن تتخلى عن الإقليم بأي شكل من الاشكال.
&
وشهدت اربيل عاصمة الاقليم مراسيم افتتاح القنصلية بحضور القنصل عبد المنعم عبدالرحمن محمود ومحافظ أربيل نوزاد هادي. وأكد القنصل في مؤتمر صحافي مشترك مع هادي ان بلاده لن تتخلى عن إقليم كردستان بأي شكل من الأشكال.. واشار الى ان العمل سيجري لزيادة التبادل التجاري بين الجانبين.
وعبّر القنصل عن سعادته بوصوله الى اقليم كردستان. وقال ان مباشرته بمهامه ستكون فاتحة خير للجميع. واكد ان بلاده ستطور علاقاتها الثنائية مع اقليم كردستان، مشددًا على انها لن تتخلى عن الاقليم في هذه الظروف التي يمر بها.
&
من جهته، وصف محافظ اربيل نوزاد هادي افتتاح القنصلية السعودية في الاقليم بانها خطوة كبيرة على طريق تطوير العلاقات بين الرياض وأربيل. وكان السفير السعودي الجديد في العراق ثامر السبهان قد زار الاقليم في الثاني من الشهر الحالي، واجرى مباحثات مع مسعود بارزاني، تناولت سبل تطوير العلاقات بين الرياض واربيل في جميع المجالات.
&
افتتاح السعودية لقنصليتها بأربيل بعد شهر من بدء سفارتها لعملها في بغداد
وكان الرئيس العراقي فؤاد معصوم قد اكد لدى استلامه اوراق اعتماد السفير السعودي الجديد في العراق ثامر السبهان في الثامن عشر من الشهر الماضي رغبة بلاده في توسيع علاقاتها مع السعودية خدمة للسلام والازدهار في المنطقة. واشار الى أهمية العلاقات التاريخية التي تجمع شعبي البلدين وضرورة توسيع اطر التعاون في المجالات الإقتصادية والثقافية والامنية كافة.
&
من جانبه، نقل السبهان إلى الرئيس معصوم تحيات العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، مؤكدًا عزمه على بذل كل جهد ممكن من أجل تطوير العلاقات بين البلدين. وقال إن "المملكة تـُؤمِن بضرورة الحفاظ على وحدة وسيادة العراق، وإنَّ وحدة وقوة الشيعة والسنة والكرد هي قوة للعراق والمنطقة". &
&
واشار إلى أنَّ "الملك سلمان بن عبد العزيز شدَّد على ضرورة الحُضُور الفاعل للسفارة والعمل إلى جانب الحكومة العراقيّة باعتبار العراق ركناً من أركان العالم العربيِّ والإسلاميِّ وزاوية من زوايا الأمن والاستقرار في المنطقة، مُتطلعاً إلى أن تشهد المرحلة المقبلة تفعيل العلاقات بين بغداد والرياض في المجالات السياسيّة، والاقتصاديّة، والأمنيّة".
&
وعيّنت السلطات السعودية في حزيران (يونيو) عام 2015 ثامر السبهان أول سفير مقيم لها في العراق منذ عام 1991 حيث كانت السعودية اغلقت سفارتها في بغداد عام 1990 عقب الغزو العراقي للكويت.&
&
وشهدت العلاقات العراقية السعودية حالة من الفتور والتأزم منذ تولي المالكي رئاسة الوزراء في عام &2006 إذ اتهمت السعودية في أكثر من مناسبة الحكومة العراقية ورئيسها بممارسة نهج طائفي في السلطة، فيما ظل المالكي وبعض القيادات الشيعية المنتمية إلى التحالف الوطني تتهم الرياض بالوقوف وراء أعمال العنف في العراق، وتشير الى أن وجود سعوديين في العراق ضمن الجماعات المسلحة يدل على هذا الأمر، فيما اتجهت تلك العلاقات إلى الانفراج بعد وصول العبادي إلى السلطة، الذي أكد في أكثر من مناسبة على سعيه إلى إعادة جسور التواصل مرة أخرى مع جميع دول العالم، لاسيما المجاورة، حيث زار وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري السعودية قبل زيارة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم اليها في مطلع عام 2014.
&