أبرزت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية المكاسب التي حققها المعتدلون والإصلاحيون في انتخابات مجلس الخبراء الإيراني الذي يعين المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية.

وفي الانتخابات البرلمانية التي أجريت في نفس الوقت، فاز حلفاء الرئيس الإيراني حسن روحاني بجميع مقاعد العاصمة، طهران، وعددها 30 مقعداً.

ويرى بعض الكتاب أن سيطرة المعتدلين والإصلاحيين يمكن أن تسهم في تحسين العلاقات العربية-الإيرانية، بينما كتب آخرون عن إمكانية تقارب إيران مع الغرب على نحو يمكن أن يحدث خللاً في توازن القوى في المنطقة.

"ثورة الشعب الإيراني"

قال مازن حماد في الوطن القطرية إنه لا "يظن أن المرشد الأعلى علي خامنئي راض عن نتائج الانتخابات التشريعية التي جاءت بمجلس تشريعي إصلاحي".

وأضاف حماد: " لا يملك خامنئي إلا أن يبارك إرادة الشعب الذي دعم روحاني بقوة تكشف رفض الإيرانيين الانزلاق إلى متاهات الحروب الطائفية في المنطقة، ونحن على ثقة بأن الرئيس حسن روحاني لا يريد الحرب، فهو إصلاحي لا يقل اعتدالاً وعلماً عن خاتمي".

وقال "نحن على ثقة بأن روحاني والمتبنين لرؤيته لا يقبلون بتأجيج العلاقات مع الجوار العربي السُني الذي دفعت إليه الإجراءات الإيرانية الطائفية الدامية في العراق وسوريا واليمن".

وكتب عبدالله بن بخيت في الرياض السعودية عن "ثورة الشعب الإيراني الحتمية القادمة".

وأضاف أن هذه "الثورة ستكون النهائية لأنها ستوقظ الشعب الإيراني على حقيقته البشرية فيضطر أن ينضم إلى عصر العقل والأنوار كما فعل الشعب الفرنسي في قرن سابق".

وقال الكاتب: "يمتلك الشعب الإيراني كل الأسباب التي ترشحه لأن يكون شعباً متقدماً مساهماً في الحضارة الحديثة، وماض عريق وموقع جيوسياسي مهم وثروات طبيعية، لا ينقصه إلا قيادة بشرية".

"تشويه لسُمعة المُعتدلين"

height=360

نسبة المشاركة في التصويت تخطت كل التوقعات

أما محمد خروب في الرأي الأردنية فقد تحدث عن محاولات "تشويه لسُمعة المُعتدلين".

وقال خروب إن "اللافت هو مسارعة المحافظين برموزهم المعروفة التي تتبنى خطاباً متشدداً وتدّعي طهارة ثورية وحرصاً أكبر على البلاد يقترب من احتكار الوطنية والحقيقة، الى تخوين الآخرين ونعتهم بأوصاف مُهينة وغير اخلاقية".

وأضاف الكاتب أن ما يجري الأن من محاولات "تشويه لسُمعة المُعتدلين، فقط لأنهم فازوا ببعض المقاعد وربما بنسبة وازنة عندما تظهر النتائج ليس سوى مقدمة لهدر دمائهم وتصفيتهم واعطاء المبررات المُسْبَقة لما ينوون القيام به".

تغييرات في موازين القوى

وقال فهمى هويدي في الشروق المصرية إن الانتخابات التي جرت في إيران تشى بتغييرات مهمة في موازين القوى، ولا مصلحة للعرب في أن يقفوا منها موقف المتفرجين".

ويرى هويدي أن "رياح الاتجاه إلى الغرب تهب قوية" على إيران، وقال إنه وفقاً لاستطلاعات الرأي فإن "٨٠ في المائة من الإيرانيين يؤيدون ذلك الاتجاه".

وأضاف هويدي: "في الوقت الراهن، فإن نتائج الانتخابات سيظل تأثيرها محصوراً في السياسات الداخلية، لأن السياسات الخارجية يقررها المرشد بمعنى أننا لا ينبغي أن نتوقع تغييرا يذكر في السياسة الخارجية الإيرانية في الأجل المنظور، إلا أن التغيير في موازين القوى إذا ظل يرجح كفة الإصلاحيين فإن تأثيره سيكون أوضح في الأجل البعيد".

غياب "التغيير الفعلي"

وفى المقابل قال أمين قمورية في النهار اللبنانية إن دخول المزيد من النواب الإصلاحيين إلى البرلمان "لا يعني بالضرورة تعبيد الطريق للتغيير الفعلي".

وكتب قمورية: "التقدم الذي أحرزه الإصلاحيون والمعتدلون في مجلس الشورى لم يفقد المحافظين مواقعهم النافذة لا في التشريع ولا في السلطة، وجميع النواب الفائزين اخضعوا قبل ترشحهم لفحص الأهلية 'الثورية' و'الدينية' في ممر التفتيش الإلزامي للمحافظين في مجلس الرقابة على الدستور، وتالياً فإن خضوعهم للنظام مضمون وولاءهم له هو اولاً، والحكومة الحالية التي يقودها أبرز رموزهم، حسن روحاني، لم ترفع المنسوب المتدني للحريات ولم تحسّن الوضع السيئ لحقوق الإنسان في البلاد ولم تتمكن من الإفراج عن زعماء 'الحركة الخضراء' بعد مرور أكثر من أربع سنوات على وضعهم في الإقامة الجبرية".

"نعمة الأمان"

وأشاد عزيز الوالي في جريدة الوفاق الإيرانية - الصادرة بالعربية- "بالمشاركة الجماهيرية" في الانتخابات "التي فاقت حتى توقعات المسؤولين الإيرانيين".

وقال إن "نعمة الأمان التي يعيشها الإيرانيون، والتي تجلت في يوم الانتخابات بشكل أكثر وضوحاً، كانت تستحق أن يتوقف امامها الصحفيون، ليكون رصدهم للمشهد السياسي الإيراني أكثر دقة وموضوعية، فلولا الأمن الذي يظلل المشهد السياسي الإيراني، لما امكن اجراء الانتخابات بتلك السلاسة التي جرت فيها".

&