الرباط: شارك أكثر من ثلاثة ملايين شخص، اليوم الأحد، بالعاصمة المغربية الرباط، في المسيرة الشعبية التي دعت إليها الأحزاب السياسية والنقابات وهيئات المجتمع المدني، للتنديد بالانزلاقات اللفظية للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول الصحراء الذي وصف الصحراء الغربية بـ"المحتلة"، رافعين شعارات منددة بـ"غياب الحياد"، ومؤكدة على "مغربية الصحراء".

وقد أعادت هذه المسيرة الحاشدة إلى الأذهان الأجواء الوطنية الصادقة التي سادت المغرب خلال المسيرة الخضراء عام 1975.

وعد المراقبون المسيرة غير مسبوقة في تاريخ المغرب الحديث. وسبق للمغاربة ان خرجوا بكثافة في مسيرات مليونية تضامنية مع القضية الفلسطينية ومع العراق لكن هذه هي المرة الاولى الذين يخرجون فيها بكثافة للتعبير عن الوحدة الوطنية والتشبث بمغربية الصحراء.&

ووصف مراقبون مسيرة الرباط اليوم بانها "المسيرة الخضراء لمحمد السادس". وسبق لوالده الملك الراحل الحسن الثاني ان نظم عام 1975 مسيرة خضراء سلمية شارك فيها 350 الفا من المغاربة، كان سلاحهم الوحيد هو القران &والعلم الوطني، وذلك لاسترجاع الصحراء من المستعمر الإسباني.&

وهبت حشود المواطنين المشاركين في المسيرة بكثافة بحيث إنها انطلقت بشكل تلقائي قبل الموعد المحدد لها وهو الساعة العاشرة صباحا.

وقدم المتظاهرون من مختلف أنحاء المغرب، للمشاركة في هذه المسيرة الشعبية والوطنية، حيث شكلوا أمواجا بشرية غمرت الشوارع الرئيسة لوسط مدينة الرباط.

وانطلقت المسيرة الشعبية الضخمة من ساحة باب شالة، وغصت الشوارع الرئيسة لوسط مدينة الرباط، على مدى ساعات، وصولا إلى ساحة باب الرواح.

وشارك مواطنون من الأقاليم الجنوبية الصحراوية جنبا إلى جنب مع مواطنين من باقي ربوع المملكة المغربية في إطار هذه المسيرة الحاشدة، للتأكيد مجددا، إن كان الأمر يحتاج إلى ذلك، عن مدى إجماع أمة بأكملها حول مغربية الصحراء.&

وردد المشاركون، رجالا ونساء ومن مختلف الأعمار، خلال هذه المسيرة الشعبية شعارات وطنية للتعبير عن مغربية الصحراء والتنديد بالتصريحات المغلوطة للأمين العام للأمم المتحدة حول الصحراء المغربية.

واستجاب المواطنون المغاربة، الذين هبوا زرافات ووحدانا، سواء على متن القطارات أو السيارات أو الحافلات، بكثافة، لهذا النداء لتجديد التأكيد بصوت عال على الإجماع الوطني حول الوحدة الترابية للمغرب.

وردد المشاركون في المسيرة ، النشيد الوطني في أجواء حماسية مؤثرة رافعين صور الملك محمد السادس، ولافتات معبرة عن إجماع كافة مكونات الشعب المغربي حول الوحدة الترابية للمغرب. كما رددوا شعارات من قبيل "الصحراء صحراؤنا والملك ملكنا" و"عاش الملك" و"بان كي مون خطر" و"الصحراء مغربية وستبقى مغربية".

كما رفعوا لافتات كتبت عليها عبارات وشعارات من قبيل "لا للوساطة المنحازة" و "كلنا فداء صحرائنا" و"بان كي مون يهدد المسار الأممي" و "بان كي مون ينقسم والمغرب لا ينقسم" و"الشرعية الدولية لا تباع ولا تشترى" و"المغاربة جنود مجندون وراء موحد البلاد". اضافة الى ترديدها الاغاني التي انتشرت خلال المسيرة الخضراء عام 1975.

وبرهنت هذه المسيرة المليونية على الاستجابة الواسعة والتلقائية للنداء الذي وجهته الأحزاب السياسية والنقابات وهيئات المجتمع المدني سواء على مستوى عدد المتظاهرين أواختلاف وتنوع مشاربهم.

يذكر ان بان كي مون خلال زيارته السبت الماضي مخيما للاجئين الصحراويين قرب تندوف في الجزائر، قال بان بحسب ما نقلت عنه وسائل اعلام محلية انه يتفهم "غضب الشعب الصحراوي تجاه استمرار احتلال أراضيه".

والثلاثاء، حملت الحكومة المغربية بشدة على زيارة بان كي مون متهمة اياه ب"التخلي عن حياده وموضوعيته" وبالوقوع في "انزلاقات لفظية"، مؤكدة أن "هذه التصريحات غير ملائمة سياسيا، وغير مسبوقة في تاريخ أسلافه ومخالفة لقرارات مجلس الامن".

والاربعاء، رد المتحدث الرسمي باسمه على الاتهامات المغربية، مؤكدا ان "الامين العام يعتبر انه والامم المتحدة شريكان حياديان" في ملف الصحراء المتنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليساريو التي تدعمها الجزائر.

وتاتي المسيرة بعد يوم من مناقشة البرلمان كيفية الرد على بان كي مون.

وافاد بيان صادر عن مجلسي النواب والمستشارين "هذه التصريحات تشكل انحرافا خطيرا عن نبل أهداف ورسالة وطبيعة منظمة الأمم المتحدة".
&