عبّر العاهل السعودي الملك سلمان، خلال استقباله لرئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري في الرياض اليوم، عن أمله بأن يتمكن العراق من تجاوز أزماته الحالية، فيما تم خلال اللقاء بحث توحيد الجهود لحفظ أمن المنطقة.

أسامة مهدي: خلال اجتماع الجبوري مع الملك سلمان الثلاثاء فقد تم بحث الاوضاع الاقليمية وفي المنطقة وسبل توحيد الجهود في حفظ امنها واستقرارها ومواجهة التنظيمات "الارهابية"، وفي مقدمتها تنظيم داعش واستئصال الافكار المتطرفة. كما تم بحث اهمية تعزيز العلاقات العراقية السعودية، لا سيما على الجانب الاقتصادي والتجاري، والسعي إلى تحقيق المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين، كما جاء في بيان صحافي لمكتب اعلام البرلمان العراقي ارسلت نسخة منه الى "إيلاف".

وقد اعرب خادم الحرمين الشريفين عن ترحيبه برئيس البرلمان العراقي في المملكة، آملاً بأن يتمكن العراق من تجاوز ازماته وتحقيق آمال شعبه، "لان العراق بلد عظيم وصاحب تاريخ مجيد يفخر به كل عربي، وهو يمتلك كل مقومات النجاح والتقدم".

من جانبه، اكد رئيس مجلس النواب العراقي على اهمية ايجاد حل متكامل يتمثل في إحلال العدالة الاجتماعية ورفع المظالم عن الناس وتحقيق المساواة وتقديم الخدمات والقضاء على البطالة والفقر والاخذ على يد الفاسدين والسراق وانصاف الشعوب.

شارك في الاجتماع الامير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزارء وزير الداخلية، والامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، والدكتور عبدالله بن محمد ال الشيخ رئيس مجلس الشورى والدكتور مساعد بن محمد العيبان وزير الدولة، والاستاذ عادل بن محمد الجبير وزير الخارجية والدكتور عادل بن زيد وزير الثقافة والاعلام اضافة الى الدكتور رشدي العاني السفير العراقي لدى المملكة وثامر السبهان سفير السعودية في العراق.

الاجتماع جاء بعد اربعة ايام من خلاف دبلوماسي عراقي سعودي
يأتي الاجتماع بعد اربعة ايام من اثارة وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري ازمة دبلوماسية مع السعودية بمعارضته اعتبار وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم في القاهرة حزب الله اللبناني منظمة "ارهابية".
&
وخلال الاجتماع، الجمعة الماضي، ألقى الجعفري كلمة حاول فيها تبرير الممارسات الطائفية لميليشيات الحشد الشعبي في العراق و"الارهابية" لحزب الله اللبناني، قائلاً "الحشد الشعبي وحزب الله حفظا كرامة العرب، ومن يتهمهما بـ"الارهاب" هم "الارهابيون""، ما دفع الوفد السعودي الى الانسحاب من قاعة المؤتمر احتجاجًا، حيث ان الرياض كانت قد اعتبرت، ومعها العواصم الخليجية الاخرى، حزب الله منظمة "ارهابية" لدوره في دعم جرائم النظام السوري ضد شعبه.

ثم عاد الجعفري اثر ذلك ليبرر موقفه من الحشد وحزب الله، قائلاً "إنه لن يؤثر على مجمل العلاقات السعودية العراقية، وإن تباين المواقف أمر طبيعي".. داعيًا الى ألا يؤدى ذلك إلى الإضرار بالعلاقات الثنائية بين الأطراف العربية. واضاف قائلاً "نحن نتوقع أن تكون هناك تباينات في وجهات النظر، وما قلته في كلمتي لا يخرج عن كونه وصفًا لحزب الله بأنه حركة مقاومة ورفض المساس به إلى جانب رفض المساس بالحشد الشعبي وسائر حركات المقاومة".&

واشار مبررًا الى ان خروج الوفد السعودي برئاسة مندوبها بالجامعة العربية السفير أحمد بن عبد العزيز قطان بأنه لم يتزامن مع إلقاء كلمته، معتبرًا أنه من حق أي دولة أن تعبّر عن موقفها تجاه أي قضية.

والجمعة الماضي، قرر مجلس وزراء الخارجية العرب اعتبار حزب الله اللبناني "منظمة إرهابية" وسط تحفظ عراقي ولبناني. وكان مجلس وزراء الداخلية العرب أعلن في الثاني من الشهر الحالي حزب الله اللبناني "جماعة إرهابية"، واتهمه بزعزعة الاستقرار، فيما تحفظ العراق على ذلك. كما قررت دول مجلس التعاون الخليجي في اليوم نفسه اعتبار الحزب "منظمة إرهابية".


&