في إطار التحضير لزيارة العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى مصر التي تبدأ يوم 4 أبريل/ نيسان المقبل، وصل وفد سعودي رفيع المستوى إلى القاهرة.&

القاهرة: قال دبلوماسيون إن الزيارة تؤكد على عمق العلاقات بين مصر والسعودية، وتؤشر إلى إهتمام خاص من خادم الحرمين الشريفين بتوثيق العلاقات مع مصر، ودعمها في ظل الظروف الإقتصادية الضاغطة التي تعاني منها بعد ثورة 30 يونيو/ حزيران 2013.
&
يزور الملك سلمان بن عبد العزيز، ملك السعودية، مصر في الرابع من شهر أبريل/ نيسان المقبل، وفي إطار التحضير لزيارته، وصل إلى القاهرة وفد سعودي رفيع المستوى، ويضم الوفد نحو عشرين مسؤولاً، من إدارة المراسم الملكية، ومسؤولين سياديين وأمنيين، واقتصاديين.&
&
جامعة طور سيناء
علمت "إيلاف" أن زيارة الوفد تستغرق أيامًا عدة، سيتم خلالها ترتيب جدول الزيارة، والأماكن التي سيحل عليها الملك ضيفاً، والشخصيات التي من المقرر أن يلتقي بها، إضافة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، والاتفاقيات الإقتصادية والعسكرية التي من المقرر أن يتم توقيعها.
&
كما سيتم خلال الزيارة وضع حجر الأساس لإنشاء جامعة عملاقة في مدينة الطور في محافظة جنوب سيناء تحمل اسم "الملك سلمان بن عبد العزيز"، وقال محافظ جنوب سيناء، اللواء خالد فودة، إنه تم التصديق على إنشاء الجامعة باتفاق بين وزارة التعاون الدولي وأحد الصناديق والمؤسسات السعودية، مشيراً إلى أن المحافظة خصصت قطعة أرض لإقامتها.&
&
أضاف في تصريحات له على هامش مؤتمر وزراء الدفاع في الساحل والصحراء، أنه من المقرر أن تبدأ الجامعة بعدد من الكليات الرئيسة، ثم إنشاء باقي الكليات بالتوالي، منوهاً بأنه سيتم إنشاء مدينة جامعية ومدينة للأساتذة أيضاً.
&
وقال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية السابق، إن زيارة الملك سلمان المرتقبة للقاهرة، تعزز أواصر المحبة والثقة بين الشعبين المصري والسعودي، مشيراً إلى أن الزيارة تأتي أيضاً تأكيداً للدعم السعودي لمصر في كل المجالات.
&
دعم شامل
أضاف لـ"إيلاف"، أن السعودية قدمت أشكال الدعم كافة إلى مصر منذ ثورة 30 يونيو/ حزيران 2013، مشيراً إلى أن الدعم السعودي لمصر زاد مع تولي الملك سلمان بن عبد العزيز المسؤولية. ولفت إلى أن السعودية قدمت أيضاً دعماً سياسياً ودبلوماسياً قوياً لمصر.
&
وتوقع أن تشهد الزيارة توقيع اتفاقيات اقتصادية مشتركة، في إطار توجيه الملك بضخ استثمارات قدرها 30 مليار ريال سعودي في السوق المصرية، إضافة إلى التأكيد على وعد الملك بتوفير احتياجات مصر البترولية لمدة خمس سنوات مقبلة.
&
وقال السفير السعودي في القاهرة أحمد بن عبد العزيز قطان، في تصريح له، إن هذه الزيارة تأتي في ظل الاهتمام الكبير الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين بمصر حكومة وشعبًا، وحرصه على تعزيز التعاون المستمر بين البلدين الشقيقين في كل المجالات. وقعت الحكومتان المصرية والسعودية يوم 20 مارس/آذار الجاري، مذكرة تفاهم لضخ استثمارات قيمتها 30 مليار ريال، أي ما يعال 8 مليارات دولار، في السوق المصرية.
&
وقال المتحدث باسم وزارة الاستثمار المصرية أحمد سمير: "تم توقيع الاتفاق النهائي على جميع بنود مذكرة التفاهم بين صندوق الاستثمارات العامة السعودي، ووزارة الاستثمار المصرية، والتي تعمل على تنظيم تدفق استثمارات الصندوق في مشروعات، استعدادًا لضخ مبلغ 30 مليار ريال سعودي في المرحلة الأولى، طبقاً لتوجيهات العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز".
&
الطاقة والسياحة
يهدف الطرفان من توقيع المذكرة، إلى التعاون المشترك في ما يتعلق بجذب الاستثمارات السعودية إلى مصر في جميع القطاعات الاقتصادية، وخاصة الطاقة والسياحة والتنمية العمرانية.
&
ووفقاً للسفير محمود جمال الدين، مساعد وزير الخارجية السابق، فإن الزيارات المتبادلة بين قيادات مصر والسعودي تؤكد على أن هناك تنسيقًا على أعلى مستوى بين البلدين، مشيراً إلى أن الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة، تحتاج تواصلاً دائمًا بين مصر والسعودية في شخص الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك سلمان بن عبد العزيز.&
&
أضاف لـ"إيلاف" أن هذا التواصل يبعث برسائل إلى الشعوب في المنطقة أن مصر والسعودية لن تتركا هذه الشعوب فريسة للإرهاب والتدخل الخارجي، كما إن التواصل واللقاءات الثنائية بين السيسي وسلمان تزيد من عمق العلاقات بين مصر والسعودية، وتبعث برسائل أخرى إلى الجهات الخارجية المتربصة بالبلدين والمنطقة العربية.&
&
كيان أمني واحد
ولفت إلى أن العلاقات بين مصر والسعودية تشهد أعلى درجات الحيوية والتنسيق في المرحلة الراهنة، في المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية، مشيراً إلى أن مشاركة القوات المصرية إلى جانب السعودية في الحرب ضد المتمردين الحوثيين في اليمن والمشاركة في مناورات "رعد الشمال"، تؤكد على أن مصر والسعودية تتعاملان ككيان واحد في مواجهة التهديدات الخارجية أو الجماعات "الإرهابية".
&
وكان الملك سلمان بن عبد العزيز أصدر توجيهات في 15 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بزيادة الاستثمارات السعودية في مصر إلى 30 مليار ريال سعودي، والإسهام في توفير احتياجات مصر من البترول لمدة 5 سنوات، وذلك في أعقاب الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق السعودي المصري الذي عقد في القاهرة.
&
ووقع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، "إعلان القاهرة" يونيو/ حزيران الماضي، وينص على إنشاء مجلس تنسيق مشترك، وتطوير التعاون العسكري، والعمل على إنشاء القوة العربية المشتركة وتعزيز التعاون والاستثمار في مجالات الطاقة، والربط الكهربائي، والنقل وتحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين.
&