ستبناكرت: أوقعت الاشتباكات بين اذربيجان وارمينيا في اقليم ناغورني قره باغ 13 قتيلا الاثنين في اليوم الثالث من المواجهات فيما بدا ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يؤجج التوتر بقوله ان الاقليم "سيعود يوما" الى اذربيجان.

وقتل 40 عسكريا على الاقل من الجانبين وثلاثة مدنيين على الاقل منذ استئناف المعارك مساء الجمعة، وهي الاعنف منذ سريان الهدنة بين يريفان وباكو عام 1994، فيما اصيب اكثر من 200 عسكري ومدني بجروح.

وتعود جذور هذا النزاع الى قرون عدة لكنه تفاقم في الحقبة السوفياتية حين منحت موسكو اقليم ناغورني قره باغ الذي تسكنه غالبية ارمينية الى اذربيجان، وهو من مناطق القوقاز الاستراتيجية لنقل النفط والغاز قرب ايران وتركيا وعند ابواب الشرق الاوسط.

ويأتي هذا التصعيد العسكري في خضم ازمة دبلوماسية خطرة على خلفية الحرب في سوريا، بين روسيا التي تربطها علاقات جيدة بارمينيا، وتركيا حليفة اذربيجان التقليدية. 

ويضاعف الرئيس التركي تاييده لباكو ما ساهم في تاجيج التوتر الاثنين معلنا ان ناغورني قره باغ "ستعود يوما" الى "مالكها الاصلي"

كما قدم "تعازيه" الى عائلات الشهداء في اذربيجان.

وقال اردوغان "قره باغ ستعود يوما من دون ادنى شك الى مالكها الاصلي، انها تنتمي الى اذربيجان"، مكررا بذلك دعمه لباكو.

ميدانيا، قتل ثلاثة جنود اذربيجانيين "بقذائف هاون وقاذفات صواريخ اطلقت من خنادق" القوات الارمينية، وفق ما اعلنت وزارة الدفاع الاذربيجانية.

وقال الناطق باسم الوزارة واقف درغلي "اذا استمرت الاستفزازات الارمينية فسنطلق عملية واسعة النطاق على طول خط الجبهة وسنستخدم كل اسلحتنا".

من جهته، قال المتحدث باسم سلطات المنطقة الانفصالية المدعومة من يريفان ارتاك بغلاريان لفرانس برس ان "المعارك اوقت ثلاثة قتلى في صفوف المدنيين" بينهم امرأة عجوز( 92 عاما)، قتلها "بوحشية جنود اذربيجانيون" في قرية تاليش.

كما اكدت وزارة الدفاع في الاقليم مقتل 20 من جنودها واصابة 72 اخرين منذ بدء المعارك كما قتل خمسة من "المتطوعين" الارمن الاثنين عندما اصاب صاروخ حافلة كانت تقلهم.

وفي احد مستشفيات ستيباناكرت، "عاصمة" قره باغ، يتلقى طفلان اصيبا بجروح السبت العلاج وفقا لصحافيين من فرانس برس.

وكثف الجنود الاذربيجانيون "القصف صباح الاثنين على مواقع جيش قره باغ، مستخدمين مدافع الهاون وراجمات الصواريخ والدبابات"، وفق ما اعلنت سلطات المنطقة الانفصالية.

واكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الارمينية ارتسرون هوفانيسيان ان قوات بلاده "تقدمت كثيرا في بعض مناطق الجبهة واتخذت مواقع جديدة". 

دوافع سياسية

وقالت سلطات ناغورني قره باغ المدعومة من ارمينيا انها "على استعداد لمناقشة اقتراح الهدنة" شرط استعادتها المواقع والاراضي التي خسرتها في هذه المنطقة التابعة في نظر المجتمع الدولي لاذربيجان. 

كما اعلن رئيس ارمينيا سيرج سركيسيان ان اي وقف لاطلاق النار "لن يكون ممكنا الا اذا تراجعت قوات الطرفين ال مواقعها السابقة" التي كانت فيها قبل اندلاع القتال.

في غضون ذلك، بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الاميركي جون كيري التطورات خلال محادثة هاتفية.

وفي ما يبدو تنديدا بتصريحات أردوغان، "دان الوزيران محاولات +أطراف خارجية+ لمفاقمة المواجهات"، وفقا لبيان صادر عن وزارة الدفاع الروسية.

واضاف البيان ان مفاوضات ستجري في فيينا الثلاثاء برعاية فرنسا والولايات المتحدة وروسيا، الرؤساء المشاركين لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا المكلفة إيجاد حل لهذا "النزاع العالق " منذ 20 عاما.

وتحاول روسيا الحفاظ على توازن في علاقاتها مع اثنتين من الجمهوريات السوفياتية السابقة اللتين تبيعهما اسلحة. لكنها تبقى حليفة تاريخية لارمينيا، حيث عززت قاعدتيها العسكريتين في الاونة الاخيرة.

وبعد حرب اودت ب30 الف شخص وشردت مئات الاف الاشخاص، غالبيتهم اذربيجانيون، بات اقليم ناغورني قره باغ تحت سيطرة القوات الانفصالية الموالية ليريفان. والمنطقة مأهولة حاليا بالارمن بشكل اساسي. 

ولم توقع اي معاهدة سلام حتى الان. وبعد فترة من الهدوء النسبي، شهدت المنطقة في الاشهر الاخيرة تصعيدا حادا في التوترات. واعتبرت يريفان في نهاية كانون الاول/ديسمبر ان هناك عودة الى "الحرب".

وغالبا ما هددت باكو، التي تفوق موازنتها الدفاعية موازنة ارمينيا بكاملها، باستعادة ناغورني قره باغ بالقوة اذا فشلت المفاوضات الدبلوماسية.