أبرزت العديد من الصحف العربية بنسختيهما الورقية والإلكترونية تفاصيل "وثائق بنما" التي كشفت عن أسماء 140 زعيما سياسيا حول العالم، إضافة إلى أسماء بارزة في كرة القدم، هربوا أموالاً من بلدانهم إلى ملاذات ضريبية عبر مكتب محاماة في بنما. هاجم الكتاب المصريون الرئيس السابق حسني مبارك الذي ورد اسم ابنه في الأوراق، مشبهين الوثائق بـ"الزلزال" الذي ضرب هدوء الأسرة الرئاسية في مقتل. كما علق البعض على دور الصحافة الاستقصائية و" تحطيم حصون الخصوصية". كان الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين قد كشف عن أوراق بنما في تحقيق صحفي ضخم نشره الأحد 3 ابريل/نيسان على موقعه الالكتروني. وسربت هذه الوثائق جميعها من مكتب المحاماة "موساك فونسيكا" في بنما. ويعمل المكتب في مجال الخدمات القانونية منذ 40 عامًا. في جريدة اليوم السابع المصرية، قال عبد الفتاح عبد المنعم: "الآن لم يعد أمام كل فاسد في نظام مبارك إلا التنازل عن ثروته الحرام للشعب. الآن ظهر الحق وسكتت الألسنة التي كانت تدافع عن مبارك وأبنائه ونظامه فقد صدمتهم 'وثائق بنما' أو ويكليكيس فساد آل مبارك ونظامه". وأضاف عبد المنعم: "لم يتوقع أقرب المقربين من مبارك الفاسد ورجاله الأكثر فسادًا أن تفضحهم هذه الوثائق التي تكشف بالفعل أننا لم نظلم هؤلاء الفسدة عندما طالبنا بمحاكمة عادلة لهم". وفي الجريدة ذاتها، شبه وائل السمري أوراق بنما "بالعاصفة التي ستضرب جميع أنحاء العالم بلا هوادة" قائلاً: "نحن أمام تسونامى سياسي عالمي، لا أعتقد أنه سيترك خارطة العالم كما هى". ورأى الكاتب أنه "بعد هذه المستجدات لا بديل عن إيقاف المفاوضات التصالحية مع رموز نظام مبارك فوراً، فمن الواضح أن جراب الحاوي مازال يحوى الكثير من الأفاعي". وفي السياق ذاته، كتب عماد الدين حسين في صحيفة الشروق المصرية: "ما يهمنا كمصريين هو أن اسم علاء مبارك ورد فى هذه الوثائق ... على أنصار مبارك أن يصدقوا الآن أن سياسات وممارسات وفساد هذه الأسرة هو السبب الأساسي في الخيبة والوكسة والأيام السوداء التي نعيشها الآن، وما يزال بعض رموزها يمارسون فسادهم حتى هذه اللحظة". وفي صحيفة المصري اليوم، شبه محمد أمين وثائق بنما بـ"الزلزال الذي يضرب هدوء الأسرة الرئاسية في مقتل". وقال أمين إن مبارك "يعود إلى المشهد السياسي لصاً عتيداً، يُهرّب المليارات للخارج". ودعا أمين مجلس النواب إلى استعادة الأموال المهربة قائلاً: "والآن أمام مجلس النواب فرصة ذهبية ، وأمام مبارك أيضاً فرصة أخيرة لإبراء ذمته، والتنازل عن ثروته الحرام... أظن أن 'وثائق بنما' لا مفر منها، وقد عاجلته بالضربة القاضية!" من ناحية أخرى، سلط فهد الخيطان في صحيفة الغد الأردنية الضوء على ما وصفه بـ"تحطيم حصون الخصوصية" حيث قال: "في عالم اليوم، صار بالإمكان... ولوج أرشيف 'فونسيكا' السري وتسريب ما يزيد على 11 مليون وثيقة سرية تخص عملاء الشركة... تفوق الفضيحة في أهميتها برقيات 'ويكيليكس'". وتساءل الخيطان ساخراً "من كان يتخيل أن أرشيف شركة في آخر الدنيا سيفجر فضيحة عالمية؟" وبالمثل، رأى محمد عايش في جريدة القدس العربي التي تصدر في لندن أن "جملة الفضائح الجديدة تمثل التسريب الأكبر والأهم ربما في تاريخ البشرية....وتتفوق في أهميتها على 'ويكيليكس' وعلى تسريبات سنودين وعلى أي تسريبات أخرى". وأضاف عايش: "الوثائق التي تسربت... تؤكد على أن حجم الفساد وتهريب الأموال في العالم العربي أكبر بكثير مما كان الناس يعتقدون، وتفسر كيف تغرق الدول العربية في الفقر، بينما ينعم حكامها بالمليارات". وعلى نفس المنوال، وصف منصور الجمري في جريدة الوسط البحرينية وثائق بنما بأنها "أكبر إنجاز لصحافة البيانات الاستقصائية". وقال الجمري:"َإن هذا العمل الصحافي النوعي يأتي ليثبت أنَ دور الصحافة لم ينته، بل أصبح أكثر أهمية، لكنه في طور جديد، ويزداد تأثيره إذا جاء عبر تعاون عالمي، وعبر استقصاء للبيانات الكبيرة جدّاً، وهو عمل عجزت عنه أجهزة عالمية متخصصة في هذا المجال، وحققته الصحافة"."الضربة القاضية"
"تحطيم حصون الخصوصية"
- آخر تحديث :
التعليقات