بعض الشخصيات مازالت ترفض قيادة زعيم طالبان الجديد الملا أختر منصور.

تولى اثنان من أقارب الملا عمر، زعيم طالبان أفغانستان السابق، منصبين بارزين في الحركة، وهو ما دفع مراسل بي بي سي، داوود أعظمي، إلى السؤال عما إذا كان ذلك إشارة لنهاية الشقاق الكبير بين القيادة الجديدة والقديمة.

مرة أخرى تنشط ديناميكية السلطة في صفوف طالبان أفغانستان.

وتولى الملا محمد يعقوب، نجل الملا عمر، بحسب بيان طالبان، قيادة 15 من مجموع 34 منطقة أفغانية في اللجنة العسكرية للحركة، وهي بمثابة وزارة حرب وأكثر اللجان التسعة أهمية لدى طالبان.

كما تولى عمه الملا عبد المنان قيادة لجنة الوعظ والإرشاد، المعنية بشؤون التجنيد والإرشاد وإعادة الاندماج والانشقاقات.

وسوف يجري تعيينهما أيضا في "مجلس شورى" الحركة، الجهة المنوط بها اتخاذ القرارات الكبيرة، والمؤلفة من نحو 20 عضوا.

وعلى الرغم من كونهما لا يملكان سلطة عسكرية أو سياسية سابقة، يمثل دعمهما أهمية رمزية كما يضيف شرعية للقائد الأعلى الجديد لطالبان، الملا أختر محمد منصور.

تولى الملا أختر منصور قيادة الحركة في أعقاب وفاة الملا عمر.

وكان كل من الملا يعقوب والملا عبد المنان قد عارضا تعيين الملا أختر منصور كزعيم جديد لطالبان عندما كشف في يوليو/حزيران 2015 عن وفاة الملا عمر منذ أكثر من عامين.

ويقال إن الملا يعقوب، حوالي 27 عاما، تخرج في مدرسة دينية في مدينة كراتشي الباكستانية قبل عامين.

وتدعم بعض الشخصيات القيادية البارزة في الحركة، من المعارضين لتعيين الملا منصور، أسرة الملا عمر، وأرادت هذه الشخصيات أن يتولى الملا يعقوب خلافة والده في منصب القائد الأعلى.

لكن بعد أسابيع من المساومة والمفاوضات، أصدر الرجلان بيانا بقبول قيادة الملا منصور.

يأتي تعيين الرجلين بعد أيام من إعلان إحدى الشخصيات البارزة في طالبان، الملا عبد القيوم ذاكر، الذي ظل "محايدا" خلال الصراع على السلطة، دعمه للقائد الجديد.

كشف في يوليو/حزيران 2015 عن وفاة الملا عمر بعد أكثر من عامين من حدوث الوفاة.

ويعد الملا ذاكر، الذي خدم في اللجنة العسكرية في طالبان بعد أن أفرج عنه من معتقل غوانتانامو، أبرز القيادات العسكرية لطالبان.

وأرسلت طالبان رسالة بالبريد الإلكتروني، في 30 مارس/آذار، مكتوبة بخط اليد وموقعة من الملا ذاكر إلى وسائل الإعلام ونشرتها على موقعها الإلكتروني جاء فيها إن "تحفظه" السابق انتهى وأنه يتعهد حاليا بالولاء للملا أختر منصور.

ويقلص تعيين بعض أقرب الأقرباء لمؤسس الحركة في مراكز قيادية، وكذا التعهد بولاء قادة من ذوي النفوذ أمثال الملا ذاكر، هوة الشقاق داخل صفوف الحركة، كما يعزز مركز الملا منصور، الذي قاد الحركة سرا باسم الملا عمر لمدة أكثر من عامين بعد وفاته.

ولا يعني ذلك نهاية المتاعب التي تواجه الملا منصور.

"معركة حاسمة"

مازالت حركة طالبان التي تعاني الانشقاق تنشط وتتوعد بقتال من تصفهم بالذين "يستولون على السلطة" من أختر منصور.

وتندلع اشتباكات بين المقاتلين من الجماعتين بين الحين والآخر منذ تأسيس الفصيل المنشق في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 تحت قيادة الملا محمد رسول.

ومازال الملا منصور يحتاج إلى تصالح مع بعض الشخصيات القيادية البارزة التي لم تعلن بعد الولاء له.

وعلى الرغم من قتال جبهات متعددة، من بينها الجماعة المنشقة وتنظيم الدولة الإسلامية والحكومة الأفغانية والحلفاء الأجانب، مازال فصيل طالبان الرئيسي يتمرد في أفغانستان.

كما أن توقيت هذه التطورات الجديدة مهم جدا.

سلم البعض من طالبان أسلحتهم كجزء من برنامج بناء السلام.

ومن المتوقع إعلانهم "هجمات الربيع" السنوية بحلول نهاية الشهر الجاري.

ودعا الملا أختر منصور، قبل نحو ثلاثة أسابيع، أتباعه للاستعداد لما وصفه بـ "الهجوم الأخير" وأعرب عن أمله في تحقيق "انتصارات كبيرة في الأشهر المقبلة".

وسوف يكون لعودة شخصيات مهمة لصفوف الحركة وتحقيق الوحدة داخلها تأثيره على محادثات السلام المحتملة، وتطبيق أي اتفاق في المستقبل.

ومازالت حركة طالبان ترفض حتى الآن إجراء محادثات مباشرة مع الحكومة الأفغانية، وتضع شروطا لذلك من بينها انسحاب القوات الأجنبية ورفع أسماء قادتها من على قائمة العقوبات والإفراج عن معتقليها.

ويبدو أن القتال والمحادثات، أو على الأقل الحديث عن محادثات، سيستمران لعام آخر في أفغانستان.