إيلاف من لندن: قال سياسيون ومختصون إن نجاح الهدنة الحالية في اليمن مرهون بوقف التدخلات الإيرانية بالسلاح والاموال لدعم الحوثيين، وأشاروا إلى أنّ رد السعودية على التدخل الإيراني في اليمن جاء في الوقت المناسب، موضحين أن معظم الصواريخ التي اطلقت من قبل أنصارالله باتجاه السعودية كانت من طراز قاهر الإيراني.&

جاء ذلك خلال ندوة عبر الانترنت، انعقدت اليوم تحت عنوان "بعد خسارة المعركة في اليمن، تلجأ ولاية الفقيه إلى خطط مزدوجة متناقضة"، نظمتها لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية من مقره في باريس اليوم، وتابعتها "إيلاف"، بمشاركة طاهر بومدرا خبير القانون الدولي الرئيس السابق لمكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في العراق، وهياف خالد ربيع رئيس الجالية اليمنية في اوروبا، وموسى أفشار عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس.

إيران حولت القضية من يمنية يمنية إلى اقليمية

وقال بومدرا خلال حديثه عن التطورات الاخيرة في اليمن، موضحًا انه لايرى فيها مخرجًا للأزمة، لأن داءها يرجع إلى طهران والحل اليمني اليمني كان متواصلاً بشكل جيد، الا أن تدخل النظام الإيراني قاد إلى وضع معقد جدًا، وصارت القضية اقليمية وليست يمنية يمنية. وأشار إلى أنّه اذا اريد للهدنة في اليمن التي طالبت بها الامم المتحدة النجاح فإنه يجب انسحاب الوجود الإيراني من المنطقة وتوقفه عن اشعال النار في اليمن بتزويد الطرف الحوثي بالسلاح وتشجيعه على الاستمرار في الانتشار في باقي اليمن.&

وأضاف أن القضية السياسية المطروحة في اليمن مصدرها الرؤية الإيرانية لما يجب أن تكون المنطقة عليه بحسب المنظور الإيراني.. موضحاً أن مصدر الداء في الدستور الإيراني فهو ينص وبصراحة على نشر فكرة الولي الفقيه في العالم، وليس في المنطقة وحدها، والخطوات الاولى لهذا الانتشار والمد الإيراني سيكون في المنطقة بعدما وجد الإيرانيون سهولة في الدخول إلى العراق الذي تم تسليمه اليهم. وأشار إلى أنّ الحوثيين كانوا في السابق محصورين في منطقتهم في صعدة وشاركوا في بعض الازمات وشاركوا ايضًا في بعض الحلول لكن لم يتجرأوا إلى أخذ كل زمام اليمن بيدهم، والآن بالتشجيع وبالتواجد الإيراني تجرأ هؤلاء على أخذ كل زمام امر اليمن بيدهم، واصبحت الحكومة الشرعية في المهجر أو في المنطقة المعزولة من اليمن، وهذا الوضع مؤسف.

وأضاف مدرا انه اذا كانت الدول العربية جدية في مواجهة هذا المد، يجب اولاً أن يطالبوا بالانسحاب الفوري لإيران من المنطقة وتوقف طهران عن اشعال نار الحرب في اليمن بتزويد الحوثيين بالاسلحة وبالذخيرة وبالاموال.&

وشدد على ان ضغوط الامم المتحدة يجب أن توجه لنظام طهران بدل أن تكون الضغوط في صنعاء، لأن هذا النظام اذا اراد تحقيق الامن والسلم في اليمن فسيكون هذا فعلاً.. مستدركًا بالقول: "ولكن نحن نعرف أن هذه ليست من ايديولوجية واستراتيجية إيران فاستراتجيتها تستهدف التوغل والانتشار في كل المنطقة، وهذا لن يتوقف إلا بتعادل القوى في المنطقة.

فيديو لوقائع ندوة هدنة اليمن

الإيرانيون سعوا لاستفزاز دول المنطقة من خلال دعم الحوثيين

وبدوره، أكد هياف خالد ربيع في حديثه أن التدخل الإيراني في الشأن اليمني ليس وليد اللحظة أو الساعة، وانما منذ سنوات طويلة، فالإيرانيون سعوا إلى السيطرة على اليمن لاستفزاز دول المنطقة وخاصة المملكة العربية السعودية والتدخل في شؤونها عن طريق اليمن.&

ورأى ان رد السعودية في اليمن جاء في الوقت المناسب خاصة بعد أن وصلت الطائرات الإيرانية، عندما سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء منذ أيلول (سبتمبر) عام 2014 بأعداد كبيرة وصلت إلى 6 رحلات يوميًا، حيث كانت تحمل اسلحة ومعدات أخرى.&

وأشار إلى أنّ الحوثيين وكما يعرف الجميع مدعومون من إيران منذ سنوات طويلة والحكومة السابقة تعلم والحكومة الحالية تعلم جيدًا بهذا الموضوع، لكنّ اليوم هناك توجهًا سعوديًا لاستقطاب الحوثيين، وهذه باشرة خير، واذا نجحت السعودية في هذا، فإنه سيتم قطع اليد الإيرانية الممتدة إلى اليمن.. مستدركاً بالقول: "لكن ايضا لا ننسي بأن هناك اموالاً إيرانية تدفع وانها دفعت مقدمًا لزعزعة الامن سواء كانت في الجنوب أو في الشمال وهذه الاموال لارباك الأمن وخاصة في المناطق المحررة".

وأضاف ان قضية اليمن تحولت إلى اقليمية، خاصة أن إيران تسعى للسيطرة على المنطقة بشكل كامل والتهديد بقوتها إلى دول الخليج والمنطقة كلها. وقال "اعتقد أن المملكة العربية السعودية هي اليوم ومن خلال التحالف الاسلامي القائم برئاستها تريد أن تثبت للنظام الإيراني بأنه نظام فاشل، وان ولايه الفقيه ستفشل سواء كانت في اليمن أو في العراق أو في سوريا أو في لبنان، وأن هذا لن يتحقق إلا بعد قطع يد النظام في المنطقة لكي تعيش بأمان.

طهران تسعى لإفشال الهدنة&

ثم تحدث موسى أفشار عمّا اسماها السياسات المزدوجة والمنافقة التي يتبعها نظام ولاية الفقيه حيال أزمة اليمن.. منوهًا إلى أن جميع المؤشرات تدلّ على أن هذا النظام يسعى بكل قوة لعرقلة مسار الهدنة والسلام من خلال مواصلة ارساله الأسلحة إلى التابعين له في اليمن، كما أن المواقف الصريحة لهذا النظام لا تبقى أي غموض بأنه يحاول التصعيد، ولايريد حلحلة هذه المشكلة.&

ونوّه إلى أنّ البحرية الفرنسية كانت قد اعلنت عن ضبط شحنة كبيرة من الأسلحة، في سفينة كانت وجهتها الرسمية للصومال... وطالب رئيس قسم التوجيه المعنوي بالجيش اليمني اللواء محسن خصروف، البحرية الفرنسية والمسؤولين في الصومال بسرعة التحقيق ومعرفة الوجهة الحقيقية للسفينة، ولم يستبعد أن تكون وجهتها اليمن بعد فشل إيران في إرسال أسلحة إلى الحوثيين. وأشار إلى أن إيران تستخدم التمويه لنقل الأسلحة للانقلابيين سواء عبر السفن الكبيرة وسفن الصيد الصغيرة.&

كما أوضح ان الولايات المتحدة الأميركية اعلنت عن قيام قواتها البحرية الأسبوع الماضي بمصادرة قوارب لا ترفع أعلاماً في بحر العرب، محملة بشحنات من الأسلحة، تعتقد أنها من إيران وكانت في طريقها إلى اليمن. وقالت قيادة عمليات البحرية الأميركية في المنطقة الوسطى إنّ الشحنة غير المشروعة احتوت على (1500 رشاش نوع أي كي 47 كلاشنكوف) و200 قاذف صاروخي (آر بي جي)، ومدافع رشاشة (عيار 21.50ملم)، لم يحدد عددها. وتابع البيان، أنّ "الأسلحة الآن في حيازة الولايات المتحدة حتى يتم إتلافها.

واوضح افشار أن هذه النماذج من ضبط السفن المحمّلة بالأسلحة تشير من جهة إلى أن مجموعات منها وصلت إلى اليمن، ومن جهة أخرى إلى تصرفات نظام طهران بشأن اليمن في وقت تبذل الامم المتحدة ودول المنطقة جهودها من أجل ايقاف الحرب.&

وأكد أن المعلومات الواردة من داخل أروقة النظام الإيراني تفيد أنه في اجتماعات بين قادة الحوثيين مع قادة قوات القدس والمجموعة الخاصة باليمن التابعة للمجلس الأعلى لأمن النظام في طهران في شهر شباط الماضي، فقد شرح الحوثيون بأن مقدراتهم القتالية تقلّصت وإذا استمر الوضع على ما هو عليه فهناك احتمال سقوط صنعاء.&

وجاء في تقييم الحرس أن سقوط مدينة صنعاء وهزيمة الحوثيين مرجحتان جداً. واوضح أنه تمت مناقشة طريقين لحل هذه المشكلة من خلال المساعدة التسليحية وإرسال القوات إلى اليمن لكن الرقابة المفروضة على الطرق الجوية والبحرية أدت إلى نقص المساعدات المرسلة للحوثيين.. والمعضلة الثانية هي أنه على صعيد تعبئة القوات أيضاً قلّت قوات الحوثيين وضعفت وهم بحاجة إلى مزيد من القوات لمواصلة الحرب.&

كما اوضح أن المعلومات تفيد بأن معظم الصواريخ التي اطلقت من قبل أنصارالله باتجاه السعودية كانت من طراز صاروخ قاهر، وهذا الصاروخ تم استنساخه من صاروخ «سام 2» الروسي، لكن النظام الإيراني قام بتعديله وتطويره. ولهذا الصاروخ رأس وزنه 200 كيلوغرام ومداه حوالى 300 كيلومتر... لكن النظام لم يستطع إيصال ما يكفي من هذه الصواريخ إلى الحوثيين.. منوهًا إلى أنّ آخر قرار اتخذته قوات الحرس الذي يعتبر حلاً ممكنًا، وفي متناول اليد، هو إرسال حوالى أربعة آلاف من الميليشيات العراقية إلى الحدود العراقية مع السعودية بهدف اشغال القوات العسكرية السعودية وتخفيف الضغوط على الحوثيين.

وقال إن الحل الثاني هو ما طرحه قادة الحرس سابقاً أيضا، أي تعزيز داعش والقاعدة في اليمن عسكرياً حتى يقوم داعش بمهاجمة القوات الشعبية اليمنية وإضعاف هذه القوات، وكان تقييم النظام الإيراني أن تعزيز داعش في اليمن يؤدي إلى تخفيف الضغوط على قوات أنصار الله، ولهذا السبب وضعت خطط تعزيز داعش على الصعيد العسكري وبشكل غير مباشر، في جدول أعمال قوات القدس.

وأضاف افشار أن مجمل هذه المعلومات والحقائق تشير إلى أن نظام طهران متخبط في اليمن، فمن جهة ليست أمامه خطة واضحة لمواصلة مشاريعه، ومن جهة أخرى يحاول من خلال مختلف الحيل والمؤامرات التأثير على مجريات الأمور في الشأن اليمني، وهذه الحالة معناها أن نظام ولاية الفقيه على وشك خسارته ما عمل عليه خلال سنوات طوال في اليمن.

يذكر أن مناطق يمنية عدة شهدت مواجهات ليل الاثنين الثلاثاء بين القوات الحكومية، المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، والمتمردين الحوثيين وحلفائهم، على الرغم من&وقف اطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ منتصف ليل الاحد الاثنين، بحسب مصادر عسكرية.&

وبدأ تطبيق وقف النار منتصف ليل الاحد الاثنين تمهيدًا لاستئناف مباحثات في 18 نيسان (ابريل) الحالي في الكويت، ترعاها الامم المتحدة بين اطراف النزاع المستمر منذ اكثر من عام. والاتفاق هو الرابع منذ بدء التحالف عملياته دعمًا للرئيس هادي نهاية آذار (مارس) 2015 لكن لم تصمد الاتفاقات السابقة بشكل كبير.&
&