رفض النواب العراقيون المعتصمون في مبنى برلمانهم مبادرة من 6 نقاط أعلنها الرئيس العراقي فؤاد معصوم، وهي تتضمن خطوات لحل الأزمة البرلمانية التي تعصف بالبلاد منذ أيام، وأجّجت تظاهرات واعتصامات في بغداد ومحافظات عراقية أخرى تدعو إلى إصلاح شامل والتعجيل في إعلان حكومة التكنوقراط وسط توقعات بانعقاد جلسة برلمانية موحدة اليوم.

بغداد: حمل وفد برئاسة المتحدث الرسمي الرئاسي خالد شواني مبادرة معصوم إلى النواب المعتصمين تحت قبة البرلمان منذ أيام، وجرت مناقشات حولها في وقت متأخر من الليلة الماضية، حيث قدم شواني ضمانات باسم معصوم، تقضي بتنفيذ المبادرة بخطواتها الست، في حال موافقتهم عليها.

مساعٍ إلى جلسة برلمانية 
وقد علمت "إيلاف" أن النواب المعتصمين قد رفضوا المبادرة، وقدموا إلى الوفد مبادرة أخرى، اتفق عليها عدد من القادة السياسيين، مؤكدين استعدادهم لتنفيذها. وتتضمن المبادرة الجديدة خمس نقاط هي: التمسك بقرار إقالة رئاسة مجلس النواب الخميس الماضي، وامتناع أعضاء الرئاسة الثلاثة المقالين التحدث أمام البرلمان قبل انتخاب رئاسة جديدة، ويحق للمقالين حضور جلسة المجلس الجامعة بصفتهم نوابًا.. ثم الشروع فور انعقاد الجلسة بانتخاب رئيس جديد ونائبيه... وأخيرًا البدء بإجراءات استجواب رئيس الوزراء حيدر العبادي فور انتخاب هيئة رئاسة البرلمان.

وأشار النواب المعتصمون إلى أنهم سيسعون إلى تأمين النصاب القانوني لانعقاد جلسة جديدة لمجلس النواب، يتم فيها اختيار هيئة رئاسة جديدة. وكان الرئيس معصوم أعلن الليلة الماضية عن مبادرة إطلعت "إيلاف" على نصها، وتتضمن دعوة مجلس النواب إلى عقد جلسة استثنائية استنادًا إلى أحكام المادة 58 الفقرة أولًا من الدستور وأحكام المادة 28 من النظام الداخلي للمجلس لمناقشة أمر إقالة هيئة رئاسة المجلس.

خريطة الإقالة
تؤكد المبادرة على ضرورة عقد الجلسة الشاملة بحضور جميع الكتل في البرلمان، ويترأسها أحد أعضاء المجلس، ويجلس أعضاء هيئة الرئاسة في صفوف أعضاء مجلس النواب، على أن يسمح لرئيس المجلس سليم الجبوري بإلقاء كلمة تبيّن وجهة نظره بما يجري، وكيفية تجاوز الأزمة الحالية.

ثم يتم طرح أمر إقالة هيئة رئاسة المجلس، ويتقدم من يرغب في الإقالة بطلب موقع حسب القانون، ويتم عرضه للتصويت حسب النظام الداخلي. وفي حالة إصرار المجلس على الإقالة يتم انتخاب هيئة رئاسة جديدة للمجلس، وفي حال عدم الموافقة على الإقالة، تستمر هيئة الرئاسة الحالية في ممارسة مهام عملها حسب النظام الداخلي.

جاءت مبادرة معصوم هذه عقب مباحثات ماراثونية أجراها على مدى الأربع والعشرين ساعة الماضية مع رئيسي الحكومة والبرلمان والقادة السياسيين تناولت الأزمة السياسية الحالية التي يمر بها العراق، وضرورة العمل على تجاوزها، وضرورة عقد جلسة برلمانية موحدة اليوم، يشارك فيها أيضًا النواب المعتصمون، الذين بحثوا أمس في كربلاء والنجف مع عدد من المراجع الشيعية مبادرتهم في إقالة رئاسة مجلس النواب.

لوقف تدخل واشنطن وطهران
وتأتي مبادرة معصوم في وقت تشهد بغداد ومحافظات أخرى حركة احتجاجات واعتصامات واسعة، حيث حاصر الآلاف من أتباع التيار الصدري أمس المنطقة الخضراء، مطالبين بتنفيذ الإصلاحات التي دعا إليها زعيم التيار مقتدى الصدر، وتشكيل حكومة تكنوقراط، وملبّين دعوته إلى محاصرة مقار الوزارات والمؤسسات الحكومية للضغط باتجاه تحقيق تلك المطالب.

كما نظم المئات من أتباع التيار الصدري اعتصامًا أمام الوزارات للمطالبة بالإصلاح، بعدما طالب الصدر الوزراء بتقديم استقالاتهم فورًا، ثم قاموا بمحاصرة مقر شبكة الإعلام العراقي، مطالبين بإقالة رئيسها عبد الجبار الشبوط، فيما انتشرت قوات أمنية في محيط مبنى الشبكة تحسبًا لأيّ طارئ.

من جهتهم، فقد طالب النواب العراقيون المعتصمون واشنطن وطهران بوقف تدخلهما في قضيتهم. ودعا المتحدث باسم النواب المعتصمين هيثم الجبوري خلال مؤتمر صحافي في بغداد الاثنين السفارتين الأميركية والإيرانية في بغداد إلى عدم التدخل في الشأن العراقي، وطالبهما بالتزام الحياد وعدم التدخل بشأن إقالة رئيس مجلس النواب سليم الجبوري من قبل النواب المعتصمين.