تحتفي بغداد بالزهور بشكل رسمي، وتعلن اهتمامها بالنباتات والورد والجمال بمهرجان سنوي يحمل عنوانًا مميزًا، هو (مهرجان بغداد الدولي للزهور)، كان حضور الناس إليه الأكثر بهجة، فيما أكدت أمينة محافظة بغداد لـ "إيلاف" أن رسالة المهرجان هي المحبة والسلام.

بغداد: انطلقت فعاليات مهرجان بغداد الدولي للزهور بدورته الثامنة على حدائق متنزه الزوراء في بغداد مساء الاثنين، تحت عنوان (بغداد نصر وزهور) بمشاركة مصر وسوريا والسودان ولبنان وممثلين عن شركات اماراتية وهولندية واميركية والمانية وبلدية النجف والعتبة الحسينية، اضافة الى 20 شركة محلية، الى جانب مشاتل القطاع الخاص، وتضمن ايضًا اقامة عدد من الامسيات الثقافية والفنية والفلكلورية.

وقد كان الملفت هو الحضور الجماهيري، الذي غطى مساحات المتنزه، التي يقام المهرجان عليها، حيث الورد والنباتات تملأ الامكنة بألوانها وتشكيلاتها الجميلة والرسوم التي ابدعت الأيادي في تنسيقها وسط الاخضرار الذي تزهو به الحدائق، ورذاذ الماء الذي تبعثره النافورات الجميلة، فيما كانت بعض الاجنحة تحتفي بالزائرين وسط اغنيات وطنية تنطلق من مكبرات صوت منتشرة هنا وهناك.

وما ان حل الليل حتى انطلقت الالعاب النارية لتملأ سماء الحدائق بالالوان، وترسم الفرحة على وجوه الحاضرين الذين عبّروا عن ابتهاجهم الحقيقي بزيارتهم للمهرجان واطلاعهم على ما تضمنه من زهور مختلفة الاشكال والالوان ونباتات خضراء بأحجام متباينة. واشاروا الى ان هذا المهرجان مهم للمواطن العراقي تحديدًا، لانه يخفف ضغوط الحياة عليه، لاسيما في الظروف الصعبة التي يمر بها العراق، والتي جعلت اعصاب المواطن على درجة كبيرة من التشنج والارتباك.

السلام والمحبة 
فقد اكدت امينة بغداد الدكتورة ذكرى علوش في تصريح خاص لـ "ايلاف"، أن المهرجان يبعث رسالة محبة وسلام للجميع. وقالت: رسالة الزهور هي دائمًا واضحة للجميع، فهي السلام والمحبة، ونحن من خلاله نؤكد المحبة والسلام لبغداد، وننطلق منها الى العالم، لتكون الزهور هي رسول المحبة، وقد سعت امانة بغداد الى ان يبقى مهرجان الزهور مستمرًا سنويًا، والحمد لله، هذا العام هو المهرجان الثامن للزهور، وسعت الامانة الى نقل رسالة تحدٍ للوضع الاقتصادي الذي يمر به البلد من خلال قيام كوادر امانة بغداد بانتاج الزهور التي شاركنا بها في المهرجان، وهي من انتاج مشاتل امانة بغداد، واعتمدنا بشكل كامل على تمويلنا الذاتي.

واضافت: تميز مهرجان هذا العام بنشر ثقافة الزهور في كل بغداد، فلم نكتفِ بكون المهرجان في حدائق الزوراء مثل كل عام، وانما كانت هنالك مهرجانات مصغرة في البلديات، من خلال انتخاب شارع في كل بلدية، واقامة مهرجان زهور مبسط، ولنخلق فرحة في نفس المواطن العراقي.

وتابعت: "الحمد لله تقشف هذه السنة لم يؤثر علينا، لأننا انتجنا هذه الزهور، ولكن الوضع المالي السيئ اثر علينا في مسألة استقبال الضيوف والحاجة الى بعض الاموال للضيافة، وقد ابدت بعض الجهات الصناعية والتجارية استعدادها للتبرع واسناد عمل امانة بغداد".

نقلة نوعية 
من جانبه، اكد مدير اعلام امانة بغداد حكيم عبد الزهرة على اهمية المهرجان في هذه الظروف، وقال: افتتح المهرجان بحضور دولي وعربي ومحافظات عراقية واجنحة امانة بغداد المنتشرة، وهناك اجنحة لشركات اجنبية لها مكاتب في العراق، اضافة الى العتبة الحسينية و14 دائرة بلدية شاركت في هذا المهرجان، والاهم أن امانة بغداد هذه المرة تحولت من الزوراء الى الحدائق والشوارع، وقد اخترنا شوارع وساحات لإقامة مهرجان للزهور من اجل تطوير الشارع والساحة، وجعله عبارة عن مهرجان زهور مصغر ضمن حدود البلدية.

وتابع: هناك عدد كبير من الاجنحة تابعة للقطاع الخاص. اما عن الدعم فقد اقيم المهرجان بلا تخصيص مادي، وركزنا على انتاجنا الذاتي، مع بعض الامور التي رعتها احدى الشركات من القطاع الخاص، واستطعنا أن نقيم هذا المهرجان الجميل.

اضاف ايضًا: "الدول والشركات المشاركة لدينا معها علاقات ومشاركات في المهرجانات التي تقيمها، وبالتأكيد ستفتح لهم بعض الافاق مع الشركات والقطاع الخاص، ونحن هنا نهيّئ لهم فرصة كأي معرض يقام في معرض بغداد الدولي، وبالتالي هم يعرضون بضاعتهم، ويجدون اسواقًا مستقبلية مع بغداد".

وختم بالقول: المهرجان عنوان للسلام والحب، ولا اجمل من الزهور، وهي تفترش المساحات، وستبقى بغداد عنوانًا للمحبة وزهرة ندية في كل الازمنة.

تواصل مع المهرجان
الى ذلك، اكد حيدر الربيعي ممثل الجناح الهولندي على تواصلهم مع المهرجان، فقال: مشاركتنا هي الثامنة على التوالي، واقبال الناس على زيارة الجناح واسع، واصبحت الزهور الهولندية سلعة لا يستغني عنها المواطن العراقي داخل البيت أو في عمله.

واضاف: يضم جناحنا نباتات من مختلف الاجواء، وتتميز بألوانها الجميلة، وتمتع الناظر، خاصة اذا اقتناها في البيت، لأنها تغيّر من الجماد داخله. تابع: هذه المشاركة تمثل لنا الاستمرارية، فنحن نهدف الى الاستمرارية في المستقبل، وسواء ساءت الظروف أو تحسنت، فنحن مستمرون، ويسرنا أن يبتهج المواطن العراقي بزهورنا.

رسالة طيبة للعالم
اما احمد بركات من الجناح السوري، فقال: مثل كل سنة نشارك بمجموعة ضخمة جدًا من النباتات والزهور، سواء كانت نباتات الظل أو الزينة الخارجية أو البذور والاسمدة، وشاركنا في الدورة الحالية بأعمال المرأة الريفية.

واضاف: المهرجان يمثل لنا قيمة التواصل بين الشعب العربي السوري والعراقي الممتد منذ الازل، ونحن في كل سنة ندعمه، خاصة أن الشعب العراقي يحب النبات، ويستشعر قيمته ولطافته، لذلك تكون المشاركة مبنية على القرب الجغرافي بين البلدين، وتكون قوية بكميات جيدة، وهذا يرفع من قيمة المهرجان، خاصة اننا والحمد لله نفوز بالجائزة الاولى في كل سنة. وتابع: نحن سعداء ان نكون في بغداد ونشارك بمهرجان جميل مخصص للزهور والنباتات التي تحمل رسالة طيبة للعالم.

انه التحدي 
فيما اكد نائل المظفر، مسؤول جناح شركة اميركية، على التحدي، الذي تؤكده اقامة المهرجان سنويًا. وقال: نحن وكلاء شركة اميركية مختصة بانتاج البذور الهجينة التي تزرع في المشاتل العراقية ودوائر الدولة، وخصوصًا امانة بغداد، والازهار موائمة للاجواء العراقية، وقد نجحت في الاراضي العراقية بشكل ممتاز وكبير جدًا.

اضاف: بغض النظر عن كل الظروف، فالمشاركة بحد ذاتها هي تحدٍّ، فحينما تأتي وفود عربية وشركة اميركية فهذا تحدٍّ للوضع الراهن الذي يمر به العراق.

وتابع: حينما ينتهي المعرض، إما تبقى الزهور في مكانها أو تنقل الى الاماكن العامة، فنحن نقدمها مجانًا الى امانة بغداد. يذكر ان المهرجان الذي تقيمه امانة بغداد اصبح تقليدًا سنويًا دأبت على إقامته في منتصف شهر نيسان (إبريل) من كل عام، وتتم دعوة عدد كبير من دول العالم للمشاركة فيه، فضلاً عن الشركات والمكاتب الزراعية المتخصصة في المجال الزراعي، وفي فن تنسيق الزهور.