شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الاربعاء على "ضرورة محاسبة" من يخطىء من رجال الشرطة "فورًا"، وردع "بعض التصرفات غير المسؤولة لافراد الامن" بالقانون، وذلك غداة مقتل بائع مصري برصاص شرطي اثر مشاجرة في القاهرة.

القاهرة: قتل شرطي بائعًا، واصاب اثنين آخرين بالرصاص الثلاثاء في القاهرة، اثر مشاجرة بينه وبين الضحية حول سعر كوب شاي، بحسب ما قالت وزارة الداخلية وشهود عيان.

وهي ليست الحالة الاولى التي تشهد استخدام الرصاص في مشاجرات بين شرطيين ومواطنين في الاونة الاخيرة.

ففي شباط/فبراير الفائت، قتل شرطي سائقًا بالرصاص في القاهرة بعد خلاف على الاجرة، ما ولد غضبًا كبيرًا في منطقة سكنه التي شهدت تنظيم تظاهرات ضد الشرطة.

وحكم بالسجن المؤبد على هذا الشرطي مطلع نيسان/ابريل. والحكم قابل للطعن.

والاربعاء، شدد السيسي في لقاء مع وزير الداخلية مجدي عبد الغفار وفي حضور جميع قادة الشرطة على "ضرورة مُحاسبة ومُساءلة كل من يخطئ سواء من رجال الشرطة أو المواطنين"، بحسب بيان للرئاسة.

وقال السيسي: "رغم عدم انسحاب بعض التصرفات غير المسؤولة لأفراد الأمن على هذا الجهاز الوطني الذي قدم العديد من التضحيات والشهداء من أجل حماية الوطن والدفاع عن المواطنين، إلا أنه يتعين ردع تلك التصرفات بالقانون ومُحاسبة مرتكبيها بشكل فوري".

وقالت الرئاسة في البيان إن "الاجتماع تناول مشروع التعديلات التشريعية المُقترحة على القانون الخاص بهيئة الشرطة، والتي تؤكد على أهمية مراعاة معايير حقوق الإنسان والالتزام بالنزاهة والشفافية عند استخدام السلطة والقوة في إنفاذ القانون".

وطلب السيسي من قادة الشرطة "أهمية زيادة توعية رجال الشرطة بضرورة الحفاظ على أمن وسلامة وحقوق المواطنين وحُسن معاملتهم وتقديم أفضل الخدمات لهم".

واكد أن "مصر وشعبها يُقدرون تضحيات وجهود رجال الشرطة الشرفاء الذين يسهرون على تحقيق الأمن والاستقرار لمصر وشعبها ويرفضون أي تجاوزات فردية بحق المواطنين".

وخلال الاسابيع الماضية، صدرت احكام بالسجن راوحت بين خمس سنوات والسجن المؤبد بحق ستة ضباط في الشرطة بتهم تعذيب مواطنين موقوفين حتى الموت.

والاحد، طغى ملف حقوق الانسان على مؤتمر صحافي بين السيسي والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال زيارته للقاهرة على خلفية اتهام نظام الرئيس المصري بقمع المعارضة.

وقال السيسي في المؤتمر ان "المنطقة التي نعيش فيها منطقة مضطربة جداً"، مضيفًا انه "لا يمكن للمعايير الاوروبية (وهي) في اعلى مستويات التقدم والحضارة في كافة المناحي" أن تنطبق على "دول المنطقة ومن ضمنها مصر".

ويستمر الجدل حول قضية مقتل الطالب الايطالي جوليو ريجيني الذي اختفى في 25 كانون الثاني/يناير الماضي في القاهرة، ثم عثر على جثته بعد تسعة ايام، عليها آثار تعذيب وحشي، على طريق صحراوي في احدى ضواحي العاصمة.

ويشتبه المسؤولون الايطاليون في أن يكون عناصر في اجهزة الامن المصرية قد خطفوا ريجيني طالب الدكتوراه في جامعة كامبريدج البريطانية، وعذبوه حتى الموت، الامر الذي تنفيه الحكومة المصرية بشدة.