اتهمت المفوضية الأوروبية شركة غوغل بانتهاك قانون المنافسة للاتحاد الأوروبي، وذلك على خلفية مزاعم بسوء استخدام المركز المهيمن لنظام تشغيل أندرويد الخاص بها.

وبعثت المفوضية الأوروبية بيانا إلى شركة التكنولوجيا العملاقة توضح فيه اعتراضاتها.

وقالت المفوضية إن غوغل تطالب الشركات المستخدمة لأندرويد بطلبات مرهقة، وأنها تخنق المنافسة.

واعتبرت المفوضية أن نظام أندرويد للتشغيل "جيد من أجل المنافسة وجيد للمستهلكين".

وقال كينت ووكر نائب رئيس غوغل والمستشار العام للشركة: "ساعدنا نظام تشغيل أندرويد على تعزيز النظام البيئي بشكل ملحوظ ومهم ودائم، اعتمادا على برنامج مفتوح المصدر وإبداع مفتوح. نتطلع للتعاون مع المفوضية الأوروبية".

منافسة

وقالت مارغريت فيستاغر، المفوضة الأوروبية لشؤون المنافسة، خلال مؤتمر صحفي في بروكسل إنها توصلت إلى تكوين رؤية أولية تفيد بأن غوغل انتهكت قانون الاتحاد الأوروبي.

ومُنحت غوغل مهلة 12 أسبوعا للرد. وفي حالة الإدانة، تواجه الشركة عقوبة دفع غرامة، وقد يُطلب منها تغيير ممارساتها.

وقالت فيستاغر إن غوغل أضرت بالمنافسين وبالمستهلكين من خلال مطالبة شركات تصنيع الهواتف المحمولة وشركات الاتصالات باستخدام بعض منتجاتها، وفي بعض الحالات جعلها خيارات أساسية أو حصرية في أجهزة الهواتف.

وأضافت فيستاغر أنه في بعض الحالات كان ذلك شرطا لموافقة غوغل على منح ترخيص لاستخدام بعض تطبيقاتها.

وزعمت المفوضة أن غوغل حظرت على شركات التصنيع بيع أجهزة تستخدم أنظمة تشغيل مغايرة لأندرويد.

وقالت أيضا إن غوغل أعطت حوافز مالية لشركات التصنيع ومشغلي شبكات الهواتف المحمولة بشرط أن يثبتوا تطبيق غوغل للبحث على أجهزتها دون غيره من محركات البحث.

هيمنة

وقالت للصحفيين: "وجود قطاع تنافسي لهواتف الانترنت المحمولة هو أمر تزيد أهميته بالنسبة للمستهلكين والشركات في أوروبا".

وأضافت: "استنادا إلى تحقيقاتنا، نعتقد أن سلوك غوغل يحرم المستهلكين من توسيع دائرة الاختيار بين تطبيقات الهواتف والخدمات، كما يقف عقبة في طريق إبداع لاعبين آخرين، وهو ما ينتهك قانون التنافس في الاتحاد الأوروبي".

وتابعت: "هذه القواعد تطبق على جميع الشركات العاملة في أوروبا".

وتقول المفوضية الأوروبية إن غوغل تملك نحو 90 في المئة من حصة السوق من خدمات البحث على الانترنت وترخيصات أنظمة تشغيل الهواتف الذكية ومتاجر التطبيقات الخاصة بنظام تشغيل أندرويد، وهو ما يجعلها قوة مهيمنة.

وقالت فيستاغر إن القضية تحتل أهمية خاصة لأن استخدام الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر اللوحية يسهم بمعظم حركة الانترنت على مستوى العالم، ومن المتوقع أن يزداد الإسهام في المستقبل.

وأضافت أن 80 في المئة تقريبا من الهواتف الذكية تستخدم نظام تشغيل أندرويد.

ورحبت مجموعة "فير سيرش" الضاغطة، الجهة الرئيسية في تقديم الشكوى، بالقرار.

وقالت في بيان: "تلزم غوغل شركات التصنيع باستخدام تطبيقاتها الرئيسية على أندرويد، مثل غوغل بلاي أو يوتيوب كشرط لتنصيب تطبيقات أخرى".

وأضاف البيان: "من المفترض أن كل شركة تصنيع هواتف تستخدم أندرويد التابع لشركة غوغل في الاتحاد الأوروبي رضخت لطلبات غوغل، وهو قمع للمنافسة من شركات تطبيقات أخرى فضلا عن كونه يمنع حرية الاختيار أمام المستهلكين".