في بادرة علنية، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة البريطانية، يوم الجمعة، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي عظّمت نفوذها في العالم، ودعاها إلى البقاء في الاتحاد.&

لندن: قال الرئيس الأميركي في تصريحات حملت "لمسة عاطفية"، إن بريطانيا تكون في وضع أفضل وهي تقود أوروبا قوية، مضيفا أن نتيجة الاستفتاء مهمة للغاية للولايات المتحدة التي قال إنها تستفيد من الرخاء الذي تحققه بريطانيا بعضويتها في الاتحاد الأوروبي.

وقبل استفتاء مقرر في حزيران (يونيو) المقبل حول البقاء في الاتحاد، قال أوباما إن بريطانيا ستكون في مؤخرة القائمة عند إتمام الصفقات التجارية مع الولايات المتحدة لو اختارت مغادرة الاتحاد الأوروبي.

وقال أوباما إن الاتحاد الأوروبي جلب سلاما وازدهارا على مدى عقود من الزمن. وأضاف إن الاتحاد الأوروبي ساعد بريطانيا في نشر قيمها في القارة الأوروبية، مشيرا إلى أن عضويتها في الاتحاد ساعدت في تمتين العلاقات الأميركية البريطانية.

نقف مع الحلفاء

ومن جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني إن بلاده ستقف مع حلفائها في أوروبا والعالم وإن القوة المجمعة لهذا التحالف لا يجسدها أفضل من الاتحاد الأوروبي.

وقال كاميرون في المؤتمر الصحافي المشترك إن عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي تمنحنا أداة قوية لتحقيق الرخاء والأمن الذي يحتاجه شعبنا ولمساندة القيم التي تشترك فيها دولنا".

وأضاف "أعتقد أن هذا هو الوقت المناسب لنظهر تمسكنا بتلك القيم ونقف مع أصدقائنا وحلفائنا في أوروبا والعالم".

وكتب أوباما في مقال نشرته صحيفة (ديلي تلغراف) اللندنية، الجمعة، قائلاً "إن الاتحاد الأوروبي لا ينقص من النفوذ البريطاني، بل يعززه. وأوروبا قوية لا تشكل تهديدا لدور بريطانيا في العالم، بل تزيد من دور بريطانيا في العالم".

وأكد أوباما في مقاله أن وجود المملكة المتحدة في الاتحاد الاوروبي يسهم في قرب الاتحاد الأوروبي من الولايات المتحدة، وأن نتيجة استفتاء 23 حزيران (يونيو) في بريطانيا ستؤثر أيضا على الأميركيين.

وأضاف الرئيس الأميركي مخاطبا المواطنين البريطانيين أن "الولايات المتحدة تدرك أن صوتكم القوي في أوروبا يضمن أن يكون لأوروبا موقف قوي في العالم، وبقاء الاتحاد الأوروبي منفتحا ومتطلعا للخارج وعلى صلة وثيقة بحلفائه على الضفة الأخرى من الأطلسي".

نفوذ هائل

وتابع "وبالتالي فإن الولايات المتحدة والعالم بحاجة لأن يستمر نفوذكم الهائل، بما في ذلك في صلب أوروبا". وأضاف: "أقول بكامل الصدق المخول لصديق أن نتيجة قراركم بالغة الأهمية للولايات المتحدة".

وأكد أن "عشرات آلاف الأميركيين الذين يرقدون في مقابر أوروبية يبرهنون على مدى تداخل ازدهارنا وأمننا"، وذلك في إشارة إلى مشاركة القوات الأميركية في معارك الحرب العالمية الثانية لتحرير أوروبا من الاحتلال النازي.

وكان أوباما أعلن مرارا أنه يؤيد بريطانيا قوية في اتحاد أوروبي قوي.

ويشار إلى أن أنصار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كانوا انتقدوا الرئيس أوباما ودعوه إلى الابتعاد خارج النقاش البريطاني الداخلي حول الاستفتاء، معتبرين تصريحاته هذه تدخلا في الشؤون البريطانية.
&