في خطوة تهدف إلى تحسين العلاقات مع مصر، عمدت حركة حماس إلى إقامة عشرات المواقع والنقاط العسكرية في المنطقة الحدودية في جنوب قطاع غزة لتعزيز أمن الحدود.

رفح: على طول الحدود الممتدة على ثلاثة عشر كيلومترًا من شاطئ البحر غرب رفح إى معبر كرم أبو سالم (كيرم شالوم) شرقًا، انتشرت مئات العناصر من قوات الأمن الوطني، بقيادة حماس، في نقاط عدة، بينها للمرة الأولى، ثلاثة مواقع عسكرية تبعد مئات الأمتار عن برج مراقبة عسكري إسرائيلي في المنطقة الشرقية الجنوبية للمعبر، بحسب ما شاهد صحافيون قاموا بجولة في المنطقة نظمتها وزارة الداخلية التابعة لحماس.

وقال قائد الامن الوطني اللواء حسين ابو عاذرة لوكالة فرانس برس "قمنا بانشاء ستين موقعًا ونقطة عسكرية على طول حدودنا مع اشقائنا بمصر لضبط الحدود وضمان عدم حدوث اي اختراق".

اضاف "بناء على رغبة اخواننا المصريين، زدنا عدد القوات الى ثمانمئة بدلًا من نحو مئتين، وانشأنا 35 موقعا جديدا ملاصقة للسياج الحدودي، وانشأنا عددا من النقاط والمواقع خلف تلال رملية على خط مواز يبعد عشرات الامتار لتسهيل السيطرة، وقمنا باقامة ثلاثة مواقع عسكرية للمرة الاولى شرق معبر كرم ابو سالم".

وتتهم السلطات المصرية حركة حماس بدعم "المنظمات الإرهابية" التي تنفذ عمليات تفجير واعتداءات في شبه جزيرة سيناء. وتسيطر حركة حماس على قطاع غزة منذ العام 2007. وتفرض عليه اسرائيل حصارا محكما، بينما تقفل مصر معبر رفح، المتنفس الوحيد للقطاع مع الخارج.

ويعد القطاع معزولا عن العالم الخارجي، وقد شهد ثلاث حروب مع اسرائيل في ست سنوات، وهو يعاني من ازمة انسانية وركود اقتصادي. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية اياد البزم ان تعزيز المواقع والقوات جاء "ليؤكد اننا معنيون بامن الحدود واستقرارها، واننا لن نسمح باي خروقات امنية او استخدام المنطقة الحدودية للمساس بامن مصر".

وامل البزم بـ"اعادة فتح معبر رفح للتخفيف من معاناة المواطنين في القطاع المحاصر". ويعيش في القطاع نحو 1,9 مليون شخص. واعتبرت حركة حماس ان 2015 كان "العام الأسوأ" على صعيد فتح معبر رفح، إذ تم فتحه 21 يوما فقط "للحالات الإنسانية".

وكانت عشرات الشاحنات الفلسطينية تنتظر في طابور طويل على جانبي الطريق عند معبر كرم ابو سالم في انتظار دخول القطاع محملة ببضائع ومنتوجات اسرائيلية. وقال الجيش الاسرائيلي انه "يراقب عن قرب التطورات في قطاع غزة والنشاطات الاخيرة لحركة حماس".

وقال قائد قوى الامن الداخلي التابعة لحماس اللواء توفيق ابو نعيم في كلمة امام ممثلي الفصائل ومئات عناصر الامن متوجها ايضا الى المصريين، "رسالتنا بانطلاقة جديدة للشعبين الفلسطيني والمصري، امننا امنكم". وشدد على ضرورة "عودة العلاقة التاريخية وضرورة وجود خط ساخن بيننا وبين اشقائنا في مصر لمعالجة اي مشاكل رغم ما لدينا من عجز ونقص في الامكانيات"، مطالبا بان ينظر "العالم في حصار قطاع غزة".

وعبر ابو عاذرة من جهته عن أمله بان "يكون تنسيق ميداني لمعالجة اي اشكاليات او خروقات". وحرصت حماس على ابراز الاجماع حول النية في تعزيز امن الحدود. واكد القيادي في حركة الجهاد الاسلامي خالد البطش ممثلا عن الفصائل الفلسطينية في غزة "رفض الفصائل لاي تدخل في شؤون مصر"، مضيفا "سنعمل على حماية الحدود من اي عبث".

وكان جنود مصريون يراقبون من ابراج مراقبة عسكرية عملية اعادة انتشار القوات الفلسطينية، وكان احدهم يصور بهاتفه النقال. ووضع عناصر الامن مستوعبات بمثابة بيوت جاهزة بعضها طلي باللون الابيض واخرى بالوان مزركشة، لتستخدمها القوى الامنية لاقامتها.

على بعد امتار من البوابة المصرية في معبر رفح الحدودي المغلق، اقيمت نقطتان عسكريتان في الجانب الفلسطيني. على مقربة منهما، كانت شاحنات تحمل الحصى لنقله لمشاريع البنية التحتية في القطاع التي تمولها دولة قطر.

وتأتي هذه الخطوات بعد محادثات اجراها في الشهر الماضي وفد قيادي من حماس برئاسة موسى ابو مرزوق مع المسؤوليين الامنيين في مصر بهدف تطبيع العلاقات التي تشهد توترا تصاعد خصوصا مع اطاحة الجيش المصري بالرئيس الاسلامي محمد مرسي الذي كان قريبا من حركة حماس.

ودمر الجيش المصري في السنوات الاخيرة مئات الانفاق تحت الارض على الحدود مع القطاع كانت تستخدم لتهريب البضائع واحيانا لتهريب سلاح ومسلحين، بحسب السلطات المصرية.