تشهد بعض المواقع التي كانت تخضع للوصاية البريطانية إهمالًا ملحوظًا وصادمًا من قبلها، وهي تشمل جملة واسعة من الأبنية والكنائس والمقابر، بالإضافة إلى القصور والمزراع.

لندن: يقوم خبير التراث البريطاني البارز، فيليب دافيز، بمحاولات مستمرة من أجل الحفاظ على إرث بريطانيا الواقع خارج حدودها، والذي يتعرض لتهالك مستمر.

وتشمل قائمة الأماكن التي يسعى دافيز لحمايتها والحفاظ عليها روائع استعمارية سابقة ومحطات خاصة بصيد الحيتان في جنوب المحيط الأطلسي، وكلها عبارة عن بؤر نائية سريعة التهالك للإرث الذي كونته بريطانيا على مدار قرون طويلة خارج حدودها.

وتشمل تلك الموروثات المتهالكة مجموعة قصور وحدائق كانت مبعث فخر للهند وبورما وكذلك كنائس ومقابر ومزارع بدأت تتلاشى نتيجة الإهمال الحاصل في الجزر الاستوائية الموجودة في اندامان والبحر الكاريبي. ويقوم دافيز الآن بدراسة عدة جوانب اقتصادية بغية تقديم دعم حكومي يعنى بالمساعدة في إنقاذ الكنوز الصناعية والاستعمارية لتعزيز صورة بريطانيا بالخارج، ولدعم جهود التجديد المحلية.

ثمار اقتصادية

ونقلت صحيفة التلغراف البريطانية عن دافيز، المدير السابق لمؤسسة التراث الإنكليزي، قوله: "في وقت تتركز فيه كثير من النقاشات العامة على دور بريطانيا في أوروبا، أعتقد أننا ننسى كثيرًا أننا قمنا ببناء جزء كبير بالفعل من العالم الحديث".

وتابع دافيز حديثه بالقول: "يمكنني القول إن أعمال التجديد المرتبطة بالحفاظ على التراث تأتي بثمار اقتصادية حقيقية. وتعتبر المباني التاريخية والأحياء بمثابة الأصول الثقافية والاقتصادية الضخمة". وتقدم دافيز باقتراحه هذا في الوقت الذي تقوم فيه الحكومة بمراجعة لقطاعي الفنون والتراث والتحقق من الطريقة التي قد تعزز بها المؤسسات الثقافية صورة بريطانيا في الخارج. وسبق لدافيز أن جاب العالم لمعرفة وتوثيق الإرث التابع لبريطانيا في الخارج من أجل توضيح الرؤية في كتب ووثائق التاريخ الخاصة بفن العمارة، وكذلك الآثار الخاصة بالإمبراطورية والكومنولث.

ولفتت التلغراف إلى أن عددًا كبيرًا من المواقع التي حددها دافيز في قائمة الأماكن الواجب الحفاظ عليها توجد في وحول مدينة كلكتا الهندية، التي توصف بأنها العاصمة السابقة للحكم البريطاني. وفي شمال تلك المدينة، يوجد المبني الملقب بدار الحكومة في منطقة بيركبوراي، وهو المبني الذي كان يستخدم كمقر صيفي لحكام العموم، ولطالما كان يُنظَر لحديقته الواقعة على ضفة النهر على أنها لؤلؤة الإمبراطورية. غير أن المبنى&بات مهجورًا ومهملًا اليوم منذ آخر استخدام له كمستشفى لقوات الشرطة، فيما تحولت الحديقة إلى مكان أشبه بالغابة التي لا يمكن اختراقها. فيما أكد دافيز أن "جزءًا كبيرًا من البنية التاريخية في كلكتا يمر بحالة صادِمة، وهو ما يتطلب سرعة التدخل والبدء بشكل عاجل وفوري في تنفيذ استراتيجة حماية".

خالية ومهجورة

ومضت الصحيفة تشير إلى بعض المواقع الأثرية التي تتعرض لنفس الشيء في بورما، ومن بينها الجزء الأنيق المبني من الطوب الأحمر في مبنى رانغون للأمانة العامة، المقر الإداري للحكم البريطاني والموقع الذي تم فيه اغتيال والد أونغ سان سو كيي عام 1947، حيث أضحت كل هذه المواقع خالية ومهجورة بشكل كبير اليوم.

وحظيت مقترحات دافيز بدعم شخصيات مرموقة، منها أميت تشودري، المؤلف الأنجلو هندي والأكاديمي الذي يعمل بحماسة في جهود إنقاذ التراث الموجود في كلكتا، وكذلك لويد غروسمان، مقدم البرامج التلفزيونية الأميركي البريطاني المعروف، الذي بعث بخطاب لوزارة الثقافة البريطانية يعلن من خلاله دعمه للمشروع.&
&