أحمد قنديل من دبي: أمر المستشار عصام عيسى الحميدان النائب العام لإمارة دبي بحبس المتهم (نضال عيسى عبدالله أبوعلي) الأردني، البالغ من العمر 48 عاما، والمقبوض عليه في جريمة قتل الطفل عبيدة إبراهيم (9 سنوات) الذي اختطفه من أمام مرآب السيارات الخاص بوالد الطفل القتيل في إمارة الشارقة يوم الجمعة الماضي محاولا اللواط به، ومن ثم قام بخنقه وقتله بعد مقاومة الطفل له، في جريمة بشعة هزت أركان المجتمع الإماراتي وأثارت استياء وسخط الجميع على ذلك القاتل الذي تجرد من كل مشاعر الإنسانية وقتل براءة الطفل بدون ذنب جناه.

وأوضحت النيابة أن المتهم اعترف أمامها بجريمة قتله للطفل. فيما طالب والد القاتل بإعدام نجله ليكون عبرة للجميع.

وكانت النيابة العامة قد باشرت التحقيق في القضية فور اخطارها بالعثور على الجثة حيث أمر النائب العام بتشكيل فريق تحقيق برئاسة المستشار يوسف فولاذ المحامي العام رئيس نيابة ديرة.

وانتقل الفريق للمكان وعاين الجثة وكلف الطبيب الشرعي بالتشريح وإعداد تقرير مفصل لبيان سبب الوفاة وساعتها وتكليف خبراء الأدلة الجنائية باتخاذ اللازم وسرعة عرض التقارير على النيابة العامة.

المتهم يعترف بجريمته

وقال المستشار يوسف فولاذ إن فريق العمل باشر التحقيق مع المتهم فور القبض عليه واتخاذ اجراءات الاستدلال من قبل القيادة العامة لشرطة دبي، حيث اعترف المتهم بارتكاب الجريمة وأمرت بحبسه احتياطيا على ذمة التحقيق وجاري استكمال سماع شهادة القائمين بالضبط وانتظار التقارير الفنية، مشيرا إلى أنه سيتم نشر نتائج التحقيقات والتهم والنصوص القانونية المنطبقة على الواقعة فور الانتهاء من التحقيقات.

والد القتيل: أطلب القصاص

من جانبه أكد والد الطفل القتيل عبيدة أنه لن يأخذ عزاء ابنه أو يقيم مراسم عزاء إلا بعد القصاص من القاتل وإعدامه، مؤكدا أنه لن يتنازل عن حقه وحق ابنه وأسرته في طلب القصاص العادل من المحكمة. 

والد القاتل يطلب إعدام نجله

في سياق متصل، طالب والد المتهم السلطات القضائية في الإمارات بالإسراع في تنفيذ عقوبة الاعدام بحق نجله القاتل، مشيدا بسرعتها في الكشف عن الجريمة وضبط ابنه القاتل.

وقالت عائلة قاتل الطفل عبيدة في بيان صادر عنها إنها فجعت بخبر الحادثة الأليمة التي ارتكبها أحد أفرادها المقيم في الإمارات وأودت بحياة الطفل البريء.

وأكدت العائلة استنكارها لهذا الفعل الشنيع والذي لا يمثل العائلة أو أي فرد من أفرادها وتتبرأ منه أمام الله ثم أمام المجتمع بأسره. موضحة أن هذا الفعل لا يمت للإسلام أو الإنسانية أو الأخلاق العربية الأصيلة بصلة، وهو فعل مرفوض جملة وتفصيلا. وطالبت العائلة بتوقيع أقسى عقوبة عليه ليكون عبرة لغيرة.

عطوة أمنية حقنا للدماء

من جهتها قالت الأجهزة الأمنية الأردنية في مديرية شرطة محافظة الزرقاء إنها وقعت مساء الاثنين، على عطوة أمنية في ديوان أهالي عقربا على خلفية مقتل الطفل عبيدة. موضحة أن العطوة الأمنية هي هدنة يقوم بإعطائها المعتدى عليه أو ذويه إلى المعتدي أو ذويه لدفع الدية أو الابتعاد عن منطقة ارتكاب الجريمة، وهي عادة قبلية عشائرية أردنية تعمل على حقن الدماء بين عائلتي القاتل والمقتول بعد وقوع جريمة القتل، ويقوم فيها بعض الوسطاء بالتدخل لتهدئة الأوضاع بين الطرفين.

ملابسات الجريمة

وكان اللواء خميس مطر المزينة القائد العام لشرطة دبي قد كشف عن ملابسات جريمة قتل الطفل المفقود في إمارة الشارقة (عبيدة ) البالغ من العمر تسع سنوات الذي فقد مساء الجمعة 20 مايو من أمام كراج والده في منطقة الشارقة الصناعية.

وأوضح أن سرعة تحرك الفرق الميدانية فور ورود البلاغ في حوالي الساعة 8:00 من صباح الأحد عن العثور على جثة طفل مرمي أسفل إحدى الأشجار المحاذية لشارع المدينة الجامعية بمنطقة الورقاء اختصاص مركز شرطة الراشدية.

وأوضح أنه بانتقال الطبيب الشرعي ومعاينته للجثة أفاد بأنه مر على الوفاة فترة لا تقل عن 24 ساعة ، كما حدد سبب الوفاة عن طريق الخنق كما أكد وجود بعض السحجات الناتجة عن المقاومة على اعلى جسم المجني عليه وأياديه، كما توجد لآثار محاولة اللواط به.

وأضاف أنه خلال ساعتين من تلقي البلاغ تمكنت شرطة دبي من الاشتباه بأحد الأشخاص الذين تربطه علاقة صداقه بوالد الطفل، حامت حوله الشكوك لأنه آخر من تواجد برفقته، كما قام بتغيير مقر سكنه منذ واقعة التغيب وعليه تم جمع الاستدلالات عن المتهم تبين أنه من أصحاب السوابق وتمكنت فرق شرطة دبي من ضبطه وتقديمه للعدالة. 

الجاني استدرج الطفل القتيل عبر سكوتر

من جانبه أوضح اللواء خبير خليل ابراهيم المنصوري مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي أنه بسؤال المتهم أقر بارتكاب الجريمة حيث قام في حوالي الساعة 19:00 من مساء يوم الجمعة باستدراج الطفل من مقر عمل والده اختصاص إمارة الشارقة لشراء لعبة (سكوتر) وتوجه به الى منطقة الممزر بسيارة استعارها من حارس البناية التي يقطن بها وفي مواقف السيارات قام بشرب الخمر وطلب من الطفل خلع ملابسه للواط به و صاح الطفل بأنه سيبلغ والده بواقعة اللواط فقام بإسكاته، حيث حاول خنقه بكلتي يديه ومن ثم قام بخنقه بواسطة غترة حتى فارق الحياة واستمر في تناول الكحول حتى الساعة 5 فجرا يوم السبت الماضي.

وأضاف انه بعد ذلك توجه إلى مقر سكنه بالشارقة، تاركا الطفل في السيارة على المقعد الخلفي، وفي حوالي الساعة 7 صباحا من اليوم نفسه تحرك بالسيارة الى المدينة الجامعية في دبي وتخلص من الجثة برميها أسفل احدى الأشجار ، كما تخلص من باقي الأغراض برميها بأماكن مختلفة.