إيلاف من جدة: بدأت الفكرة بهاشتاغ يدعو الطلبة المبتعثين في مختلف دول العالم إلى المشاركة في ترجمة جهود السعودية في خدمة زائريها، خصوصًا في موسمي الحج والعمرة، ولعل حادثة التدافع التي وقعت في مشاعر منى، وما ظهر بعدها من مقالات صحافية تحمّل المسؤولين في السعودية المسؤولية، حمّس الشباب للرد على كل الحملات الإعلامية المسيئة، وتوضيح الوقائع الحقيقية، بل والكشف عن الخدمات كافة التي تقدمها الدولة إلى كل المعتمرين على مدار العام، وحجاج بيت الله الحرام.&

وفي حديث باحت به ميسر جبر، الصحافية المبتعثة لدراسة الماجستير في تخصص الصحافة الالكترونية في ولاية نيويورك الأميركية، والعضو في قسم الإعلام في الملحقية السعودية الثقافية في أميركا، وصاحبة فكرة المبادرة لـ "إيلاف"، قالت: إن "فريق التأسيس هم خمسة أشخاص، نختلف في مشاربنا الفكرية، وفئاتنا العمرية، وتخصصاتنا الدراسية، ومن مناطق متنوعة، جمعنا ووحدنا حب الوطن والإيمان بأهمية أن لنا دورًا، وعلينا واجب وطني يجب أن نتحرك لأجله. والأعضاء هم عبدالعزيز منصوري، وحاتم البلوي، وهالة الجشي، ومسلّم الرمالي.&

هاشتاغ تويتر
وبحسب ما بيّنته ميسر جبر، فالفكرة بدأت عبر هاشتاغ يدعو الطلبة المبتعثين إلى ترجمة جهود السعودية في شهر الحج من العام الماضي إبان وقوع حادث تدافع منى، وذلك للدفاع عن الوطن، بعد الحملات الإعلامية، التي اتهمت المملكة في التقصير مع حجاج بيت الله الحرام.&

وأشارت إلى أن المبادرة تنقسم إلى ثلاث مراحل توسعية لتغطية جميع اللغات العالمية المؤثرة والفاعلة، تقوم على أسس استراتيجية عملية لتحقيق هذه المراحل، وهي كالآتي: المرحلة الأولى، التأسيس وإنشاء بنك للمعلومات الموثوقة من الجهات المعنية بالأرقام والتواريخ والمعطيات المختلفة، وبالتالي توظيف هذه المعلومات في قوالب الصور، والإنفوغرافيك، والفيديو، لتسهيل وصول المعلومة وترسيخها في ذهن المتلقي، الذي كيّفته شبكات التواصل الاجتماعي على "المعلومة الكبسولة"، ويتم التوسع في المعلومات من خلال الموقع الإلكتروني.

أهمية الفارسية
وقالت لـ "إيلاف": "يتم النشر في المرحلة الأولى باللغة العربية، والانجليزية، والفارسية، وذلك لأهمية هذه اللغات الثلاث في الفترة الحالية، حيث لا يخفى على أحد النشاط الإيراني التخريبي في العالم العربي، والمحاولات الحثيثة لتشويه صورة السعودية، وتزييف الحقائق، لذا ستكون اللغة الفارسية حاضرة وبقوة، من خلال نشر جهود السعودية، إضافة إلى وضع مقارنات بين ما تصدره إيران من قنابل وانتحاريين في سوريا والعراق ولبنان، وما تقوم به السعودية من دعم إنساني وإغاثي ومالي وسياسي، بأسلوب قريب إلى ذهنية وعقلية المواطن الإيراني غير المؤدلج".&

أضافت "بينما المرحلة الثانية ستشمل دخول لغات جديدة في النشر، وهي اللغات الصينية والفرنسية والإسبانية واليابانية، وستشمل المرحلة الثالثة اللغات الأخرى النشطة والفاعلة عالميًا عبر مواقع التواصل الإجتماعي التابعة لكل إقليم دولي".

أهداف أساسية
هذا وقد حددت مبادرة جهود السعودية عبر فريقها التأسيسي عددًا من الأهداف، التي بينتها ميسر جبر، وهي: "رفع مستوى الوعي المحلي والإقليمي والدولي بالجهود والمواقف الشعبية والرسمية السعودية، وتسليط الضوء على مواقف السعودية الداعمة والحاضنة للسلام والأمن العالمي، ومحاربة الإرهاب وعناصره، وإبراز الدور الإنساني والإغاثي، الذي تقدمه السعودية إلى الشعوب والدول المنكوبة بالحروب، والكوارث الطبيعية، والاضطرابات السياسية والاقتصادية، والتصدي للحملات الإعلامية الإقليمية والعالمية، التي تشوّه مواقف وجهود السعودية، وإنتاج مواد إعلامية متنوعة بلغات مختلفة ترتكز&على الحقائق والأرقام للدور الريادي والقيادي الإنساني السعودي".

أمام هذه الأهداف، أتاحت ميسر جبر لشباب وشابات السعودية من الداخل والخارج الانضمام إلى أعضاء المبادرة، خصوصًا من هم في دول الابتعاث، ومن يمتلكون مهارات في اللغات المختلفة والتصاميم والباحثين، وذلك لتحقيق وتنفيذ استراتيجية المبادرة وأهدافها.

طموحات أبعد
عن أهمية التعريف عن "جهود السعودية" بالشكل الفعال، أوضحت ميسر أن مواقع التواصل الاجتماعي، التي باتت أسرع طريقة لتوصيل المعلومات إلى كل العالم، هي المرتكز الرئيس لعمل المبادرة، إضافة إلى موقع خاص يحمل اسم المبادرة على الانترنت للإطلاع على البيانات كافة، والمعلومات المحفزة، وتحمل وقائع وحقائق موثقة.

لم تقف إلى هذا الحد، بل تعمد حاليًا إلى التحول إلى العمل المؤسسي، عبر بناء الشراكات والاتفاقيات مع الجهات والمؤسسات المعنية والمشاركة في المؤتمرات، والمنتديات لفتح أفق التعاون مع بعض الجهات، والعمل على تحقيق الهدف الذي تم تأسيس المبادرة من أجله، ورفع &مستوى الوعي حول الدور السعودي عالميًا لما يخدم البشرية، بغضّ النظر عن الهوية والعرق والدين. في محاولة لسلوك منهج جديد بتقديم المعلومة الموثوقة بعيدًا عن التصادم والدخول في دوائر الجدل الساعية إلى تشكيل فكر ورأي المتلقي، بل تحكيم العقل وترك الآخر في كل بقاع الأرض ليقوم بدور الحكم والتحليل والمقارنة.

&