في حوار خاص مع صحيفة دير شبيغل الألمانية، تحدث سيباستيان كورتز، أصغر وزير خارجية في العالم، عن صعود اليمين المتطرف في أوروبا والنمسا، أزمة المهاجرين ومخاطر الإعتماد على تركيا.

برلين: أظهرت النتائج الأولية لانتخابات&الرئاسة النمساوية تقدم المرشح اليميني المتطرف نوربرت هوفر بشكل مفاجئ،&بحصوله على ٥٠٪ من أصوات الناخبين، ويعود هذا الأمر بحسب ما أفاد كورتز، وهو عضو في حزب (أو. في. بي) المحافظ، والذي يبلغ من العمر ٢٩ عامًا، الى الإستياء الحاصل من الحكومة والنظام السياسي بسبب اهمال الإصلاحات الأساسية، والتي من المفترض أن تتم، إضافة الى أزمة اللاجئين حيث بلغ عدد طالبي اللجوء ٩٠٠٠٠.

وعن التصويت، الذي جرى في ٢٢ مايو، قال كورتز إن الإنتخابات كانت حرة وديمقراطية، وعلى الجميع أن يتقبل النتيجة كما هي. وعن عدم اصدار حزبه أي تأييد، أكد كورتس ان كل من الحزب الاشتراكي الديمقراطي قائد التحالف الحاكم في النمسا، وشريكه الائتلافي حزب الشعب المحافظ& قررا عدم إتخاذ أي موقف في جولة الإعادة، ويعتقد الكثيرون أن أي توصية من الحكومة قد تكون مضرة بحق الناخبين.

وعن النصيحة التي قدمها زيجمار جابرييل، نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، للناخبين، بضرورة انتخاب هوفر، قال كورتز ضاحكاً: "لقد رحب هوفر بنصيحة زيجمار لأنها تدعمه وتدفع بعض الناخبين نحوه".

وعن مرشح حزب الخضر ألكسندر فان دير بيلين، الذي حصل على ١٩،٧٪ من الأصوات، توقع وزير خارجية النمسا&أن يقوم بواجبه بطريقة ممتازة.

الوطنية والفاشية

يقول الكاتب النمساوي روبرت ميناسي إن الناس الذين يؤيدون رئيس حزب الأحرار النمساوي المعارض هاينز كريستيان شتراخه، هم "وطنيون ولا يعرفون أنهم فاشيون"، لكن كورتز لا يرى إهانة في أن نصف النمساويين من الفاشيين: "النمسا ليست البلد الوحيد الذي تحول الى اليمين، بل المزيد والمزيد من الوسطيين غير راضيين، ومن الواضح أن الأحزاب الموجودة لفترة طويلة بطبيعة الحال سوف يتم إنتخابهم".

ويعترف سيباستيان أن الوضع في الإتحاد الأوروبي بحاجة ماسة الى تطوير، ولا بد للدول الأعضاء ببذل مزيد من الجهد لإتخاذ قرارات حاسمة بشأن المسائل الصغيرة.&

وإذا ما كانت المسؤولية المباشرة على المستوى الوطني هي واحدة من المطالب الرئيسية للحزب، قال كورتز إن اوروبا لديها سياسة خارجية ودفاعية قوية، تصب في خدمة النمو الاقتصادي وتركز على قضايا معالجة ازمة اللاجئين، لكن ربما لا احد يفرض قواعد جديدة على المواد المسببة للحساسية في قوائم الطعام على حد قوله، وأضاف: "عندما يحدث ذلك يتم خلق شعور خاطئ بتحديد الأولويات".

أزمة اللجوء

وشدد وزير خارجية النمسا على وجوب أن تكون أوروبا قوية ومستعدة للدفاع عن حدودها الخارجية من تلقاء نفسها. وردًا على سؤال حول البديل عن الاتفاق مع تركيا، أكد كورتس على أن المسألة هي،&أولاً وقبل كل شيء، الحماية المشتركة للحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي. ثانيًا، هناك حاجة إلى المزيد من المساعدات الإنسانية بحيث تتحسن الظروف المعيشية هناك، وأضاف: "ينبغي لنا أن نقول بوضوح إننا نحن في أوروبا، لسنا تجارًا بالبشر، الذين يقررون أخذ من نريد من اللاجئين الدخول بطريقة غير شرعية إلى بلادنا، وفي الوقت نفسه، فإن دولاً مثل ألمانيا والنمسا يعلنون أنفسهم على استعداد لتقديم بعض من أفقر الفقراء إلى أوروبا من خلال برامج إعادة التوطين”.&

واكد كورتز أنه لا بد من أخذ مخاوف الناس القائمة على محمل الجد: ”كان لدينا في النمسا دائما الكثير من الهجرة. ولكن عندما يبدأ المرء، كما حدث في أوروبا العام الماضي، بفتح الحدود ونقل الناس شمالاً في أسرع وقت ممكن، ثم بالطبع ليس مجرد السوريين الذين يأتون، إنما الناس من جميع أنحاء العالم يلتقطون فرصة الوصول الى اوروبا".

ودعا الى أخذ مخاوف الناس القائمة حول اللاجئين على محمل الجد، لافتاً إلى أنه كان لديهم في النمسا دائما الكثير من الهجرة، وأشار إلى أنه ليس مجرد السوريين هم الذين يأتون، إنما يأتي النازحون من جميع أنحاء العالم، حيث أنها شكلت فرصة من أجل الوصول بسرعة إلى أوروبا. أكد كورتيس على أنه لا يجب إطلاق الإنجازات التي نحققها ضد بعضنا البعض، معتبراً أنه كانت لإغلاق طريق البلقان الغربي& مساهمة كبيرة، وقال: "حتى وزير الخارجية اليوناني اعترف مؤخرًا بذلك، حيث أصبح أقل جاذبية للناس لتشق طريقها إلى أوروبا"، مضيفاً: "يمكن أن تعمل جنبًا إلى جنب مع تركيا لتكوين اللبنة الأخرى".

تعاون تركيا&

وردًا على سؤال حول رفض تركيا لإصلاح قانون مكافحة الارهاب، وعن اعتقاده حول إحتمالية استمرارها في تحرير لوائح التأشيرة هذا العام، أبدى وزير خارجية النمسا قلقه تجاه التطورات المتعلقة بموضوع حقوق الإنسان، وقال: "يجب أن يكون في مصلحتنا أن تكون حقوق الإنسان محترمة في تركيا"، وأضاف: "أي شيء آخر يعني زعزعة الحق على حدودنا".

وأشاد كورتز بالتعاون الذي تبديه تركيا في ما يتعلق بالحد من تدفق اللاجئين لأوروبا في الأونة الأخيرة، حيث أصبح عدد اللاجئين لا يتعدى الـ 100 شخص في اليوم الواحد لأوروبا، في حين كان العدد يصل إلى الآلاف يومياً في بعض الأحيان.

وأكد كورتز على أنه لا يمكن للقيم الأساسية في أوروبا أن تكون قابلة للتفاوض، ولا يمكن أن تكون هناك أية استثناءات بالنسبة لتركيا أيضًا.

وحول تهديد أردوغان بإنهاء الاتفاق مع أوروبا، اعتبر كورتز أنه لا يمكن أن تكون أوروبا عرضة للابتزاز أو ضعيفة، وأضاف قائلاً: أنا، على أي حال،&لست مع وجود اتفاق مع تركيا بأي ثمن.

أعدت "إيلاف" هذه المادة عن موقع "دير شبيغل" الألمانية، الرابط الأصل:

http://www.spiegel.de/international/europe/interview-with-austrian-foreign-minister-sebastian-kurz-a-1094931.html

&

&