عثرت مصر على الصندوق الأسود لقمرة القيادة بالطائرة التي سقطت في البحر المتوسط في 19 مايو الماضي.
إيلاف من القاهرة: عثرت أجهزة البحث عن حطام الطائرة المصرية، التي سقطت في البحر المتوسط الشهر الماضي، على الصندوق الأسود لـ"قمرة القيادة".
وقالت السلطات المصرية، إن السفينة "Lethbridge John"، المؤجرة من الحكومة المصرية للمشاركة في أعمال البحث عن حطام الطائرة A320، تمكنت من العثور على مسجل محادثات كابينة قيادة الطائرة (Cockpit voice recorder).
وتم انتشال الجهاز على عدة مراحل، لاسيما أنه وجد في حالة تحطم الا أن أجهزة السفينة تمكنت من انتشال الجزء الذي يحتوي على وحدة الذاكرة والتي تعتبر أهم جزء في جهاز المسجل.
وتم إخطار النيابة العامة والتي أصدرت قرارها بتسليمه الى لجنة التحقيق الفني في الحادث لاتخاذ اجراءات فحص وتفريغ المحادثات.
وجارٍ حالياً ترتيبات عملية نقله من السفينة إلى الاسكندرية وسيكون فى استقباله مسؤولو النيابة العامة وأعضاء لجنة التحقيق.
وكانت لجنة التحقيق في حادث تحطم طائرة مصر للطيران بالبحر المتوسط، يوم 19 مايو الماضي، أن إحدى سفن البحث حددت مواقع حطام الطائرة المنكوبة في أعماق المتوسط.
وقالت اللجنة إن "سفينة مؤجرة من قبل الحكومة المصرية للمشاركة في أعمال البحث عن جسم الطائرة المنكوبة والصندوقين الأسودين حددت عددا من المواقع الرئيسة يوجد بها حطام الطائرة في أعماق البحر المتوسط".
وأضافت اللجنة في تقرير لها، هو الثامن منذ تشكيلها، أنها حصلت على صور التقطتها السفينة "جون ليزبردج" هي الأولي للحطام من أحد تلك المواقع، مشيرة إلى أن فريقًا من المحققين موجود على متن السفينة "سيقوم بوضع خريطة لأجزاء الحطام بعد أن تم تحديد موقعه في منطقة البحث".
سفن متخصصة
ووفقاً للمهندس المختصص في الطائرات، محمود كُريم، فإن الصندوق الأسود يستمر في إرسال إشاراته مدة تتراوح ما بين أربعة وستة أسابيع، مشيراً إلى أن الإشارات تحتاج إلى سفن متخصصة في رصدها، وليس كما يتصور البعض أن الإشارات يمكن أن يشاهدها أو يسمعها أي شخص.
وقال إن الطائرة سقطت في البحر المتوسط على أعماق تصل إلى أربعة آلاف متر، وهي أعماق سحيقة جداً، بينما تجري عمليات البحث عن الصندوق والحطام بغواصتين، الأولى مصرية، ويصل مداها إلى 3 آلاف متر، والأخرى فرنسية ويصل مداها إلى ألف متر.
ولفت إلى أن الأمر يحتاج إلى مساعدة كافة الدول المتقدمة، وليس مصر وفرنسا فقط، وتكثيف عمليات البحث خلال الأيام المقبلة، قبل أن يتوقف الصندوق الأسود عن إصدار إشاراته، مشيراً إلى أنه سوف يتحول إلى قطعة من حطام الطائرة بعد ذلك، سيكون العثور عليه عملية صعبة جدا.
ولفت إلى أنه في حالة العثور على الصندوق الأسود بعد التوقف عن إصدار الإشارات، سيتم تحليل البيانات الواردة فيه أيضاً، لمعرفة ماذا حدث في الطائرة قبل سقوطها في البحر.
وحسب تصريحات، الطيار السابق حسن عبد السلام، فإنه رغم &اطلاق اسم الصندوق الأسود، إلا أنه فعلياً يتكون من صندوقين، وليس صندوق واحد.
وأوضح لـ"إيلاف" أن الصندوق الأول يوجد في "قمرة القيادة"، وتكون مهمته تسجيل ما يحدث في الكابينة، من محادثات بين الطيار ومساعده أو أية أصوات أخرى تصدر منها. ويصل وزنه إلى 13 كيلو غراما.
دور فرنسي&
وأشار إلى أن الصندوق الآخر، يوجد في مؤخرة الطائرة، ويمكنه تسجيل كل ما يدور بداخلها، ويرصد كل ما يخص عمل الطائرة، لمدة 25 ساعة متواصلة، ويمكن أن يرصد سرعة الطائرة وسرعة دوران المحركات، وقوة الاهتزاز، والطوارئ التي تقع فيها.
ولفت إلى أن الصندوق يستمر في ارسال الإشارات لمدة شهر، وبعدها تفرغ البطارية الخاصة به، مشيراً إلى أنه يتحمل درجة حرارة تصل إلى ألف درجة لمدة ساعة، ويتحمل قوة ضغط أكبر من قوة الجاذبية الأرضية بـ3400 مرة، &ولا يتعرض للتلف إلا بعد مرور عامين عليه، من دون انتشاله، ما يعني إمكانية تفريغ البيانات بداخله حتى بعد توقفه عن بث الإشارات.
وكشف أن فرنسا لديها خبرة في انتشال الصندوق الأسود، موضحاً أن الغواصات الفرنسية المتخصصة تعمل إلى جانب الغواصات المصرية في عمليات البحث، وقال إن فرنسا سبق أن تعاملت مع حوادث مماثلة، ومنها &حادث سقوط الطائرة التابعة لها في البحر الأحمر عام 2004، بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ في مصر، وعثرت على الصندوق بعد أسبوعين. وتكرر الأمر نفسه في العام 2011 قبالة السواحل الفرنسية، وعثرت البحرية الفرنسية على الصندوق الأسود بعد أكثر من عام.
وسقطت طائرة مصر للطيران من طراز إيرباص في البحر المتوسط، يوم 19 مايو الماضي، بعد دخولها المياه الإقليمية بنحو عشر دقائق، وكانت قادمة من رحلة من باريس بفرنسا، وأقلعت من مطار شارل ديغول، ولم يعرف على وجه الدقة أسباب سقوط الطائرة، التي لم يتم العثور إلا على قطع صغيرة جداً من حطامها، وأشلاء صغيرة أيضاً للضحايا، الذين كانوا من جنسيات مختلفة، وغالبيتهم مصريون.
التعليقات