واشنطن: أقر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) جون برينان الخميس بأن تنظيم الدولة الاسلامية ما زال قادرا على "شن هجمات ارهابية" في العالم رغم النكسات في معقليه في سوريا والعراق.

وقال برينان أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي بعد أربعة أيام من اعتداء دام في فلوريدا ارتكبه مبايع للتنظيم الجهادي "للأسف ورغم كل التقدم الذي احرزناه ضد تنظيم الدولة الاسلامية في ميدان المعركة وفي المجال المالي، لم تؤد جهودنا الى الحد من قدراته على شن هجمات إرهابية في العالم".

وتتزامن تصريحات برينان مع قيام الرئيس الأميركي باراك أوباما بزيارة مدينة أورلاندو لتكريم ضحايا أسوأ اعتداء تشهده الأراضي الأميركية منذ الحادي عشر من أيلول/سبتمبر ويتبناه الجهاديون.

وقال برينان إنه "مع تزايد الضغوط" على التنظيم المتطرف ميدانيا في العراق وسوريا "نعتقد انه سيكثف" جهوده كي يبقى المنظمة الإرهابية الأقوى في العالم.

لكنه في المقابل أكد أن التحالف الدولي ضد الجهاديين في سوريا والعراق يقوض مشروع قيام "خلافة".

وتابع ان "عددا متزايدا من مقاتلي (تنظيم الدولة الاسلامية) لم يعد لديه اوهام، وان التنظيم يواجه صعوبات اكثر في استقدام مقاتلين الى صفوفه".

-11 أيلول/سبتمبر رقميا-

بحسب برينان، فإن عدد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية حاليا يرواح بين "18 و22 ألف مقاتل"، وهو عدد أقل بكثير من العام الماضي إذ وصلت التقديرات إلى "33 ألفا أو أكثر".

قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية ان الجهاديين خسروا أيضا موارد مالية رغم انهم ما زالوا قادرين من الحصول على "عشرات الملايين من الدولارات من العائدات" الشهرية من خلال مواردهم المالية وتهريب النفط.

لكن التنظيم "يبقى خصما قويا"، وفق برينان، الذي أشار إلى ان المجموعة التي يتزعمها ابو بكر البغدادي "تقوم بتدريب" منفذين محتملين لاعتداءات "ويحاول نشرهم لشن هجمات جديدة".

وقال مدير "سي آي ايه" إن التنظيم "على الأرجح" يحاول التسلل إلى الدول الغربية، مستغلا "تدفق اللاجئين"، و"القنوات غير الشرعية"، أو "طرق السفر القانونية".

ولوحظت عودة تركيز تنظيم الدولة الإسلامية على الأنشطة الإرهابية في سوريا والعراق أيضا، حيث نفذ شن هجمات دامية ضد المدنيين.

وقال برينان إنه "للتعويض عن فقدان الأراضي، فإن تنظيم الدولة الإسلامية يلجأ إلى تكتيكات حرب العصابات"، محاولا خصوصا "مهاجمة" القوات العراقية في المدن التي استعادت السيطرة عليها.

ودعا برينان الولايات المتحدة وشركاءها مجددا إلى إيجاد مزيد من الوسائل لمواجهة الجهاديين على الإنترنت، سواء عبر الدعاية على وسائل التواصل الاجتماعي أو استخدام الاتصالات المشفرة.

واشار الى ان تويتر، وتيليغرام وتامبلر، هي المنصات الثلاث التي يستخدمها تنظيم الدولة الإسلامية "لنشر دعايته الرسمية على الإنترنت".

وفي ما يتعلق بالتشفير، اوضح برينان انه يجب ايجاد "طريقة من شأنها أن تمكن الحكومة من تحمل مسؤولياتها" في حماية المواطنين، "من دون تعريض المساهمات الكبيرة" لهذه التقنيات في المجتمع.

وفي المقابل، أعرب مدير وكالة الاستخبارات المركزية عن قلقه ازاء ضعف شبكات المعلوماتية للبنى التحتية الاميركية الاساسية.

وقال "لا نريد حصول شيئ مماثل للحادي عشر من ايلول/سبتمبر من الناحية الرقمية".

واضاف أن "المجال الرقمي هو ميدان جديد، وانا لا اعتقد ان كوادرنا القانونية والشرعية وهيكلياتنا العملاتية قادرة حاليا على مواجهة هذا التحدي".