لندن: استقبل انصار "تحرير" بريطانيا من اتحاد أوروبي "يحتضر"، بفرح كبير صباح الجمعة نتائج الاستفتاء الذي وافق فيه 51,9 بالمئة من مواطنيهم على الخروج من التكتل، مؤكدين انه "يوم استقلالنا".
وقالت جورجينا ثوبرون، الناشطة في حزب الاستقلال (يوكيب) ومديرة شركة، "قمنا بحملة طويلة. قلة من الذين التقيتهم يؤيدون البقاء. لا يمكن تصور إلى أي درجة ضاق ذرع الناس بالاتحاد الأوروبي".
وكانت الامسية في هذا المبنى البسيط القريب من ويستمينستر، مقر البرلمان البريطاني، بدأت بهدوء، خصوصًا بعدما ابدى زعيم حزب الاستقلال نايجل فاراج تشاؤمه في فرص تأييد الخروج من الاتحاد، بعد اقفال صناديق الاقتراع.
لكن مع اعلان النتائج تدريجيًا، تحسنت الاجواء إلى ان اصبحت حامية جدًا مع اعلان نتائج التصويت في باسلدون، إحدى دوائر لندن الكبرى. وهتف الحشد "باسلدون باسلدون".
وفتح المؤيدون زجاجات شمبانيا بينما اقترح آخرون قطع كعكة بشكل زجاجة شمبانيا اعدت للمناسبة وزينت بألوان العلم البريطاني. لكنّ كثيرين التزموا الحذر ونصحوا بالانتظار. وجلس نايجل فاراج مع فريقه ليتابع النتائج.
ثم، فجأة في منتصف الليل، كتب تغريدة على موقع تويتر: "بدأت احلم بأن الفجر يحل على مملكة متحدة مستقلة". وتوجهت كاميرات التلفزيون اليه، وهو يكرر هذه الجملة ويعبر عن فرحه الكبير.
"الاتحاد الأوروبي انتهى، الاتحاد الأوروبي مات"
واكد فاراج بحماس "الاتحاد الأوروبي انتهى، الاتحاد الأوروبي مات"، وسط تصفيق مؤيديه الذين عبّروا عن غبطة عارمة عندما اعلنت شبكة "بي بي سي" الاعلامية بعد دقائق قرار البريطانيين الخروج من الاتحاد.
وقال مسؤول الاعلام في معسكر المشككين العماليين في أوروبا اويلفر هويتسن، "لم نكن نشعر بثقة كبيرة. ستبقى هذه النتيجة الاكثر غرابة لفترة طويلة في هذا البلد". وعبّر عن ارتياحه "لانتصار على الطبقة السياسية الشاملة".
وبدأ مؤيدو الخروج من الاتحاد أقرب إلى تبني مواقف انتقامية، بعدما كانت استطلاعات الرأي والخبراء والاسواق تتوقع هزيمتهم.
وقال رجل الاعمال اليكس ستوري ان "مؤيدي البقاء يسقطون الواحد تلو الآخر. الاحزاب السياسية فقدت الاتصال مع الشعب. انها بعيدة جدًا عن الناخبين ولم تعد تسمعهم. بالنسبة لي من شبه المستحيل أن يحتفظ (رئيس الوزراء ديفيد) كاميرون و(وزير المالية جورج) اوزبورن بمنصبيهما". ويركز الجميع على مسألة الهجرة.&
وقالت جورجينا ثوربرن: "نحن جزيرة صغيرة لا يمكننا مواجهة ذلك. لم تعد هناك اماكن في المدارس والمستشفيات، وليست لدينا امكانية للتحكم بتدفق المهاجرين إلى داخل الاتحاد الأوروبي".
إحباط
وفي حانة في حي انجيل بليكسنغتن في شمال لندن، ساد الاحباط. كانت غالبية من مؤيدي البقاء في الاتحاد تتابع النتائج.
وقال بيفرلي ديفيد (33 عامًا) إن "اللندنيين مختلفون، ولدينا هوية أخرى. اشعر انني لندني ثم أوروبي ثم بريطاني".
اما جوليوس بيلترام (39 عامًا) فقال "انه تصويت احتجاجي على المستوى الدولي نتيجة للسياسة الليبرالية المحدثة لثلاثين عامًا".
التعليقات