مجدي الحلبي من لندن: ذكر مصدر مقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه يسعى للحل مع الحكومة الفلسطينية الا ان حكومته اليمينية تمنعه من ذلك خاصة أنه يحتاج لحزب "المعسكر الصهيوني" لإتمام ذلك، واضاف ان هناك فرصة قد لا تعوض للتوصل الى حل الدولتين قريبا والمفاوضات مع "المعسكر الصهيوني" لا زالت مستمرة الا ان الوقت من ذهب.

وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لايلاف ان حكومة نتانياهو الحالية قد تستمر وتصمد لثلاث سنوات اضافية وهي موعد الانتخابات البرلمانية القادمة، الا ان نتانياهو لا يرى ان هناك اي امكانية للتقدم في المسار الفلسطيني في هذه الفترة لان تركيبة الحكومة لن تسمح بذلك ولكن احدا في هذه الحكومة لا يريد اسقاطها الان لأن كل حزب يخشى على مستقبله ولا يريدون خسارة الوزارات التي يحتفظون بها.

مصالح مشتركة

واكد المصدر "وجود فرصة تاريخية قد تساعد في دفع الحل للامام وهو التقارب الاستراتيجي بين الدول العربية المعارضة لايران وهناك مصالح مشتركة لهذه الدول ولاسرائيل ولكن حتى الان لم يحصل اي اختراق على هذه الجبهة بسبب الوضع العالق فلسطينيا"، واضاف:” ان نتانياهو جند الى جانبه وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان ليسعى الى حل الدولتين وانهما ايضا يريان ان هناك بنود ايجابية في المبادرة العربية التي يمكن ان تشجع الفلسطينيين والاسرائيليين الاسراع في التوصل لحل قريبا”.

وردا على سؤال اذا ما كان نتانياهو يريد المناورة وكسب الوقت في هذا الطرح اجاب:” ان نتنياهو لديه الان حكومة متينة وهي تستند لاكثر من 65 عضو برلمان وتصمد مدتها القانونية”٫ وأضاف:” ان نتنياهو يسعى للحل بهدف الحصول على جائزة نوبل للسلام، فلقد اقترح على حزب العمل الدخول لحكومته ويسعى لعزل اليمين المتطرف والتوصل لحل مع الفلسطينيين على اساس حل الدولتين”

وعن استعداده لمنح رئيس حزب العمل الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ ووزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني الصلاحيات للتقدم في العملية قال الممصدر: “ ان نتنياهو يريد الحل وهو مستعد لان يمنح ليفني صلاحية المفاوضات وهرتسوغ الخارجية ويدعمهما لحل الدولتين وايضا يمنحهما الالية والصلاحية للقيام بخطوات عملية مقابل الفلسطينيين ليروا انه جاد في طرحه هذا”٫وأضاف:” إن نتنياهو يطالب بدخول المعسكر الصهيوني الحكومة لمدة ستة اشهر وان لم يحصل اي شيء فيتم اسقاطها والذهاب لانتخابات جديدة”.

العمل على صنع السلام

وحول وضع الساحة الإسرائيلية واذا ما كانت مهيأة لحكومة وسط يسار اكد المصدر: "أن رئيس الحكومة الإسرائيلية يريد الحل وهو مؤمن أنه الحل الأفضل لإسرائيل، وعلى احزاب يسار ووسط الساحة السياسية الاسرائيلية دعمه من داخل الحكومة وليس منحه شبكة امان بالموضوع الفلسطيني فقط"٫ واضاف:”ان اطرافا في المعسكر الصهيوني اعربت عن موافقتها لهذا الطرح وهناك نحو عشرة اعضاء كنيست ابدوا استعدادهم لدخول هذه المرحلة والعمل على صنع السلام”.

وفيما خص ماهية السلام وشروطه قال:” ان الامر بحاجة بالنسبة لنتانياهو أن يضمن امن اسرائيل٫ اي دولة فليسطينية منزوعة السلاح لمدة خمسة عشر عاما على الاقل والاتفاق على الحدود وايضا انهاء الصراع بإقامة دولة فلسطينية ودولة اسرائيل اليهودية الى جانبها”٫ واشار ان على الدول العربية التي ترى ان مصالحها مشتركة مع اسرائيل ان تدعم هذا الحل وتشجع الطرفين على ذلك .

“ ان الامر اصبح ملحا لان الاوضاع الاقليمية تصبح اكثر تعقيدا واسرائيل لن ترضى بإملاءات خارجية بهذا المجال بل تريد ان يكون هناك محادثات مباشرة ودعم من الدول العربية٫ لإن التحرك في هذا الاتجاه قد يساعد الطرفين التوصل الى حل من دون مؤتمرات دولية ومبادرات خارجية”٫ قال المصدر وأكد:” ان دور الدول العربية كبير هنا خاصة بالضغط على اليسار الاسرائيلي٫ ولا بد أن يبدأ التحرك بهذا الاتجاه وليس الاكتفاء بالتفرج من مقاعد المعارضة بل مساعدة نتانياهو المضي قدما في الحل او اسقاط حكومته ومن ثم الإنتخابات قد تفرز واقعا سياسيا اخرا”.