أثار وزير الاقتصاد الفرنسي إيمانويل ماكرون غضب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي هدد من جهته بفصل ماكرون من الحكومة اذا لم يحترم الاجماع الحكومي ولم يتخل عن طموحاته الشخصية بالرئاسة.

باريس: وقال هولاند في مقابلة تلفزيونية بعد يومين من اجتماعه مع ماكرون الذي يشيع حالة من الغموض بشأن طموحه للترشح لانتخابات 2017، “لا يمكن أن يكون هناك تطلعات شخصية او رئاسية في الحكومة”، وشدد على ضرورة احترام هذه الاصول والتي تعني البقاء في الحكومة، في حين أن عدم احترامها يعني عدم البقاء فيها، وكان ماكرون قد اعلن خلال اجتماع مساء الثلاثاء لحزبه "الى الامام" نيته قيادة حركته "حتى 2017 وحتى النصر".

احترام القواعد

وردا على سؤال حول الانقسامات داخل السلطة التنفيذية بشأن بقاء ماكرون (38 عاما) ضمن الفريق الحكومي قال هولاند ان "ايمانويل ماكرون يرافقني منذ 2012 كمستشار ومن ثم كوزير للاقتصاد، ولقد اجرى اصلاحات ولا يزال يقوم بذلك، اضافة الى احتوائه على كثير من الافكار، فهو يريد ايضا ان يلتقي الناس وهذا مفيد، لكن هناك اصول في الحكومة”، “وأضاف:” إن القاعدة الاولى هي التضامن وروح الفريق، والدفاع عن الحصيلة، وتكريس كل الوقت للعمل، وهذه قاعدة عليه ان يحترمها”، وتابع "هناك قاعدة ثانية مفادها أنه لا توجد تطلعات شخصية أو بالاحرى رئاسية في الحكومة، هناك فقط ان تخدم وان تخدم حتى النهاية".

وبرزت الخلافات الى العلن مساء الثلاثاء عندما اتصل رئيس الوزراء مانويل فالس بماكرون قائلا له "حان الوقت لوقف كل ذلك".

طموحات الشاب السياسية

وفي سياق متصل، رغم عدم إعلان الوزير الشاب عن ترشحه للرئاسة كما كان يتمنى أنصاره، إلا أنه أظهر طموحا سياسيا واضحا وحماسة لافتة في انتقاد حصيلة الأداء الحكومي، رغم أنه لا يزال على رأس أهم وزارة فيها. 

وألقى ماكرون خطابا أمام حشد كبير من مناصريه، فصّل فيه رؤيته لـ"سياسة بديلة ومتجددة"، وأكد طموحه في "كتابة تاريخ جديد" لفرنسا، داعيا إلى "توحد كل الذين يرغبون في إحداث تغيير إيجابي في البلاد"، حيث قال: "أعرف أن هذا التاريخ الجديد مزعج بالنسبة للبعض. لكن هذا لا مفر منه، لأنه تاريخ ضد النظام السائد". كما وعد مناصريه بأنه سيقود حركته "إلى النصر حتى 2017"، تاريخ الانتخابات الرئاسية، وسط تصفيقات وهتافات تطالبه بالترشح لها.

وبدا وزير الاقتصاد في حكومة فالس وكأنه منخرط في خطاب حملة انتخابية للرئاسيات، لكن من دون أن يتجاوز الخط الأحمر ويعلن ترشيحه، "لأن ذلك سيعني خروجه من الحكومة والدخول في معركة مباشرة مع الرئيس فرانسوا هولاند، ورئيس الحكومة". 

وكان فالس قد استشاط غضبا أمام الكاميرات مساء الثلاثاء، حين طُلب منه التعليق على تجمع ماكرون، وشدد على أنه "يجب وضع حد لهذه التصرفات".