شارلوت: ينفي انصار دونالد ترامب ان يكون مرشحهم الجمهوري يواجه مشكلات في حملته الانتخابية، وينسبون تراجع شعبيته الى وسائل الاعلام ومعاهد استطلاعات الراي والقيادات السياسية، ملخصين الحملة الانتخابية الحامية بعبارة "الجميع ضد واحد".

ولم يتصدر ترامب نوايا الاصوات في اي استطلاع للراي جرى منذ نهاية تموز/يوليو في الولايات المتحدة، بحسب موقع "ريل كلير بوليتيكس" المستقل، فيما تتقدمه منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون بمتوسط ست نقاط، ما يعتبر هامشا كبيرا جدا قبل ثلاثة اشهر من الانتخابات الرئاسية.

وتقول بيغي اوفرمان (58 عاما) وهي تقف الخميس في صف الانتظار للدخول الى التجمع الانتخابي الذي اقامه ترامب في مركز المحاضرات بمدينة شارلوت بولاية كارولاينا الشمالية، وكان الاول بعد تعديل فريق حملته الاربعاء، "انا لا اصدق هذا على الاطلاق، لان كل الذين اعرفهم يقولون انهم سيصوتون لترامب".

وتعتقد بيغي التي تدير مطعما صغيرا تابعا لسلسلة، ان العديد من الناخبين لا يجرؤون على القول انهم يؤيدون ترامب في استطلاعات الراي، خشية ان ينعتوا بـ"الجهل او العنصرية".

ومثلها، يعول اكثر من عشرة من انصار رجل الاعمال الثري التقتهم وكالة فرانس برس الخميس على خزان من الاصوات سيصب برأيهم بصورة مفاجئة لصالح مرشحهم في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر، ضامنا له النصر.

وبالرغم من ان معاهد الاستطلاع صحت توقعاتها حين اشارت الى تقدم الملياردير على جميع منافسيه الجمهوريين في حملة الانتخابات التمهيدية لنيل ترشيح الحزب، الا ان انصاره باتوا يعتقدون ان المعاهد تتلاعب بالنتائج من اجل زيادة حظوظ هيلاري كلينتون.

وقالت شيريل هيوز (55 عاما) التي تعمل لحسابها في قطاع الاعلام "التفسير الوحيد برايي هو انهم لا يقولون الحقيقة" مضيفة "انظروا الى حجم حشوده. هيلاري كلينتون لا تستقطب احيانا سوى ستين شخصا، في حين يجذب هو الالاف".

اعلام منحاز

واشار مايكل شولتز (36 عاما) المسؤول التجاري بالاتهام الى القيادات الجمهورية ورؤساء الحزب الذين تاخروا لتقديم دعمهم لترامب. لكن انصار رجل الاعمال يجمعون كلهم على صب غضبهم اولا على وسائل الاعلام التقليدية الكبرى من صحف وشبكات تلفزيونية التي يحملونها المسؤولية الاولى.

وهم يقرون بان مرشحهم يرتكب احيانا تجاوزات في سياق كلامه، لكنهم يرون ان وسائل الاعلام تفتعل تضخيم ادنى جدل. وقالت شيريل هيوز ان الصحافيين "يجتزئون" كلام ترامب للاحتفاظ فقط بمقاطع جمل مثيرة للجدل.

وهي تفضل استقاء الاخبار من وسائل الاعلام الموجهة الى الجمهوريين، بدءا بشبكة "فوكس نيوز"، انما كذلك من خلال مجموعة المواقع وصفحات فيسبوك التابعة للاوساط المحافظة، حيث يقترن اسم هيلاري كلينتون تلقائيا بصفتي "المنافقة" و"القذرة".

وقال دان والاس الذي وصل قرابة الساعة 11,30 صباحا لضمان مقعد له في التجمع الساعة 19,30 ت غ "صحيح انه لا يراعي على الدوام اللياقة السياسية، لكن افكاره هي الافكار المناسبة"، معتبرا ان الاخطاء التي يرتكبها ترامب الدخيل على السياسة لا اهمية لها امام حجم التحديات.

وقال والاس (62 عاما) الذي كان يعمل في توزيع البضائع "الامر جديد بالنسبة له، لكنه على قدر كاف من الذكاء ليعرف من يوظف". وان كان الجميع يبدي اعجابه بجرأة الملياردير "البعيدة عن اللياقة السياسية"، الا ان البعض يفضل رغم ذلك لو يلطف خطابه.

وقال مارك غونزالس (40 عاما) الذي يترأس شركة للاعتناء بالبساتين "اود الا يعود يسمح بتحويله عن هدفه، وان يتكلم عن برنامجه الذي هو في الواقع جيد للغاية" مضيفا "انه يقع في فخ هيلاري".

وكان هذا الاحساس بانه يخوض معركة باسلحة غير متكافئة ضد "نظام" منحاز في صلب رسالة ترامب مساء الخميس. وقال "ان وسائل اعلام القيادات تخرج كلامي من سياقه وتقضي اسبوعا تحلل كلّ مقطع لفظي منها، مدعية كشف معنى خفي فيها".

واضاف "ان الذين زوروا النظام ينشرون تفسيرهم الخاص بدل ان ينقلوا صوت الشعب".

وحقق ترامب امنية مارك غونزالس مساء الخميس اذ التزم بنص الخطاب المكتوب الذي كان يعرض له على شاشة، ووصل الى حد ابداء اسفه على الكلام الجارح الذي صدر عنه في السابق.

وكان خطابه منضبطا ومعتدل النبرة... في انتظار ان يجني منه ارتفاعا في نسبة التاييد له في استطلاعات الراي.