إيلاف من الرياض: لا يمكن لقوافل الحجاج &القاصدة للمشاعر المقدسة إلا التوقف بإحدى "المواقيت الخمسة" باعتبارها فرضًا دينيًا ومفترق طرق لتنطلق عند محطتها &بأداء فريضة الحج، والتي سكنت في قلوبهم أعواماً عدة، فيما تلزم مناسك الحج على المتجاوزين لهذه المواقيت دون إحرام، ذبح فدية وتوزيعها على فقراء مكة.
"ذو الحليفة" و قرن المنازل" و"يلملم" &و"الجحفة" &و"ذات عرق" ، جميعها مسميات للمواقيت، وان اختلفت أسماء بعضها في العصر الحديث، &لكن مواقعها الجغرافية ظلت ثابتة، حيث تعتبر البوابة الأولى للدخول إلى نسك الحج &والوصول إلى بيت الله الحرام، كونها&أماكن تحيط بمكة المكرمة من جهاتها الأربع، فيما تتباين مسافات البعد عن مكة من وقت إلى آخر.
ومع دخول موسم الحج، تبدأ هذه المواقيت في الاستعداد لاستقبال الحجاج، حيث ترفع جاهزيتها لتوفير متطلبات مئات الآلاف من الحجاج، كل بحسب جهة الدولة أو المنطقة التي يأتي منها، إذ يقدر حجاج الداخل المارين عبر هذه المواقيت بـ 200 ألف حاج، إضافة إلى 900 ألف حاج من دول إسلامية مختلفة، فيما سهلت الفتاوى على بعض الحجاج القادمين عبر الجو، حيث بإمكانهم الإحرام بمجرد مرور الطائرة بمحاذاة الميقات.
أكثر المواقيت كثافة
ميقات "الجحفة" الواقع &على مسافة &180 كلم شمال غربي مكة المكرمة، يعتبر من أكثر المواقيت كثافة،&حيث&يحرم منه أهل الشام ومصر والمغرب العربي وعموم حجاج أفريقيا ومن أتى على طريقهم، ونظرًا لابتعاد &قرية "الجحفة" عن النطاق العمراني ووقوعها ضمن منطقة خلاء وبعدها عن الطرق الرئيسية المعبدة،&تم استبدالها بميقات آخر قريب من مدينة رابغ الواقعة على ساحل البحر الأحمر.
السيل الكبير
ويصنف ميقات "قرن المنازل" الثاني من حيث الكثافة، ويعرف الآن&بالسيل الكبير، وهو ميقات لأهل نجد ودول الخليج العربي،&ومن أتى على طريقهم، ويبعد عن مكة المكرمة مسافة 75 كلم تقريبًا، فيما يعتبر ميقات "يلملم" الثالث من حيث الكثافة، ويقع على بعد 130 كيلوا جنوب مكة المكرمة، ويعد ميقاتا لأهل تهامة والساحل اليماني ومن في طريقهم وحجاج إندونيسيا وماليزيا والصين والهند، وغيرهم من حجاج جنوب آسيا.
الأقل كثافة
وفيما يعتبر ميقات " ذو الحليفة" الواقع على مسافة 450 كيلواً من مكة، الأقل كثافة، حيث يتوقف فيه&المغادرون من المدينة المنورة إلى مكة، يعتبر ميقات "ذات عرق" خالياً تمامًا من أي حجاج نظرًا لأن الوصول اليه يعتبر مستحيلاً،&لعدم وجود الطريق المؤدي إليه، فهو يقع في منطقة تكثر فيها المنعطفات الخطيرة والانحناءات الجبلية، لذالك يقوم حجاج &أهل العراق وشمال نجد ومن في حكمهم بالإحرام من ميقات &السيل الكبير بدلاً من ميقات ذات عرق.&
انتعاش تجاري
ويضاف لهذه المواقيت الخمسة، ميقات "مسجد التنعيم"، والذي يعتبر ميقاتًا لمن أراد الحج من أهل مكة المكرمة، سواء من ساكنيها أو المقيمين فيها، هذا وتضم جميع هذه المواقيت&مساجد ومقرات&مجهزة&بجميع الخدمات التي يحتاجها الحجاج، فيما تشهد هذه المواقيت في هذه الأوقات انتعاشة تجارية &كبيرة، وارتفاعاً في وتيرة البيع والشراء، فضلاً عن حركة مرورية هائلة للآلاف من العربات والباصات.&
اكثر من مليون حاج
ويقول سعود الغامدي، عضو لجنة الحج والعمرة، بمؤسسة الطوافة،&إن أكثر من مليون حاج من الداخل والخارج يمرون سنويًا من هذه المواقيت، مشيرًا في حديثه لـ" إيلاف" الى&أن كل حملة حج تقضي غالبًا ما بين ساعة إلى ساعتين في هذه المواقيت ما بين الاغتسال&وتأدية ركعتي الإحرام والراحة وتناول الطعام،&وأضاف أن هذه المواقيت تتبع إداريًا لوزارة الحج،&ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، والتي تقوم بجهد توعوي كبير من خلال الدروس التعليمية وتوزيع المواد المطبوعة باللغات المختلفة.
وأكد الغامدي أن الحكومة السعودية أولت اهتمامًا بالغًا للعناية بهذه المواقيت، حيث كثفت جهودها في تطوير جميع المرافق، والتي شملت المساجد&ومصليات النساء، والخدمات والمرافق العامة والمساندة لها من دورات المياه، والأماكن المخصصة للاستحمام، وتوفير جميع مستلزماتها، وتنظيم الأسواق، كما تحرص&على تنفيذ مشروعات تطويرية وتنموية للمواقيت بشكل مستمر، وجعلها محطات حضارية ترتبط بقوافل الحجاج والمعتمرين.
التعليقات