يبدو أن تنبؤات في صحف عربية بشأن انهيار الهدنة في سوريا قد صدقت، إذ جاءت بالتزامن مع إعلان الحكومة السورية انتهاءها.

وقبل ساعات من استئناف القتال، تحدث بعض الكتاب عن شكوكهم في صمود اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم إقراره برعاية الولايات المتحدة وروسيا ودخل حيز التنفيذ يوم 12 سبتمبر/ أيلول.

هدنة "هشة"

وصف حسن أبو هنية الهدنة في صحيفة "الرأي" الأردنية "بالهشة".

وقال أبو هنية "الاتفاق ينطوي على هشاشة ظاهرة وقد ينهار في أي لحظة فالاتفاق الذي كان من المفترض أن يدخل حيز التطبيق اعتباراً من أول أيام عيد الأضحى في 12 ايلول يفتقر إلى الشفافية والوضوح ويأتي في سياق أمني عسكري تحت ذريعة الشأن الإنساني بعيداً عن المجال السياسي وموضوعات الحل النهائي".

وأضاف "هشاشة اتفاق الهدنة بدت واضحة من خلال استحالة الفصل بين فصائل المعارضة الموصوفة بالاعتدال أو الإرهاب نظرا للتداخل بين الفصائل ميدانياً حيث لم تتوقف العمليات القتالية وتبادلت واشنطن وموسكو الاتهامات حول خرق الهدنة".

على المنوال ذاته، كتب محمد خروب في نفس الجريدة قائلاً "ليس ثمة شك في أن التراشُقات الإعلامية والاتهامات المتبادلة التي دارت بين المندوبة الامريكية في الأمم المتحدة سمانثا باور وفيتالي تشوركين المندوب الروسي لدى المنظمة الدولية قد كشفت، ضمن أمور أخرى، حجم الهُوّة التي باتت تفصل بين موقفي موسكو وواشنطن والاحتمالات المفتوحة لانهيار اتفاق جنيف".

من جانبها، قالت "البيان" الإماراتية إن "هدنة سوريا تعرضت لتراشق سياسي روسي أمريكي علني، يهدد بانهيار الهدنة التي تتهاوى يوماً بعد يوم، حيث تعرّضت الأحياء الشرقية في حلب التي تسيطر عليها فصائل المعارضة أمس لغارات جوية للمرة الأولى منذ اتفاق وقف إطلاق النار".

أما عزة شتيوي فانتقدت في "الثورة" السورية الدور الأمريكي في الهدنة.

وقالت شتيوي "تحت الضغط الروسي رمت واشنطن ورقة فصل (المعارضة) على النصرة وداعش، وإذا بها طلاسم من عيار الخديعة المعتادة التي توسل بها أوباما القلق (حجاباً) مخدراً يعزله حتى الثلاثاء الكبير عن مزيد من التورط في سوريا".

وأضافت "لكن الورقة السحرية اعطت مفعولاً عكسياً، فانتفضت روسيا دبلوماسية وعسكراً تقزم الإدارة الأمريكية ناطقين وسياسيين، لتشتعل الاجواء الدبلوماسية بموازاة الميدان".

في السياق نفسه، قال السيد زهره في "أخبار الخليج" البحرينية "كبار المسئولين الأمريكيين يصرون، بمناسبة ومن دون مناسبة، على القول باستمرار أن تقسيم سوريا والعراق أصبح امراً حتمياً لا مفر منه، وبالتالي فان أي حديث عن صيغ لتسوية الأزمة في البلدين يجب ان تبنى على هذا الأساس".

ويضيف الكاتب "الخلاصة من كل هذا أن أمريكا لا تريد فعلا دولاً عربية موحدة. ليس فيما يتعلق بالعراق وسوريا فقط وإنما فيما يتعلق بكل الدول العربية. تقسيم الدول العربية هو جوهر الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة. هو هدف خططت له وتعمل على تحقيقه منذ سنوات طويلة".

"ابتزاز أمريكي"

وإلى موضوع آخر، حيث تحدثت بعض الصحف عن مشروع قانون أمريكي يسمح بمقاضاة المملكة العربية السعودية بشأن هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2011.

كتب عبد العزيز صباح الفضلي في "الشرق" القطرية مقالاً بعنوان "الابتزاز الأمريكي باسم العدالة".

قال الكاتب إن هذا القانون هو "قانون ابتزاز من الدرجة الأولى للمملكة العربية السعودية الشقيقة، والتي بدأت بأخذ قرارات مصيرية بعيدة عن الهوى والرغبة الأمريكية، كالموقف في سوريا واليمن والبحرين".

ويضيف الفضلي أن "تحول السياسة الأمريكية الأخير والذي يميل نحو تقوية العلاقات بطهران، والتخلي عن الحلفاء السابقين في الخليج العربي، هو أحد أسباب إقرار ذلك القانون المشؤوم. ولعل الرئيس الأمريكي الحالي سيستخدمه كورقة ضغط على المملكة كي تساير النهج الأمريكي الجديد في المنطقة".

بدوره، يقول أحمد الجميعة في "الرياض" السعودية "لم نتخيّل أن يصل الابتزاز للمنطقة وشعوبها إلى درجة إقرار الكونجرس الأمريكي مؤخراً (قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب)، أو ما يسمى (جاستا)، وهو أخطر على الدول من إعلان حالة الحرب عليها؛ لأنه ببساطة يهين حصانتها، وينتهك سيادتها، ويجعل مرجع تحاكمها إلى القضاء الأمريكي، ومثولها أمامه بدعوى أفراد وليس دول لها كامل الاحترام، بحسب ما نص عليه القانون الدولي، ومبادئ وبنود ميثاق الأمم المتحدة".