في تغطياتها للقضايا الشرق أوسطية، ركزت غير صحيفة من صحف الجمعة البريطانية على تحذيرات خبراء من نوايا مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية استعمال المواد الكيماوية في مواجهة عملية استعادة مدينة الموصل من قبضتهم. وتقول صحيفة ديلي تلغراف في تقريرها في هذا الصدد إن تنظيم الدولة الإسلامية يخطط لتفجير مصنع للمواد الكيماوية عند اندلاع معركة استعادة المدينة. وتضيف الصحيفة في تقريرها أن القوات الأمريكية والجيش العراقي يتوقعان قتالا ضاريا من مسلحي التنظيم دفاعا عن معاقلهم في المدينة التي تضم أكثر من 1.2 مليون نسمة. وينقل التقرير عن الكولونيل هَيمش دي بريتون-غوردن الضابط السابق في قيادة "الفوج الكيماوي البايولوجي النووي الاشعاعي المشترك" في القوات البريطانية قوله إن لدى القادة معلومات استخبارية عن أن الجهاديين يخططون لتفجير مصنع عندما يقترب الجنود منهم. ويقع مصنع المشراق للمواد الكيماوية ومنجم للكبريت على بعد نحو 30 ميلا إلى الجنوب من مدينة الموصل وعلى بعد ستة أميال الى الشمال من قاعدة القيارة الجوية، حيث يتمركز بضع مئات من العسكريين الأمريكيين فضلا عن قوات الجيش العراقي. ويشكل تفجير مصنع المشراق الذي يضم مئات الأطنان من الكبريت وكبريتيتد الهيدروجين مصدر قلق كبير للقوات على الأرض. وطبقا لحسابات الكولونيل دي بريتون-غوردن فإن التأثير الذي سيعقب هذا التفجير سيمتد في مساحة نصف قطرها يتراوح من ستة إلى عشرة أميال ما يضع القوات العراقية والقوات الأمريكية الساندة لها في خطر. إذ ينجم عن إحراق الكبريت الصافي ثنائي أكسيد الكبريت السام. وسبق أن وقع حريق في المصنع في عام 2003 تواصل لشهر وأطلق نصف مليون طن من ثنائي أكسيد الكبريت في الهواء، ما أضر كثيرا بطبقة الأوزون، وأدى إلى نقل المئات من الأشخاص إلى المستشفيات إثر معاناتهم من مشكلات تنفسية، كما تسبب في موت الحياة النباتية على امتداد نحو ميل حول موقع الحريق، الأمر الذي وصف بأنه أحد أسوأ الكوارث من صنع الإنسان في التاريخ. وتذكّر الصحيفة بتصريحات رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، هذا الاسبوع عن جاهزية القوات العراقية لبدء معركة تحرير ثانية كبريات المدن العراقية الشهر القادم، من قبضة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية المسيطرين عليها منذ عام 2014. وعدت الصحيفة إطلاق مسلحي التنظيم صاروخا يحتوي على غاز الخردل على قاعدة القيارة الثلاثاء دلالة على ما يمكن أن يحدث في المستقبل من استخدام هؤلاء المسلحين للأسلحة الكيماوية في المعركة المقبلة. وقد أكدت الفحوص الأولية التي اجراها الجيش الأمريكي وجود غاز الخردل، الذي يشوه أو يقتل عن طريق تدمير الجلد والعيون الجهاز التنفسي، في الصاروخ. وقد وصف الجنرال جوزيف دنفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكي، الهجوم بأنه "تطور مقلق" على الرغم من تشديده على أن قدرة التنظيم على استخدام أسلحة كيماوية "بدائية". وتنشر صحيفة التايمز تقريرا لمراسلتها للشؤون الدبلوماسية، كاترين فيليب، عن عودة القصف الجوي للمواقع التي تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة في الأجزاء الشرقية من مدينة حلب. وتقول المراسلة إن المقاتلات الحربية الروسية والسورية أمطرت بالقنابل والبراميل المتفجرة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب في أعنف قصف تتعرض له المدينة منذ شهور، وجاء بعد رفض الكرملين للمحاولات الأمريكية لإنقاذ وقف إطلاق النار الذي انهار في البلاد. وتضيف المراسلة أن القصف الجوي الكثيف بدأ بعد أن اصطدم الروس والأمريكيون علنا في الأمم المتحدة بشأن من المسؤول عن فشل إتفاق وقف العدائيات الأخير. وتشير المراسلة إلى أن أشرطة فيديو صورها سكان في المدينة أظهرت الحرائق تلتهم شارعا بأكمله في منطقة بستان القصر، مع تواصل سقوط القنابل الحارقة من الجو فضلا عن أصوات قصف مدفعي ايضا في الخلفية. وينقل التقرير عن أحد الناشطين قوله إن الضربات لم تتوقف، مضيفا أن "السماء ظلت مشتعلة طوال الليل والروس يقصفوننا لإجبارنا على الاستسلام". كما ينقل التقرير عن أطباء إفادتهم بمقتل عشرات الأشخاص وجرح المئات، الذين ازدحمت بهم المستشفيات، وقد تضرر أحد هذه المستشفيات جراء الحريق. وتناول أكثر من صحيفة أصداء مبادرة مارك زوكربيرغ، مؤسس فيسبوك، وزوجته برسيلا تشان بتقديم ثلاثة مليارات دولار لتمويل الأبحاث الطبية في العالم خلال العقد المقبل. وخصصت صحيفة الفايننشال تايمز افتتاحيتها في هذا الصدد، والتي جاءت تحت عنوان "زوكربيرغ يمزج الخيلاء بالأمل". وتقول الصحيفة إن مبادرة الزوجين حظيت بكمية ضخمة من علامات الإعجاب والحب والتقدير على موقع التواصل الاجتماعي الذي يملكه زوكربيرغ. وتضيف أن من حق الزوجين أن ينفقا ثروتهما كما يشاءان، بيد أن تفضيلهما إنفاقها في الاحسان بدلا من الرفاهية الشخصية أمر جدير بالاحترام. وتمتدح الصحيفة اختيار التركيز على الأبحاث الطبية بوصفه خيارا رائعا سيكون له تأثير عالمي وفوائد محتملة كبيرة. وكان الزوجان زوكربيرغ قالا في مؤتمر صحفي بمدينة سان فرانسيسكو، إن هدفهما بعيد المدى هو "علاج ومنع أو السيطرة على جميع الأمراض بحلول نهاية القرن الحالي". وهنا تحذر الصحيفة من خطر الخيلاء الذي قد يقود إلى خيبة أمل وفقدان زخم المبادرة، وتضرب مثلا بجهود بيل غيتس الذي أنفق مليارات الدولارات خلال الـ 15 عاما الماضية على الصحة في العالم، ولكنه لم ينجز أهدافه في القضاء على الملاريا وشلل الاطفال، ناهيك عن إيجاد لقاح أو علاج لفيروس أتش آي في المسبب لمرض الايدز. وكذلك الحال مع حملة الرئيس الأمريكي السابق، جيمي كارتر، طوال 30 عاما للقضاء على مرض دودة غينيا (داء التنينات) التي لم تنجز أهدافها أيضا. وتشدد الصحيفة على أن تلك أمثلة للتذكير بأن النوايا الطيبة وحدها لا تقدم كل الحلول.حلب تحترق
مبادرة زوكربيرغ
- آخر تحديث :
التعليقات