واشنطن: ألغت إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترمب باسم القناعات الدينية والاخلاقية الجمعة بندا في قانون الرعاية الصحية اقره الرئيس السابق باراك اوباما، يلزم ارباب العمل بالتكفل بكلفة منع الحمل في التغطية الطبية لموظفيهم، ما اثار استياء منظمات وشخصيات سياسية.

وبدلا من اقتصار رعاية منع الحمل على مؤسسات دينية، باتت الآن تشمل كل الشركات التجارية.

وقالت الناطقة باسم البيت الابيض ساره هاكابي ساندرز للصحافيين ان "الرئيس يرى ان حرية ممارسة العقيدة حق اساسي في هذا البلد والامر يتعلق بذلك اليوم".

ورحب السناتور الجمهوري عن تكساس تيد كروز بقرار الادارة الاميركية. وقال ان "الادارة وضعت اليوم حدا لبند ينتهك الحرية الدينية".

واثار القرار استياء المعارضة الديموقراطية ومنظمات الدفاع عن حقوق المرأة والتخطيط الاسري واطباء الامراض النسائية ومواطنين عاديين. وكان الوسم المرتبط بهذه القضية الاكثر انتشارا على موقع تويتر للرسائل القصيرة الجمعة.

تحيز ضد النساء

قالت المنظمة الاميركية للدفاع عن الحقوق المدنية التي تتمتع بنفوذ كبير على حسابها على تويتر "سنطلق ملاحقات ضد إدارة ترمب لتعطيل" هذا الاجراء.

اما منظمة التخطيط الاسري "بلاند بيرنتهود" فقد قالت في تغريدة "لا تخطئوا. استهداف حصول 64,5 مليون سيدة على منع الحمل يكشف عن ازدراء إدارة ترمب بصحة المرأة وحياتها".

من جهته، اكد هايوود براون رئيس "المؤتمر الاميركي لاطباء التوليد والنساء" الهيئة التي تقول انها "اكبر منظمة مهنية في اميركا"، انه شعر "بخيبة أمل كبيرة".

وقال ان "منع الحمل حاجة طبية للنساء لحوالى ثلاثين عاما من حياتهن. انه يحسن صحة النساء والاطفال والعائلات ومحيطهن بشكل كبير، ويخفض معدل وفيات الامهات ويعزز الاستقرار الاقتصادي للنساء وعائلاتهن".

واضاف في بيان ان "تقليص الحصول على وسائل منع الحمل يهدد بتقويض التقدم الهائل الذي انجز من قبل بلدنا في السنوات الاخيرة لخفض معدلات الحمل غير المرغوب فيه".

ودان بيرني ساندرز المرشح السابق للانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي للرئاسة في 2016 القرار ووصفه بانه "ليس أقل من تحيز ضد النساء".

تأثير على ممارسة الدين

قالت وزارة الصحة الاميركية في مذكرة ان الامر الجديد "يوسع الاستثناءات لحماية القناعات الاخلاقية لبعض الكيانات والافراد الذين تفرض عليهم التغطية الصحية مسألة منع الحمل" بموجب "اوباماكير".

وصرح وزير العدل الاميركي جيف سيشنز في مذكرة نشرت الجمعة ان النص السابق الذي اقره اوباما يطلب من أرباب العمل "تأمين تغطية لمنع الحمل خلافا لمعتقداتهم الدينية"، موضحا انه كان يؤثر الى حد كبير على "ممارستهم لديانتهم".

ويمكن ان تؤثر القواعد الجديدة على ملايين النساء في الولايات المتحدة اللواتي يحصلن على تغطية كاملة لوسائل منع الحمل من قبل الشركات التي يعملن فيها بموجب قانون التأمين الصحي الذي صدر في عهد الرئيس السابق ووعد ترمب بالغائه.

ويشكل العدد الذي سيتأثر بهذا الاجراء محور معركة ارقام كبيرة. 

فاستنادا الى عدد ارباب العمل الذين تقدموا بطلبات طعن في اجراء اوباما، تؤكد ادارة ترمب أن القرار لن يؤثر سوى على حوالى 120 الف امرأة.

لكن دراسة رسمية افادت قبل عام انه بفضل "اوباماكير" تستفيد 55,6 مليون امرأة من ترتيبات مجانية لمنع الحمل.

الاساس القانوني 

واجه البند الذي يفرض على ارباب العمل ادراج منع الحمل في التغطية الصحية احتجاجات مجموعات محافظة منذ صدور القانون في 2010.

وبعد معركة قضائية طويلة، حسمت المحكمة العليا القضية لمصلحة شركتين كانتا ترفضان باسم قناعاتهما الدينية الامتثال لقانون "اوباماكير" حول بعض وسائل منع الحمل.

وكان ترمب وقع في ايار/مايو مرسوما حول الحرية الدينية يطلب خصوصا من ادارته ان تأخذ في الاعتبار الاعتراض على أساس المعتقد أو الضمير على التكفل بمنع الحمل.

واعتمدت الناطقة باسم البيت الابيض على قرار المحكمة للدفاع عن التعديل بقولها إن "المحكمة العليا اقرت هذا القرار ومررا، والرئيس رجل يؤمن بالدستور".