أبلغت بغداد واشنطن أنها تعد لإعلان النصر النهائي على داعش وطي آخر صفحة من صفحاته بعد استكمال تحرير المناطق الغربية للعراق حيث تستعد قواته لتحرير آخر جيب للتنظيم في قضاء راوة بقرب الحدود العراقية مع سوريا.. فيما أعلن وزير الداخلية اعتقال 75 إيرانياً لمخالفتهم القوانين العراقية ومحاولتهم إثارة النعرات الطائفية.
إيلاف من لندن: بحث رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري مع نظيره الأميركي بول رايان، خلال اجتماع في واشنطن اليوم، سبل التعاون في مجال مكافحة الارهاب ودعم العراق في هذا المجال إضافة الى مناقشة الاوضاع الامنية والسياسية في العراق والمنطقة إضافة الى سبل ايجاد رؤية موحدة بين العراق والولايات المتحدة حول التحديات المشتركة واهمها مكافحة الإرهاب.
وأكد الجبوري خلال الاجتماع ان "العراق يوشك على اعلان النصر النهائي على داعش وطي اخر صفحة من صفحاته بعد استكمال تحرير المناطق الغربية، حيث كان لسكانها دور كبير في مساندة القوات العراقية المحررة من خلال التعاون الاستخباري والانخراط في حمل السلاح كقوات محلية ساندة.
وأضاف "اننا في العراق ندرك بوضوح حجم التحدي الذي سيواجهنا في المرحلة القادمة والمتلخص بمهمتي التنمية والتعايش وما ينطوي عليها هذان العنوانان من تفاصيل لمشروع الاصلاح والنهضة الحقيقي الذي ينبغي على العراقيين تبنيه كما انه بحاجة ماسة الى الدعم الدولي وفِي المقدمة الولايات المتحدة التي بقيت صديقا مهما للعراق طوال الفترات السابقة ومساعدا استثنائيا في مواجهة التحديات الكبيرة التي واجهت العراقيين طوال 14 سنة الماضية وفِي مقدمة هذه التحديات الارهاب"، كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تلقت "إيلاف" نسخة منه الاربعاء.
وأشار المسؤول العراقي إلى أنّه بعد الانتصار الكبير الذي حققته القوات العراقية على تنظيم داعش الارهابي، فإن العراق يتجه صوب التحدي الاكبر والمتمثل باعادة اعمار المناطق المحررة واعادة النازحين اليها، وهذا يستدعي وضع الخطط لاعادتهم وايضا مساعدة الدول الصديقة والمحبة للعراق".
ومن جانبه، فقد أكد رئيس مجلس النواب الاميركي ان" بلاده داعمة اساسية للعراق، وان العلاقات بين البلدين في احسن مراحلها".. منوهاً إلى أنّ "العراق بذل جهوداً كبيرة في مواجهة الارهاب وتمكن من دحره على الارض في وقت قياسي، ولابد من استمرار الدعم له لتجاوز هذه التحديات خصوصا على الدعم الانساني والاغاثي واعمار المناطق المحررة".
وفي ختام المباحثات، اتفق الجانبان على "استمرار التعاون بين البلدين على المستوى البرلماني وجميع المستويات الاخرى من اجل تحقيق الاهداف والمصالح المشتركة".
وكان الجبوري وصل الى واشنطن الاثنين الماضي في زيارة رسمية تستغرق عدة ايام يبحث خلالها مع مسؤولي الادارة الاميركية لبحث الاوضاع في العراق والمنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك. كما سيلقي عددًا من المحاضرات في المعاهد ومراكز البحث الاميركية لتسليط الضوء على الاوضاع السياسية في العراق والتحديات التي تهدد امن واستقرار المنطقة.
الاعداد لاحتفالات كبرى مع اعلان النصر على داعش
وبالترافق مع ذلك أعلنت قيادة قوات الحشد الشعبي للمتطوعين للحرب ضد تنظيم داعش عن اعدادها لاحتفالات "إعلان النصر" تزامنا مع "الإعلان التاريخي المرتقب عن تحرير كامل الاراضي العراقية من دنس الارهاب وعودة الزهو والفخر لجميع خارطة الحضارة بلاد الرافدين منارة العالم وقلمه الاول وسيكون الاحتفال على مدى اسبوع كامل"، كما قالت في بيان اطلعت على نصه "إيلاف".
ودعت القيادة جميع المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والهيئات والتجمعات والنقابات الفنية والثقافية والإعلامية وكل من يستطيع المساهمة في هذا الاحتفال الجماهيري بصورة تطوعية الاتصال بها من اجل المشاركة في الاجتماع التحضيري الأول الذي سيؤسس للجنة تحضيرية تدير كامل الفعاليات في العاصمة بغداد والمحافظات كافة.
يأتي ذلك فيما بدأت القوات العراقية المشتركة بالتقدم نحو مدينة راوة آخر المناطق الواقعة تحت سيطرة تنظيم داعش غربي العراق، لتحريرها.
وقال مصدر عسكري ان القوات تتقدم بإسناد من طيران الجيش المروحي والتحالف الدولي للسيطرة على المدينة التي تعد آخر معاقل التنظيم في محافظة الأنبار الحدودية مع سوريا، بعد تحرير مدينة القائم.
من جانبه، أكد قائممقام راوة حسين علي حدوث هروب جماعي لعناصر التنظيم من المدينة باتجاه الحدود السورية داعياً المدنيين المحاصرين في راوة إلى التعاون مع القوات الأمنية عند وصولها الى المدينة.
وقد وجهت قيادة العمليات المشتركة نداء صوتيًا عبر مكبرات الصوت إلى أهالي المدينة قالت فيه "ان القوات الأمنية تتقدم لتحرير القضاء من أجل رفع الظلم عنكم وإعادة الحياة التي سلبها داعش". ودعا النداء الأهالي إلى رفع رايات بيضاء فوق المنازل، والبقاء فيها لتجنب نيران الاشتباكات.
ويوم أمس، قال رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة العراقية ان "قواتنا ماضية في عمليات التحرير وتطهير مناطق الجزيرة واعالي الفرات ضمن عمليات تحرير غرب الانبار".. مبينا ان "حدودنا ستكون مؤمنة بشكل كامل مع سوريا قريبا في ظل ستراتيجية لعدم عودة الارهاب مرة اخرى". وأضاف أن القوات الأمنية تستعد لتحرير مناطق الجزيرة غربي محافظة الأنبار.. مبيناً أن هذه المناطق لم تصلها الدولة منذ عام 2003.
العراق يعتقل 75 إيرانيًا حاولوا اثارة النعرات الطائفية
وأعلن وزير الداخلية العراقي قاسم الاعرجي الاربعاء اعتقال 75 إيرانياً لمخالفتهم القوانين العراقية ومحاولتهم إثارة النعرات الطائفية.
وقال الاعرجي في مؤتمر صحافي بمدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) ان اجهزة وزارته اعتقلت 75 متهمًا باثارة النعرات الطائفية او القضايا السياسية التي تخالف سياسة العراق والتي تحاول تعكير علاقاته مع جيرانه.
وأشار إلى أنّ الوزارة ستضرب بيد من حديد على كل من يريد ان يتلاعب بامن المواطن والبلد وبالذات الوافدين الذين عليهم ان يلتزموا بالقانون. وحذر من ان منتهكي القوانين العراقية سيواجهون محاسبة شديدة.. موضحًا ان "الوزارة اعتقلت 75 أجنبياً إيرانياً حاولوا تعكير العلاقات الخارجية للعراق.
وكانت السلطات العراقية حذرت في العاشر من الشهر الحالي الإيرانيين على أراضيه من الاساءة الى السعودية.. وقالت وزارة الداخلية ان على المقيمين على أراضيها، والذين دخلوا من أجل إحياء ذكرى مراسم زيارة اربعينية الامام الحسين في مدينة كربلاء عدم الاساءة الى الدول الأخرى اثر كتابة عدد منهم شعارات في المدينة وبالقرب من ضريح الامام الحسين وباللغة الفارسية مسيئة للسعودية.
وأضافت الداخلية في بيان صحافي تابعته "إيلاف" انها "تحذر كل المقيمين على الاراضي العراقية من القيام بنشاطات سياسية تسيء الى علاقات العراق الخارجية". وحذرت بأن "الوزارة ستتخذ كل الاجراءات القانونية بحق المخالفين تصل الى حد الابعاد الى خارج العراق".
وحذر وزير الداخلية قاسم الاعرجي جميع المقيمين على الاراضي العراقية من القيام بأي نشاطات سياسية تسيء إلى علاقات العراق الخارجية. وقال "ان العراق حرص على امن واستقرار الوافدين اليه ومكنهم من ممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية وينتظر منهم الالتزام بالقوانين العراقية النافذة والتي تمنع اية اساءات لعلاقات البلد الخارجية.
التعليقات