إيلاف من لندن: شهدت العاصمة العراقية ومحافظات في أنحاء البلاد اليوم تظاهرات احتجاج نددت بعزم الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده اليها.
وتظاهر الالاف من العراقيين وسط عاصمتهم بغداد وفي مراكز المحافظات خاصة الجنوبية منها الاثنين، منددين من خلال هتافاتهم واليافطات التي رفعوها، بالولايات المتحدة وإسرائيل، ومعلنين تأييدهم لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في رفض نقل السفارة الأميركية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة للدولة العبرية.
كما تظاهر العراقيون في محافظات جنوبية احتجاجًا على التوجه الأميركي لاعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ولنصرة المدينة المقدسة واعتبارها مدينة عربية اسلامية مطالبين منظمة التعاون الاسلامي بتفعيل قراراتها السابقة بإعتبار القدس عاصمة الدولة الفلسطينية.. كما ننددوا بعزم ترمب الاعتراف بالمدينة عاصمة لاسرائيل ونقل سفارة بلاده اليها.
اجراءات أمنية مكثفة وغلق طرق وجسور
وقد فرضت القوات الامنية اجراءات مشددة حول ساحة التحرير وسط بغداد التي شهدت تظاهرة الاحتجاج واغلقت جميع الطرق والجسور المؤدية اليها، كما انتشرت القوات بشكل مكثف عند مدخل المنطقة الخضراء مقر الرئاسات العراقية الثلاث ومعظم السفارات الاجنبية وخاصة الأميركية.
وكان مكتب الصدر دعا امس المواطنين العراقيين إلى التظاهر صباح اليوم "لنصرة الشعب الفلسطيني الحبيب وتأييدا لموقف القائد مقتدى الصدر مطلقاً هاشتاك #القدس_لنا وردا على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب" حول نقل سفارة بلاده إلى القدس باعتبارها عاصمة لإسرائيل.
وفي أول رد فعل عراقي حول الترجيحات بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاربعاء المقبل القدس عاصمة لإسرائيل، فقد هاجمه الصدر مؤكدا ان القدس ليست له وان ايامه في الرئاسة معدودة، مشيرًا إلى أنّ للقدس ربًا يحميها وشعباً يفديها. وقال الصدر في تغريدة على حسابه الرسمي على "تويتر" وتابعتها "إيلاف" مخاطبًا ترمب ان "القدس لنا لا لغيرنا، رغما على أنف الاستعمار والاستكبار العالمي".
وأضاف الصدر مخاطبًا ترمب "القدس لنا لا لغيرنا رغما على انف الاستعمار والاستكبار العالمي .. وما رأيك يا (ترمب) إلاّ فَنَد، وأيّامك إلاّ عَدَد، وجمعك إلاّ بَدَد.. ! فكفوا شركم عنا، ولاحاجة لنا بآرائكم وقراراتكم، فالقدس قدسنا والارض ارضنا.. وللقدس رب يحميه وشعب يفديه ونحن من خلفهم ظهير".
اجتماع طارئ للجامعة العربية
وعلى الصعيد العربي، تعقد جامعة الدول العربية يوم غد الثلاثاء إجتماعاً طارئاً لبحث خطة الولايات المتحدة الأميركية المتعلقة بنقل سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس. وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حُسام زكي إن "الجامعة ستعقد إجتماعاً طارئاً حول مدينة القدس بناءً على طلب من فلسطين".
كما حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط من التداعيات الوخيمة التي قد تجلبها هذه الخطوة إلى المنطقة والعالم كله. وأكد وجود اتصالات بين الجامعة العربية والحكومة الفلسطينية والدول العربية الأخرى من أجل تنسيق الموقف العربي الموحد في حال ستتخذ الإدارة الأميركية هذه الخطوة.
من ناحيته، بعث الرئيس الفلسطيني محمود عباس برسائل إلى زعماء الكثير من الدول والمنظمات الدولية مطالباً فيها بعرقلة مبادرة الولايات المتحدة الأميركية الرامية إلى نقل سفارتها المعتمدة في إسرائيل إلى القدس.
والسبت الماضي، قال مسؤولون أميركيون إن ترمب يعتزم الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل في خطاب يلقيه الأربعاء المقبل. وأضافوا أن ترمب يعتزم الوفاء بتعهده خلال حملته الانتخابية بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس. وتابعوا أنهم يدركون أن مثل هذه الخطوة قد تحد من هدف ترمب المتمثل في التوصل إلى اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين الذين يتمسكون بمدينة القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة.
واحتلت إسرائيل مدينة القدس الشرقية الفلسطينية عام 1967 وأعلنت لاحقًا ضمها إلى القدس الغربية معتبرة إياها "عاصمة موحدة وأبدية" لها وهو ما يرفض المجتمع الدولي الاعتراف به.
وخلال اجتماع لترمب مع إدارته في البيت الأبيض، الإثنين الماضي، حذر وزيرا الخارجية ريكس تيلرسون والدفاع جيمس ماتيس من أن نقل السفارة "يشكل خطراً كبيراً على الدبلوماسيين والقوات الأميركية المتمركزة فى الشرق الأوسط والدول الإسلامية".
التعليقات