أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن سحب جزء كبير من القوات الروسية المتمركزة في سوريا خلال زيارته الخاطفة إلى القاعدة الروسية هناك في 11 ديسمبر/كانون الاول 2017 بعد الانتصار الذي حققه الجيش السوري والقوات الروسية على "الإرهابيين الدوليين" حسب قوله.
في شهر اكتوبر /تشرين الأول 2016 صادق بوتين على الاتفاقية الموقعة مع الحكومة السورية حول وجود القوات الروسية في قاعدة حميميم العسكرية في محافظة اللاذقية لمدة 50 عاما مع امكانية تمديدها لمدة 25 سنة اضافية.
ترسانة حديثة
تقع قاعدة حميميم قرب بلدة حميميم وهي تبعد 4 كم عن مدينة جبلة و19 كم جنوب شرق مدينة اللاذقية الواقعة على البحر المتوسط..
تسربت الأنباء عن نشاط ملحوظ في القاعدة الجوية الصغيرة في بداية اغسطس/آب 2015 وقيام المهندسين الروس بزيادة طول مهبط والطائرات وتوسيعه وتحسين الاضاءة وإقامة أبنية جديدة. وفي 30 سبتمبر/أيلول من نفس العام أعلنت روسيا أن القاعدة جاهزة للاستخدام وأنها تأوي ألف عسكري روسي و30 طائرة مقاتلة.
وانطلقت اثرها الطائرات الروسية مباشرة لتنفذ غارات جوية دعما لقوات الأسد في مختلف أرجاء سوريا.
يمكن للقاعدة في الوقت الراهن إيواء 50 طائرة مقاتلة كحد أقصى وكانت تضم 44 مقاتلة في النصف الأول من عام 2016.
ونشرت روسيا في القاعدة الطائرات القاذفة من طراز: سوخوي -24 وسوخوي- 34 وطرازين من سوخوي-25 وطائرات الدورية الجوية والحماية من طراز سوخوي- 30 وسوخوي-35 اس.
واستقبلت القاعدة طائرات شحن عملاقة من طراز أنتونوف- 124 واليوشن -76 التي تحتاج لمدرجات هبوط خاصة لا يقل طولها عن 2.8 كم.
كما ضمت القاعدة عددا من الطائرات العمودية القتالية والخاصة بعمليات الاسناد والنقل.
بلغ متوسط عدد الطلعات القتالية التي نفذتها الطائرات الروسية الى 70 - 100 طلعة يوميا حسب الاحصاءات الروسية انطلاقا من قاعدة حميميم .
كما نشرت موسكو أحدث أنظمة الدفاع الجوي في حميميم وشملت نظامي اس- 400 واس-300 تم نقلهما جوا مع أطقمها من روسيا وتم وضعها قيد خلال فترة قصيرة بغية تأمين الحماية للقاعدة ضد أي هجمات جوية محتملة.
لم تقتصر العمليات العسكرية الروسية على الطلعات الجوية من قاعدة حميميم بل شملت أيضا طلعات جوية لقاذفات بعيدة المدى انطلقت من قواعدها في روسيا وقصفت أهدافا في سوريا وعادت إلى قواعدها.
وزير الدفاع الروسي: موسكو بدأت بالفعل سحب قواتها من سوريا
وجود طويل الأمد
ومنذ نشر القوات الروسية في القاعدة القريبة من البحر في اغسطس /آب 2015 شهدت القاعدة عمليات تطوير كبيرة وبات بمقدورها استقبال العشرات من أحدث المقاتلات إلى جانب الألاف من الجنود.
عملية انتشار القوات الروسية في سوريا هي الأكبر منذ دخول القوات السوفييتية الى أفغانستان عام 1979 والتي استمرت 10 سنوات وقتل خلالها 14 ألف جندي روسي وانسحابها دون تحقيق نصر عسكري.
لا يعرف بالضبط عدد الأفراد والجنود الروس المتمركزين في سوريا برمتها أو في قاعدة حميميم. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن الخبير العسكري الروسي بافل فيلغنهاور تقديره أن عدد الجنود والخبراء العسكريين الروس في سوريا يتراوح بين 4 آلاف الى 5 آلاف عسكري بما فيهم الجنود والخبراء في قاعدة حيميميم الجوية.
وأحاط الروس نقاط تمركز وانتشار قواتهم خارج قاعدة حميميم الجوية وقاعدتهم البحرية في مدينة طرطوس بسرية تامة حرصا على سلامتهم من هجمات المعارضة لكن بات من المعروف أن هناك ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف عنصر من شركة أمنية روسية خاصة يعملون في سوريا، فضلا عن عدة مئات من عناصر الشرطة العسكرية الروسية وخصوصاً من جمهورية داغستان وهم منتشرون في مختلف أرجاء سوريا وبالتحديد في ما يعرف بمناطق خفض التوتر.
تراجعت العمليات العسكرية والمعارك في سوريا إلى حد بعيد خاصة بعد القضاء على وجود تنظيم "الدولة الاسلامية" في سوريا وصولا إلى الحدود السورية العراقية، لكن الوجود العسكري الروسي في سوريا سيستمر لعقود قادمة.
التعليقات