لندن: كان الأدميرال لورد نلسون من أعظم القادة العسكريين الذين أنجبتهم بريطانيا، لكن رسائل ستباع بالمزاد في مطلع العام الجديد تكشف عن جانب آخر من شخصيته يظهر فيه نكدًا وغيورًا وكثير الشكوى. 

اثنتان من هذه الرسائل كتبهما نلسون إلى عشيقته إيما هاملتون، وثالثة بقلمها، ورابعة تبين أن العاشقين كتباها معًا، وكلها تلقي ضوءًا مثيرًا على نلسون وهيامه بالليدي هاملتون، وكيف أنه كان على الأرجح يشعر بارتياح أكثر حين يقاتل. 

قال غابريل هيتون، خبير الكتب والمخطوطات في دار سوذبي للمزاد، التي ستبيع الرسائل، إن نلسون في الأغلب لا يكون في أحسن احواله بعيدًا عن ساحات القتال. ويمكن تلمس شعوره بالاحباط وكثرة شكواه وتوقه للعودة إلى المهنة التي يتقنها، وهي خوض المعارك البحرية في الرسالة الأخيرة.

هيام.. ومقت

كانت علاقة نلسون بهاملتون من أكبر الفضائح في حينه. والتقى الاثنان في عام 1793 حين كان قبطانًا متزوجًا في الخامسة والثلاثين من العمر وهي في الثامنة والعشرين متزوجة من الدبلوماسي السير وليام هاملتون. 

هام الاثنان بحب أحدهما الآخر، وبحسب هيتون فإن عواطفهما المشبوبة تتبدى واضحة في الرسائل، التي يصبان فيها مشاعرهما بلا خوف وكأنهما لا يعيشان في العصر الفكتوري وتزمته الاخلاقي.

كان نلسون يشعر أحيانًا بغيرة شديدة، وتكشف إحدى الرسائل التي ستُباع عن غضبه على ولي العهد أمير ويلز الذي يبدو أنه كان يغازل هاملتون. وذهب نلسون في هذه الرسالة إلى حد اتهام أمير ويلز بعدم احترام السير وليام زوج هاملتون، قائلًا إنه يمقت أمثاله ولن يرتبط بهم بأي ثمن. 

وقتذاك، كانت سفينة نلسون راسية في مصب نهر التايمس، ينتظر بلهفة انتهاء المفاوضات بشأن معاهدة أمين التي انهت القتال بين الجمهورية الفرنسية وبريطانيا. وكتب نلسون واعدًا هاملتون بأنه سيعود اليها بأقرب وقت ممكن، ولن يبقى "ساعة واحدة بعد توقف العمليات الحربية". 

وقاحة شديدة

في رسالة أخرى إلى زوج شقيقته جورج ماتشمان، يعرب نلسون عن استهجانه سلوك زوجته فاني، التي يبدو انها ترددت على عائلة ماتشمان وتركت بطاقة من دون أن ترى احدًا منهم على الرغم من أن زوجة ماتشمان كانت في البيت. 

ربما يبدو تصرف زوجة نلسون عديم الأهمية بمعايير اليوم، لكن الخبير هيتون يقول إنه كان خروجًا صارخًا عن حدود الأدب في التراتبيات الهرمية الاجتماعية المعقدة وقواعد السلوك السائدة في ذلك الزمان. أضاف هيتون: "نلسون استشاط غضبًا من زوجته بسبب ما كان في نظره وقاحة تجاه شقيقته وزوجها".

ستُعرض الرسائل للبيع في مزاد يُقام في 17 يناير، إلى جانب قطعة كبيرة من العلم البريطاني الذي كان مرفوعًا على السفينة "فكتوري" وقت معركة "الطرف الأغر"، ويُقدر أن الرقعة البالغة مساحتها 86 سنتم X 92 سنتم ستباع بسعر 80 إلى 100 الف جنيه استرليني.

أعدّت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "غارديان". الأصل منشور على الرابط التالي:
https://www.theguardian.com/world/2017/dec/27/petulant-jealous-lord-nelson-letters-reveal-less-noble-side