يقول رئيس حزب الكرامة الناصري السابق، ومؤسس حركة كفاية، أمين اسكندر، في حوار مع "إيلاف"، إنّ المشير طنطاوي رسم خريطة القضاء على جماعة الإخوان منذ تنحي مبارك وصولًا إلى سيطرة الجيش على إدارة شؤون مصر كاملة.
إيلاف من القاهرة: أكد رئيس حزب الكرامة الناصري السابق ومؤسس حركة كفاية، وعضو مجلس النواب المصري السابق أمين اسكندر، أن وصول الرئيس الراحل أنور السادات جاء بالصدفة، حيث إن تعيينه نائبًا للرئيس كان موقتًا. ولكن وفاة عبد الناصر سهلت وصوله إلى حكم البلاد.
وأكد إسكندر أن وفاة عبد الناصر كانت طبيعية، وأن الحديث عن تورط السادات في قتله ليس له أساس من الصحة.
وقال القيادي الناصري في حوار مع "إيلاف" ينشر على حلقتين: "إن السيسي "تماسح" في شعبية عبد الناصر بناء على تعليمات الأجهزة الأمنية من أجل كسب ثقة الشعب قبل وبعد ترشحه لرئاسة الجمهورية، في حين أنه بعيد كل البعد عن فكر ومشروع عبد الناصر، الذي كان سندًا للفقراء والمحتاجين".
وفي ما يلي الحوار كاملًا:
تورط السادات
لماذا يكره الناصريون الرئيس السادات رغم أن عبد الناصر هو من اختاره لمنصب نائب الرئيس؟
الرئيس عبد الناصر لم يسعَ أو يخطط ليكون السادات رئيسًا لمصر بعد وفاته، فهذا الأمر كان بعيداً نهائيًا عن خياله، ولكن الصدفة وحدها هي التي جاءت بالسادات لحكم البلاد، فقبل سفر عبد الناصر إلى السودان أخبرته المخابرات والأجهزة الأمنية أنه مستهدف ومعرّض للقتل، وطالبته بتعيين نائب له لإدارة شؤون البلاد إلى حين عودته من السودان، فلجأ عبد الناصر إلى السادات للقيام بمهمة نائب الرئيس بشكل موقت ولأيام، ولكنه حين عاد تركه، على اعتبار أن يؤدي بعض المهام التي تطلب منه، لكن الظروف ساعدت السادت بوفاة عبد الناصر، ولو كان يعرف الأخير ذلك، لما استمر السادات نائبًا له، فعبد الناصر كان يريد زكريا محي الدين نائبًا له.
السادات انقلب على المشروع القومي لعبد الناصر، وتحالف مع الأميركيين والصهاينة، وهذا سبب قوي لغضب الناصريين منه.
هل بالفعل تورط السادات في قتل عبد الناصر، كما ادّعت ابنته؟
أستبعد تمامًا تورط السادات في قتل عبد الناصر، بل إن الوفاة جاءت طبيعية ولظروف صحية، حيث كان عبد الناصر يعاني من مرض السكر والإجهاد الشديد، كما كان مدخنًا بشكل شره، ومشغول الفكر بحثًا عن حقوق الفقراء ونجاح تشكيل تحالف عربي قوي.
انقسام الناصريين
هناك الكثير من الناصريين الذين خرجوا لتأييد السيسي، رغم اتهامك له بالخروج عن مشروع الزعيم جمال عبد الناصر وثورة 52؟
حزب الكرامة والتيار الشعبي هما فقط ممثلا التيار الناصري الآن في مصر، ومستمران في الدفاع عن حلم عبد الناصر، الذي قضى عليه السادات ومبارك ومرسي، وأخيرًا السيسي.
الكارثة أن هناك من يعتبر نفسه ناصريًا ويؤيد السيسي، وهذا قمة الهزل، فهل زيادة نسبة الفقر وسيطرة الرأسمالية والتطبيع مع الكيان الصهيوني تتفق مع المشروع الناصري الذي كان قائمًا في الأساس على الاشتراكية وحماية الطبقة الفقيرة؟.
قد يقول البعض: "إن أبناء عبد الناصر من مؤيدي السيسي"، ونرد عليهم بأن الناصريين الحقيقيين ينتمون إلى أفكار ومشروع عبد الناصر، والكثير منا دخل السجن من أجل ذلك، وليس من أجل أبناء عبد الناصر أو شخصه.
لماذا لم يشعر المصريون بوجود دور حقيقي &للناصريين في المشهد السياسي طيلة الفترة الماضية؟
حزب الكرامة والتيار الشعبي سيتحالفان لتشكيل بديل شعبي، ليكون مشاركًا قويًا في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وذلك بالتواصل مع جميع قطاعات الشعب الحقيقية، بحيث يشارك الجميع في طرح رؤيتهم لبناء الدولة، ونحن نتوقّع حدوث مضايقات أمنية وإعلامية ضد توجهنا خلال الفترة المقبلة، ولكننا مستعدون للتصدي لذلك، فهناك ضريبة لا بد أن تدفع من أجل تطور المجتمع، والبديل الشعبي سوف يقوم بتشكيل لجان لمواجهة الغلاء، ولجان أخرى لمواجهة التطبيع، وللدفاع عن حقوق الفقراء وتقديم البديل لعلاج سياسات التعليم والصحة في مصر، ولو نجحنا في ذلك فسيكون لنا دور قوي في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ترشح حمدين
هل يسعى حمدين صباحي إلى الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، رغم إخفاقه الكبير في الانتخابات السابقة؟
حمدين لن يترشح في الانتخابات المقبلة مرة أخرى، رغم قيادته لتشكيل البديل الشعبي، فقد دخل الانتخابات الرئاسية الماضية رغم علمه المسبق برسوبه؛ لأن الأجواء والمزاج العام كانا في مصلحة السيسي، باعتباره الرجل المنقذ، فقد أراد أن يكون هناك تواجد لمرشح مدني، الأمر الأهم أن هناك الكثير من المثقفين والناصريين الذين خذلوا حمدين ولم يصوّتوا له.
لكنّ هناك تصوراً كبيرًا لدى المصريين بأن السيسي هو امتداد للزعيم جمال عبد الناصر بدليل رفع صورتهما معًا إبان ثورة يونيو في ميدان التحرير؟
ما فعله السيسي تكرر من قبل مع السادات ومبارك، فالأجهزة الأمنية تعلم مدى عشق الشعب لعبد الناصر ومشروعه القومي، وبالتالي ترى فيه الزعيم الوحيد لهذا الشعب عبر التاريخ الحديث، ومن هنا يتسامح رؤساء مصر مع شعبية عبد الناصر من أجل كسب حب الشعب لهم؛ لذلك نجد السيسي حريصًا على زيارة قبره والاحتفال بذكرى وفاته، وفتح متحف عبد الناصر، في حين إنه بعيد كل البعد عمّا فعله ناصر، بل قضى نهائيًا عليه، بدليل أنه جاء بوزير للتربية والتعليم فكره قائم على إلغاء مجانية التعليم.
تنحي مبارك
هل رسمت أميركا بالفعل خريطة تنحي مبارك وفوز مرسي بالانتخابات الرئاسية 2013؟
المؤكد أن أحمد شفيق كان فائزًا في الانتخابات الرئاسية، ولكن المجلس العسكري أبلغ الولايات المتحدة التي طالبت بالتدخل والإعلان عن فوز مرسي، والمعلومات تشير إلى أن القوات المسلحة استغلت مشهد ثورة يناير في إجبار مبارك على التنحي والتخلص من مشروع التوريث، الذي كان يقلقهم بشدة، وتشير المعلومات أيضًا إلى أن الثورة قامت والفريق سامي عنان في الولايات المتحدة، وحينما رجع كان برفقته وفد أميركي اجتمع مع المشير طنطاوي لبحث مرحلة ما بعد مبارك ومشاركة الإخوان في حكم البلاد، وهو ما كشفته دراسة في معهد "راند" في قطر، وذكرت أن فكر الإدارة الأميركية بالنسبة إلى ثورات الربيع العربي هو مشاركة الجيش والتيار الإسلامي في الحكم، باعتبار أن ذلك يصب في مصلحة إسرائيل، وهذا يفسر سر وصف مرسي "شيمون بيريز" الرئيس الصهيوني بـ"صديقي العزيز".
كل ذلك يؤكد أن المشير طنطاوي رسم خريطة القضاء على جماعة الإخوان منذ تنحي مبارك وصولًا إلى ما عليه البلاد حاليًا وسيطرة الجيش على إدارة شؤون مصر كاملة.
كيف قرأت تسريبات البرادعي الأخيرة واستهزاءه بشباب ثورة يناير؟
لم تكن للبرادعي في يوم من الأيام علاقة بالواقع المصري ولا تفاصيله، والبرادعي لم يخلق المعارضة كما تصور قبل وبعد ثورة يناير، لأن البلاد شهدت قبل وجوده بالمشهد السياسي، احتجاجات فئوية، وكانت حركة كفاية وأخواتها موجودة في الشارع المصري يبذلون الجهد من أجل الحرية.
وكنت أرى أنه ليس من ثوب المناضلين كحمدين صباحي، فهو قضى معظم عمره في الخارج، وظهر نتيجة عجز القوى السياسية التي عوّلت عليه أكثر من اللازم. بجانب أنه ثبت بتسريباته الأخيرة أنه رجل يحب نفسه يعمل لمصلحة الغرب، "وخايب"، وقد قضى على نفسه نهائيًا، ولم يعد له وجود بين المصريين الآن ومستقبلًا، والبرادعي من الشخصيات التي استغلت مشهد ثورة يناير لمصلحتها.
التعليقات