«إيلاف» من الرباط: أبرم المجمع الشريف للفوسفات المغربي اتفاقية جديدة مع حكومة غينيا كوناكري لتزويد البلاد بحاجياتها من المخصبات الزراعية المتزايدة في سياق مخطط غينيا لتحقيق الإكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية والتخفيف من واردات الأغذية. وتهدف الاتفاقية إلى رفع مستوى استهلاك غينيا من المخصبات الزراعية من 20 ألف طن إلى 100 ألف طن.

وتعهد المجمع الشريف للفوسفات في إطار هذه الإتفاقية، التي وقعها المجمع مساء أمس الخميس بحضور العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس الغيني ألفا كوندي، بتوفير كامل احتياجات غينيا خلال السنة الحالية من خلال منحها 20 ألف طن من المخصبات في شكل هبة، وتوفير 80 ألف طن بأسعار وشروط جد تفضيلية.

وأعلن المجمع الشريف للفوسفات أن هذه الاتفاقية تأتي في استمرار الإتفاقية التي تربط المجمع مع الحكومة الغينية منذ الزيارة الملكية السابقة (2014)، والتي تهدف إلى تحسين استعمال الأسمدة والمخصبات في الزراعة بغينيا ، وتحسين مردوديتها.

تهدف الإتفاقية إلى تحسين استعمال الأسمدة والمخصبات في الزراعة بغينيا

وتضمنت الإتفاقية الجديدة مواصلة المجمع الشريف للفوسفات لدراسة الأراضي الزراعية في غينيا وتغطيتها بخرائط الخصوبة التي تعتبر أداة فعالة لتوجيه الاستثمار الزراعي حسب نوعية التربة وملاءمتها لبعض الزراعات ذات القيمة المضافة العالية والتقنيات الزراعية والأسمدة الملائمة لها. 

وأشار المكتب الى أنه تمكن من تغطية نحو 100 ألف هكتار من الأراضي الزراعية الغينية بخرائط الخصوبة منذ بداية تنفيذ الإتفاقية السابقة. كما نظم 7 قوافل إلى مختلف المناطق الزراعية في البلاد للقاء المزارعين وتحسيسهم بأهمية استعمال الأسمدة وبنوعية الأسمدة وخلطات المخصبات الملائمة لأنواع التربة والزراعات التي يمارسونها عليها. واستفاد من هذه القوافل نحو 3000 مزارع خلال العامين الماضيين.

كما أشرف المجمع الشريف للفوسفات على تكوين الفنيين الزراعيين في غينيا من أجل توفير الخبرة الاستشارية والتأطير للمزارعين. كما قام المجمع بتجهيز وترقية مختبرين زراعيين، الأول في العاصمة كوناكري والثاني بمدينة فولايا.

قام المجمع بتجهيز وترقية مختبرين زراعيين

وتم توقيع الإتفاقية ضمن ثماني اتفاقيات تعاون مساء أمس الخميس على هامش زيارة ملك المغرب لغينيا، بحضور قائدي البلدين. وتعلقت الإتفاقية الأولى بتأهيل مدينة كوناكري، ووقعها من الجانب المغربي وزير السكنى وسياسة المدينة نبيل بن عبد الله، ومن الجانب الغيني وزير المدينة والتهيئة الترابية لوزيني كامارا.

أما الاتفاقية الثانية فتعلقت بوضع إطار للتعاون من أجل إحداث مشاريع لتجميع إنتاج الذرة بجمهورية غينيا كوناكري، وقعها كل من وزير الفلاحة والصيد البحري المغربي عزيز أخنوش، ورئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية (كومادير) أحمد أوعياش، ورئيس (فيمالي) مولاي محمد الولتيتي، والرئيس المدير العام لمجموعة البنك الشعبي المركزي محمد بنشعبون، ووزيرة الفلاحة الغينية جاكلين مارثي سلطان.

وهمت الاتفاقية الثالثة التعاون من اجل إحداث منظومة للمسح الطوبوغرافي، وقعها اخنوش ولوزيني كامارا. فيما تعلقت الإتفاقية الرابعة بالتعاون في المجال الفلاحي بشأن "إنجاز مشروع للتهيئة الهيدرو- فلاحية لمساحة تتراوح ما بين 200 و300 هكتار"، وقعها كل من وزير الفلاحة والصيد البحري المغربي ووزير الاقتصاد والمالية محمد بوسعيد، ووزيرة الفلاحة الغينية ، ووزيرة التخطيط والتعاون الدولي الغينية كاني ديالو. وهمت الاتفاقية الخامسة منح هبة مغربية لإنجاز مشروع "التطهير السائل لمدينة كوناكري"، وقعها كل من الوزير بوسعيد، ووزيرة الاقتصاد والمالية ، كما وقعت ايضا مذكرة تفاهم في مجال المساعدة التقنية، وقعها الوزير بوسعيد، ومالادو كابا، بالإضافة إلى بروتوكول اتفاق للتزويد ب 100 ألف طن من الأسمدة، وقعها الرئيس المدير العام لمجموعة المكتب الشريف للفوسفات مصطفى التراب، وجاكلين مارثي سلطان. زحضر هذا الحفل أعضاء الوفد الرسمي المرافق للعاهل المغربي الملك محمد السادس. 

وفي سياق الأنشطة المكثفة للعاهل المغربي في إطار زيارته لغينيا قام اليوم رفقة الرئيس كوندي، عقب صلاة الجمعة، بزيارات ميدانية لأوراش عدة مشاريع اجتماعية واقتصادية تشرف على إنجازها مؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة في العاصمة الغينية كوناكري، منها مشروع مركز للتكوين المهني، ومستشفى للأم والطفل، ومشروعين لإنشاء قريتين مجهزتين لفائدة الصيادين التقليديين.

العاهل المغربي يقوم بزيارات ميدانية لأوراش عدة مشاريع اجتماعية واقتصادية

ويهدف مركز التكزين المهني، الذي شيد على مساحة 3.2 هكتار وبكلفة 6.5 مليون دولار، إلى تكوين 1000 متدرب في السنة في 21 تخصصا تشمل مهن البناء والأشغال العمومية والسياحة، مساهما بذلك في توفير الموارد البشرية المؤهلة للشركات الغانية، من جهة، وفي تشغيل الشباب وإدماجهم الإجتماعي والإقتصادي، من جهة ثانية.

أما مستشفى الأم والطفل بكوناكري، والذي يقع على مساحة 3.5 هكتار، وكلف إنجازه 16 مليون دولار، فيهدف إلى المساهمة في تقليص وفيات الأم والطفل، والتكفل بأمراض النساء والأطفال وبحالات الحمل المحفوفة بالمخاطر، والمساهمة في تكوين مهنيي الصحة ونقل الكفاءات.

ويشتمل على 86 سريرا، تهم العلاجات المكثفة والإنعاش، ومصلحة للأطفال حديثي الولادة، ووحدة لطب التوليد وأمراض النساء، ومنصة تقنية تضم أربع قاعات للعمليات وقاعتين للوضع، والفحص بالصدى وتخطيط القلب، وماسح ضوئي ومختبر للتحليلات الطبية.

وبوسع المستشفى، تأمين 1200 حالة ولادة سنويا، وتقديم 6000 استشارة في مجال طب التوليد وأمراض النساء، و12 ألف استشارة في تخصص طب الأطفال، و600 تدخل جراحي خاص بطب التوليد وأمراض النساء، و3000 تدخل جراحي في مجال جراحة الأطفال.

يهدف مركز التكزين المهني إلى تكوين 1000 متدرب في السنة

ويندرج إنشاء قرى الصيادين في كوناكري في إطار التعاون بين البلدين في مجال الصيد البحري ونقل التجارب المغربية الناجحة في هذا المجال. ويهدف المشروعان اللذان كلفا 2.3 مليون دولار، بتمويل من مؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة، إلى عصرنة الصيد التقليدي وتمكينه من وسائل رفع مردوديته وتحسين دخل العاملين به. وتشتمل كل واحدة من القريتين اللتان يجري بناؤهما في إطار هذا البرنامج، على فضاء للصياديين، يضم محلا لبيع تجهيزات الصيد البحري، وورشة للميكانيك، وفضاء تعاونيا، وقاعة لتقشير السمك، وقاعة للتقطيع والتعليب، إلى جانب فضاء للتسويق، كما يشمل بهوا للأسماك، وغرفة للتبريد، ومصنعا للثلج، ومرافق إدارية وصحية، وموقف للسيارات. ويرتقب أن يستفيد من المشروعين زهاء 2170 بحارا تقليديا، بينهم 1300 من النساء اللواتي يعملن في مجال شراء السمك بالجملة وتثمينه، والمنتظمات في 83 تعاونية.

يندرج إنشاء قرى الصيادين في إطار التعاون بين البلدين في مجال الصيد البحري ونقل التجارب المغربية الناجحة
إحداث منظومة للمسح الطوبوغرافي