كان لافتا إتهام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ،قضاء الاتحاد الأوروبي، بإطلاق "حملة صليبية" ضد الإسلام، بعد قرار محكمة العدل الأوربية الأخير، بمنح أرباب العمل حق حظر ارتداء الحجاب في أماكن العمل، ضمن العديد من الرموز الدينية الأخرى. وكان هذا القرار للمحكمة الأوروبية قد جاء في ظل توتر تركي أوروبي، على خلفية منع وزيرين تركيين من لقاء أبناء الجالية التركية في هولندا، للترويج للاستفتاء على تحول تركيا للنظام الرئاسي والذي سيجري قريبا، وهو الخلاف الذي شهد تصعيدا شديدا من قبل أروغان تجاه هولندا، كما أبرز أيضا وجود خلاف أكبر مع أوروبا بمجملها. وقد دفعت اتهامات أروغان للقضاء الأوروبي بإطلاق حملة صليبية، بعضا من المراقبين إلى القول بأن الرجل يستخدم الإسلام كبعد ديني، في الصراع مع أوروبا. والحقيقة هي أن العنصر الديني في العلاقة بين الجانبين كان واردا، عبر تاريخ طويل ربما يبدو ماثلا في أذهان الجانبين حتى الآن، فالعلاقة بين أوروبا وتركيا أيام الإمبراطورية العثمانية كانت تقوم غالبا على الهوية وتتسم بالعداء. ولإن كانت العلاقة بين الجانبين قد تغيرت بعد تأسيس أتاتورك للجمهورية التركية، حيث سعت تركيا للحداثة وإلى الوصول إلى أوروبا، عبر السعي للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، فإن التناقضات الواضحة بين أوروبا المسيحية وتركيا المسلمة، كانت العقبة دوما أمام التحاق تركيا بهذا الاتحاد. ومع احتدام الصراع الأخير بين تركيا وهولندا، بدت تصريحات النائب الهولندي المعادي للإسلام (خيرت فيلدرز)، تصب في نفس الاتجاه إذ قال " دولة إسلامية مثل تركيا لا يمكن أن تكون جزءا من أوروبا .. إن كل القيم التي تدافع عنها أوروبا مثل الحرية الديمقراطية وحقوق الإنسان غير منسجمة مع الإسلام". وبعيدا عن البعد التاريخي في الأمر، فإن الواضح أن استخدام أردوغان للإسلام في صراعه مع أوروبا، ربما لا يكون مختلفا أيضا عن استخدام اليمين المتطرف في أوربا لنفس العنوان، في صراعه مع تركيا وهو اتجاه باتت تزايد عليه الحكومات والأحزاب السياسية من اتجاهات مختلفة من أجل كسب الأصوات في الشارع، وفق ما يقول مراقبون. ويرى هؤلاء أن الأمر ربما يكون مرتبطا بترويج كل طرف لنفسه، في ظل ترقب تركيا لاستفتاء مهم سيغير نظام الحكم في البلاد إلى النظام الرئاسي، بينما تستعد عدة دول أوربية لإجراء انتخابات يحشد فيها اليمين المتطرف، لبرامج وأفكار كلها تستهدف الاسلام واللاجئين ،وأن كل طرف يسعى لكسب الأصوات بأي طريقة. برأيكم، سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 20 مارس/ آذار من برنامج نقطة حوار الساعة 16:06 جرينتش. خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442031620022. إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على [email protected] يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Messageكما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/hewarbbc أو عبر تويتر على الوسم @nuqtat_hewar
- آخر تحديث :
التعليقات